الوثيقة | مشاهدة الموضوع - وثائق سرية: المخابرات الأمريكية في اطلاع مباشر على استعدادات إسرائيل لضرب إيران
تغيير حجم الخط     

وثائق سرية: المخابرات الأمريكية في اطلاع مباشر على استعدادات إسرائيل لضرب إيران

مشاركة » الأحد أكتوبر 20, 2024 3:45 pm

5.jpg
 
عاموس هرئيل

ربما سيكون هذا أسبوعاً أصخب من المعتاد في الشرق الأوسط، حتى بمفاهيم الآونة الأخيرة. ربما أطلق حزب الله، بمساعدة إيرانية، مسيرة من لبنان تفجرت وتسببت بأضراب قرب بيت رئيس الحكومة نتنياهو في قيسارية. هذا المر قد يجر رداً من جانب إسرائيل، التي هي أصلاً تستعد لمهاجمة إيران رداً على هجوم الصواريخ البالستية عليها في 1 تشرين الأول الحالي. تتسرب من الولايات المتحدة وثائق حول عمق استعدادات إسرائيل للهجوم.

موت زعيم حماس يحيى السنوار، أول أمس، في رفح غاب عن العناوين، وهناك شك كبير اليوم إذا كان سيتم استغلال نهاية السنوار في محاولة لإحياء المفاوضات حول صفقة المخطوفين، رغم أن وضع الـ 101 مواطن وجندي، المحتجزين في قطاع غزة، أصبح أكثر يأساً. أمس، قتل في مخيم جباليا للاجئين جنديان من لواء المدرعات 401 وأصيب ضابط بإصابة بليغة.

أطلق صباح أمس ثلاث مسيرات متفجرة نحو قيسارية و”غليلوت”، اثنتان منها اعترضهما سلاح الجو، وتفجرت الثالثة، كما قلنا، قرب منزل نتنياهو. رئيس الحكومة وأبناء عائلته لم يكونوا في المنزل وقت الانفجار. الرقابة أخرت النشر حول الإصابة ساعة تقريباً إلى أن سمح بالنشر في وسائل إعلام سعودية وقطرية. أصبح اعتبار الرأي العام غريباً أكثر.

من الجدير عدم تجاهل الأهمية التي ترافق الحدث إلى جانب النكات التي خرجت عن حب أبناء عائلة نتنياهو للحصول على تعويضات مبالغ فيها على حساب الدولة. لدى حزب الله، وربما لدى محور إيران بشكل عام، سلاح دقيق ومستعد للمخاطرة بمحاولة المس بشخصيات إسرائيلية رفيعة. تدل العملية في قيسارية على القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية المخططة والدقيقة. بعد سلسلة عمليات الاغتيال المنسوبة لإسرائيل في طهران وبيروت وغزة، يبدو إغلاق الحساب أفضلية عليا من ناحيتهم. منظومة حماية الشخصيات الإسرائيلية الرفيعة في البلاد والخارج ستحتاج إلى تكيف مع ذلك، إضافة إلى تقليل الظهور العلني فترة الحرب.

الضربة في قيسارية، بما يشبه الضربة التي قتل فيها أربعة جنود من “غولاني” الأسبوع الماضي، كشفت الصعوبة التي تواجه منظومة الدفاع الإسرائيلية في التعامل مع المسيرات. بعد ذلك، استمر إطلاق نار كثيف من الصواريخ نحو شمال البلاد خلال الصباح والظهر. قتل مواطن بشظايا الاعتراض قرب “كريات بيالك” وأصيب 14شخصاً بسبب سقوط صواريخ في “شلومي” و”كريات آتا”. في الواقع، تراجع حزب الله وتكبد ضربات في جنوب لبنان وقتل جزء كبير من قيادته. ولكنه يحتفظ بقدرة معينة على مهاجمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتشويش روتين الحياة فيها. إضافة إلى ذلك، يبدو أن هناك منحى من التعافي في كل ما يتعلق بمنظومة نيران حزب الله.

محاولة اغتيال نتنياهو قد تؤثر على اعتباراته في اتخاذ القرارات حول طريقة رد إسرائيل في إيران ولبنان، حيث هاجم سلاح الجو الضاحية الجنوبية ظهراً بشكل استثنائي مقارنة مع الأسبوع الماضي. واتهم وزراء الحكومة إيران بالمسؤولية عن إطلاق المسيرة، ما ساهم في زيادة التوقعات بشأن الرد المتوقع. في الفترة الأخيرة، هدد نتنياهو ووزير الدفاع برد قريب على هجوم إيران الباليستي. وكان نتنياهو اتهم طهران بالهجوم، وقال إن “وكلاء إيران الذين حاولوا اليوم اغتيالي أنا وزوجتي، ارتكبوا خطأ كبيراً”.

قال الرئيس الأمريكي بايدن، أمس أثناء زيارته لبرلين، بأنه يعرف كيف ومتى سترد إسرائيل على هجوم إيران. تريد الإدارة الأمريكية تعميق التنسيق مع إسرائيل، بواسطة نشر منظومة صواريخ الاعتراض “ثاد”، لكنها تريد أيضاً كبح طبيعة الرد. في هذه الأثناء، تسربت وثائق سرية توثق متابعة مفصلة لوكالات المخابرات الأمريكية لاستعدادات إسرائيل للهجوم. وقد تم الحديث فيها عن مناورة أجراها سلاح الجو الأسبوع الماضي، حاكت هجوماً ضد إيران. جاء التسريب بعد يومين على إعلان الولايات المتحدة عن هجوم أمريكي باستخدام قاذفات ثقيلة من نوع “بي 2” على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن في أعماق الأرض. ويبدو أن حملة أمريكية تجري هنا بهدف ردع نظام طهران وإجباره على كبح تصرفاته، لمنع اشتعال إقليمي آخر حتى الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني القادم.

ما بعد السنوار

إن موت السنوار، في تصادم بالصدفة مع قوات من مدرسة قادة الفصائل ووحدة مدرعات، أثار الآمال بتقدم جديد في المفاوضات حول المخطوفين. نهاية السنوار تعكس هزيمة حماس عسكرياً، التي قتل منها في الحرب حوالي 80 في المئة من قيادتها العليا ومعظم المشاركين في 7 أكتوبر، لكن يصعب في هذه المرحلة رؤية كيف سيؤدي هذا الأمر إلى انعطافة قريبة نحو عقد الصفقة.

تنقسم أسباب ذلك بين جانبي المتراس. إسرائيل وضعت وبحق قتل السنوار هدفاً رئيسياً، لأن موت كبار قادة حماس يبث تصميمها على إغلاق الحساب عن كل المسؤولين عن تخطيط المذبحة. في الوقت نفسه، كان واضحاً أن ذلك سيضعف منظومة اتخاذ القرارات في حماس. وفي السنة التي كان فيها هارباً، قاد السنوار سياسة حماس ونجح في السيطرة عليها وإن كان الاتصال بينه وبين العالم الخارجي متقطعاً. الآن ليس لحماس زعيم مفهوم ضمناً، وأي وريث سيجد صعوبة في السيطرة على المخربين الذين ينتشرون في القطاع، وتوجيه خطوات حماس في القتال وفي المفاوضات.

تصبح المشكلة أشد عندما يدور الحديث عن المخطوفين. في الحقيقة، حماس تحتجز معظمهم، ولكن هناك مخطوفين وجثثاً لدى “الجهاد الإسلامي” ولدى عائلات محلية وعائلات جريمة. حسب بعض التقديرات، سيكون وريث السنوار هو شقيقه الأصغر محمد، الذي سيجد صعوبة في فرض سلطته على الفصائل والعائلات وإملاء سياسة مشتركة في المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل. الطلبات المتشددة التي طرحها السنوار حتى موته ربما تقيد الجيل التالي في القيادة.

حتى إطلاق المسيرة نحو قيسارية، ظهر نتنياهو أقل انفعالاً من الإنجاز الذي يتمثل بقتل السنوار. يحاول مؤيدوه عرض ذلك كدليل على أنه أدار استراتيجية محسوبة طوال الطريق. رفضه وقف إطلاق النار وتصميمه على القتال في كل الجبهات أديا -حسب رأيهم- إلى قتل معظم قادة المحور الراديكالي في الشرق الأوسط: السنوار وشريكيه إسماعيل هنية ومحمد ضيف؛ وكبار قادة حزب الله من حسن نصر الله ووريثه لفترة قصيرة هاشم صفي الدين، ورئيس أركان الحزب فؤاد شكر.

عملياً، بدا أن نتنياهو مقيداً خلال فترة طويلة بمساحة مناورته بسبب الحلف غير المقدس الذي عقده مع شركائه في اليمين المتطرف في الائتلاف. إن رفضه التنازل ساهم في الأشهر الأخيرة في موت عشرات المخطوفين، الذين قتل بعضهم على يد حماس، ومات آخرون بسبب ظروف الأسر القاسية. مقتل السنوار لا يتوقع أن يلين مواقف الجناح المتطرف في الحكومة، بل العكس؛ الوزيران سموتريتش وبن غفير سارعا إلى نشر نداءات لمواصلة محاربة حماس، إلى جانب المطالبة بعدم التنازل في المفاوضات.

الأمريكيون يواصلون نشر مناورات متفائلة. عملياً، بعد المس بالسنوار لا توجد أي إشارة على مرونة إسرائيلية أو تفكير بالندم بين الباقين في قيادة حماس. تستمر عملية الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع الآن، مع تشديد الضغط على سكان مخيم جباليا. قتل أمس في حادثة في المخيم جنديان من سلاح المدرعات – الرقيب أول أوفير باركوفيتش (20 سنة) من “موديعين”، والشاويش اليشاي يونغ (19 سنة) من “ديمونة”، بإصابة صاروخ مضاد للدروع.

رغم عمليات إسرائيل، لا يظهر الآن هرب للسكان نحو الجنوب. بعد طلب أمريكي صريح، سمح الجيش الإسرائيلي بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، لكن ظروف الحياة هناك تزيد صعوبة، وقد تعرض حياة الكثير من المدنيين للخطر، بينهم كما يبدو المخطوفون الإسرائيليون.

هآرتس 20/10/2024
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير