الوثيقة | مشاهدة الموضوع - سيناريوهات متشائمة عن الحرب.. بغداد: الأجواء العراقية غير مؤمنة بالكامل!
تغيير حجم الخط     

سيناريوهات متشائمة عن الحرب.. بغداد: الأجواء العراقية غير مؤمنة بالكامل!

مشاركة » الأحد أكتوبر 06, 2024 6:25 am

بغداد/ تميم الحسن

قالت القيادة العسكرية بأن الأجواء العراقية “ليست مؤمنة بالكامل” لكنها تعمل على ذلك.
في حين يُعتقد أن الوقت قد فات لتجنب الحرب في العراق، وفق ما يرجح محللون.
وبدأت ما يسمى بـ”جبهات المقاومة الإسلامية” بإعطاء اشارات إلى احتمال التصعيد من “الجبهة العراقية”.
وهاجمت إيران الثلاثاء الماضي، بقرابة 200 صاروخ فرط صوتي، إسرائيل، لأهداف قالت إنها “عسكرية”.
بالمقابل قالت السلطات في إسرائيل والولايات المتحدة إن الضربة “فشلت”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، نهاية أيلول الماضي، مقتل نصر الله وقادة آخرين، في غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
السيطرة على الجو
في الأثناء أكد الناطق العسكري للحكومة، اللواء يحيى رسول، أن “الأجواء العراقية ليست مؤمنة بالكامل، ولكن تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتأمينها”.
وذكر أن “طائرات الأكس 16 وكي 50 الكورية المتقدمة”، وطائرات النقل الجوي والاستطلاع، تشكل “قوة جوية عراقية تسهم في حماية العراق والدفاع عن سيادته”.
وذكرت تقارير أن قاعدة عين الاسد، غربي الانبار، شاركت في اعتراض الصواريخ الايرانية التي أطلقت على إسرائيل.
وبشأن حماية الحدود، أكد رسول أن “كل الحدود العراقية مؤمنة” خاصة مع سوريا.
وكشف المتحدث العسكري، عن انتشار “خمسة خطوط من القوات الحدودية”، فضلا عن الكمائن والعمليات الاستباقية.
بنك الأهداف
ويتداول في الأوساط السياسية عن وجود “بنك اهداف” اسرائيلية في العراق، قد يتجاوز الـ30 هدفا.
وأكثر الترجيحات تتحدث عن احتمال استهداف “منشآت النفط” و”قادة الفصائل”.
ونقلت وسائل اعلام محلية عن قيادي بأحد الفصائل المنخرطة ضمن ما يعرف بـ”المقاومة الإسلامية العراقية”، انه ذكّر باتفاقية الشراكة مع الولايات المتحدة، وطالب الأخيرة بوقف أية هجمات محتملة من “إسرائيل” على العراق.
ويقول كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، إننا “لا نتوقع الكثير من الولايات المتحدة، لكن هناك اتفاقية إطار ستراتيجي مع العراق تتضمن الحماية، ونحن نلزمهم بما ألزموا أنفسهم”.
ويشترك الجناح السياسي لـ”سيد الشهداء” الذي يتزعمه أبو آلاء الولائي في الحكومة، وهو أحد زعامات “الإطار التنسيقي الشيعي”، وكان قد زعم أن لديه 100 ألف مقاتل جاهز للذهاب إلى لبنان.
وتضع مجموعة الفصائل في العراق “النفط” كأحد “خيارات المقاومة”، بحسب ما يقوله عباس الزيدي، احد قيادات الحشد الشعبي.
وهدد المسؤول الأمني في كتائب حزب الله، أبو علي العسكري، بتعطيل تصدير ملايين براميل النفط إلى العالم.
وقال “العسكري” في تدوينة “إذا بدأت حرب الطاقة سيخسر العالم 12 مليون برميل نفط يومياً، وكما قالت كتائب حزب الله سابقاً أما ينعم الجميع بالخيرات أو يحرم الجميع”.
وجاء ذلك بعد أن أجاب الرئيس الأميركي جو بايدن، عن سؤال عما إذا كان سيدعم ضرب إسرائيل لمنشآت النفط الإيرانية، قائلاً: “نحن نناقش ذلك”.
وكان قائد حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي، كشف عن أن تصعيداً قادماً من قبل “المقاومة العراقية”.
وقال الحوثي في الخطاب الأسبوعي المتلفز، يوم الخميس، إن “المقاومة الإسلامية في العراق نفذت عمليات مكثفة جداً خلال الأيام الماضية وهي تتجه إلى التصعيد أكثر وبفاعلية عالية”.
وبدأت مايعرف بـ”المقاومة العراقية”، وهو تحالف من عدة فصائل، بتوجيه مسّيرات منذ أحداث “أكتوبر” حرب غزة، اغلبها لم تصب أهدافها، لكنها تطورت خلال الشهر الماضي.
وقال النائب المستقل سجاد سالم، في منشور على منصة ” إكس”، إن “الفصيل المسلح الذي يهدد بحرب الطاقة هل يستطيع تأمين رواتب شهرين فقط إذا توقف تصدير النفط العراقي؟”.
وتعتمد موازنة العراق المالية بنحو يزيد عن 90‌% على مبيعات النفط، في دفع تأمينات الرواتب والتقاعد، وباقي مصروفات الدولة.
ويوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرة مسيرة من العراق قتلت اثنين من جنوده شمالي الجولان.
وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال، أن “الطائرة المسيّرة العراقية على الجولان تسببت في إصابة 24 جندياً ومقتل إثنين”.
وفي الأثناء نقلت صحيفة، “يديعوت أحرونوت”، أن “الجنديين قتلا شمالي الجولان جراء انفجار مسيّرة أطلقت من العراق”.
وكانت ما يعرف بـ”المقاومة الإسلامية في العراق”، أعلنت صباح الجمعة، ضرب ثلاثة أهداف بعمليات منفصلة داخل “إسرائيل” عبر طائرات مسيرة.
وفي 18 أيلول الماضي، ذكر الإعلام العسكري الإسرائيلي “لأول مرة”، أنه اعترض طائرات حربية كانت في “طريقها من العراق”.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال قمتها المنعقدة في نيويورك، رفع الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خارطتين، الأولى تضع لوناً أسود على العراق وإيران وسوريا ولبنان ضمن “محور اللعنة”، أما خارطة السلام فضمت مصر والسعودية والسودان.
هل يمكن تجنب الحرب؟
يجيب احسان الشمري، أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد عن ذلك؛ بأن العراق كانت أمامه فرصة لتجنب الحرب سياسيا أو الانخراط بشكل أكبر بالصراع الذي يدور بين اسرائيل وإيران وأذرعها بالمنطقة، لكن يبدو انها ضاعت.
ويقول الشمري في تصريح مطول إن: “التحرك على أسس عاطفية من قبل الحكومة، وايضا وقوعها تحت ضغط وتأثير بيئتها السياسية بما يعرف بفصائل المقاومة، يظهر بأنها طرف من الصراع”.
ولم تنخرط الحكومة، على حد قول الشمري، في مبادرة دبلوماسية خاصة بها يمكن أن يبرز العراق كـ”طرف محايد”، خصوصا وان العراق يمتلك علاقات “نادرة” مع قوى فاعلة بما يدور بالمنطقة بين إيران وأمريكا، كما لم “يمارس ضغطا بجولة عربية أو عالمية لغرض تنضيج المبادرة”.
ويقول الشمري إن العراق “لم يؤيد المبادرات العربية أو ينخرط بها”، مشيرا إلى أن “الحديث عن تشكيل التحالف الدولي الاعتراف بدولة إسرائيل التي تقوده العربية السعودية كان يفترض العراق ان يكون جزء منه”.
الان مع دخول العراق بشكل مباشر في الحرب ما بين اسرائيل وحزب الله، بحسب تقديرات الشمري الذي يرأس مركز التفكير السياسي، فان الحكومة العراقية “أصبحت سياسيا في وضع صعب جدا، خصوصا وأنها غير قادرة على ضبط الفصائل، وستبقى في إطار انتظار ردات الفعل وتسويات الدول الفاعلة لهذا الصراع”.
واعتبر الشمري أن العراق أصبح الان “الجغرافية الرابعة” بعد لبنان في بنك “اهداف اسرائيل”.
ومع تصاعد هجمات الفصائل واعتبار العراق “ضمن محور الاعداء”، ضمن التوصيف الاسرائيلي، فانه مؤشر على ان “الضربات قادمة لامحالة، والموضوع لن يرتبط بأذرع إيران وهي الفصائل، بل يستهدف النظام بشكل كامل”، على حد وصف الشمري.
ورجح استاذ في جامعة بغداد أن الحكومة التي تواجه ازمات سياسية واقتصادية وامنية “قد لا تصمد امام مؤشرات الضربات، بالتالي قد تكون الحكومة بانتظار الحرب لكن غير قادرة على احتوائها”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron