واقترفت قوات الاحتلال مجزرة أسفرت عن استشهاد نحو 25 مواطناً إثر قصف مربع سكني يضم عائلات أبو سمرة والنجار وحنونة في مشروع بيت لاهيا، شمال القطاع. كما سقط أربعة شهداء جراء استهداف تجمع للفلسطينيين في محيط مسجد “القسام” في المنطقة ذاتها.
جاء ذلك بعد ساعات على قصف الجيش الإسرائيلي مربعا سكنيا في شارع الهوجا في مخيم جباليا، مساء الخميس، يضم 13 منزلا، ما أدى إلى استشهاد وإصابة نحو 150 مواطنا، وإصابة العشرات بجراح، وتدمير المكان كليا.
وبيّن المرصد “الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” أن فريقه الميداني توثق من استشهاد أكثر من 25 شخصاً من عائلة أبو راشد، منهم أسر مسحت بالكامل من السجل المدني، فيما يجري الحديث عن 45 آخرين من العائلة نفسها، و30 من عائلة عقل.
وأشار إلى أن ما يتراوح بين 150-200 شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، يسكنون في المنازل المدمرة، فيما أصيب عشرات آخرون من منازل مجاورة.
وعقب هذه المجازر في الشمال، اقتحمت قوات الاحتلال، مستشفى كمال عدوان، في مخيم جباليا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن “قوات الاحتلال اقتحمت (صباح الجمعة) مستشفى كمال عدوان، وتحتجز مئات المرضى والطواقم الطبية وبعض النازحين الذين لجأوا للاحتماء بها”.
وحسب روايات الطواقم الطبية وشهود العيان، فإن القوات المقتحمة طالبت فور اقتحامها من الطواقم الطبية والمرضى النزول إلى الساحة الرئيسية فيه، حيث تم تجميع الجميع فيها.
وفصلت قوات الاحتلال الرجال عن النساء والأطفال، وبدأت بإخضاع جميع من تزيد أعمارهم عن 13 عاما للتحقيق والتنكيل، بمن في ذلك أفراد الطواقم الطبية، والاعتداء عليهم، حسب ” المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”.
وترافق ذلك مع قصف قوات الاحتلال محطة الأوكسجين الرئيسية داخل المستشفى، وهو ما أدى إلى وفاة عدد من المرضى المتواجدين في المشفى، فيما أشار المرصد الحقوقي إلى أن 15 مريضا في غرفة العناية المركزة، منهم أطفال، مهددون بالموت بعد أن قصف محطة الأوكسجين في المستشفى.
وفي مدينة غزة التي يلجأ إليها نازحو بلدات شمال القطاع، استشهد 12 فلسطينيا بغارات شنتها طائرات مسيّرة إسرائيلية على مجموعة كانت تنتظر وصول مساعدات إنسانية حسب ما أعلن الدفاع المدني.
كما سقط شهيدان وعدد من المصابين جرّاء قصف استهدف ميناء الصيادين غربي المدينة، وكذلك سقط 11 شهيدا في قصف لتجمع للمواطنين في منطقة المشتل شمال غرب مدينة غزة.
وأيضا اقترفت قوات الاحتلال أيضا مجازر في خان يونس، حيث سقط أكثر من 30 شهيداً، بينهم عائلات بأكملها، منذ مساء الخميس، وحتى أمس الجمعة.
وفيما واصلت المقاومة عملياتها في القطاع، أعلن جيش الاحتلال، مقتل ضابط وجنديين اثنين في المعارك شمال قطاع غزة.
وقال، في بيان، إن “النقيب باراك يسرائيل ساجان (22 عاما) وقائد فصيلة في دورة قادة الدبابات في الكتيبة 196، تشكيل بني أور (460)، والرقيب عيدو بن تسفي (21 عاما)، والرقيب هيليل إلياهو عوفاديا (22 عاما)، وكلاهما من الكتيبة 196 قتلوا في معركة في شمال غزة”.
الاحتلال يجرّد المعتقلين من ملابسهم
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس الجمعة، إن “قوات الاحتلال أجبرت النازحين الذكور على خلع ملابسهم، واعتقلت بعضهم في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة”.
وأضافت في بيان، أنه “جرى تجميع واحتجاز الكوادر الطبية في غرفة واحدة، واستدعي عدد من هذه الكوادر على رأسهم مدير المستشفى حسام أبو صفية، إلى حيث توجد قوات الاحتلال في ساحة المستشفى”.
الناشط الشهير “عبود” اختُطف وعُذب
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، الناشط الفلسطيني الشهير عبد الرحمن بطاح، والمعروف باسم “عبود” مع عدد من الإعلاميين من مستشفى كمال عدوان الذي اقتحمته، قبل أن تفرج عنه، ويكشف عن تنكيل وتعذيب تعرض له.
وعقب الإفراج عنه نشر عبود عدة صور عبر خاصية الستوري على حسابه في إنستغرام أكد فيها أنه “بخير”، وكتب على إحداها: “الحمد لله الذي نجانا”
وفي فيديو نشره لاحقا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، روى عبود تفاصيل إضافية عن احتجازه، وكيف تعرّض للشتم، وللتهديد من قبل جنود الاحتلال.
“أطباء بلا حدود” تدين قتل أحد موظفيها
أدانت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية، بأشد العبارات مقتل أحد موظفيها خلال عملية عسكرية لجيش الاحتلال في خان يونس الليلة الماضية، وهو الثامن منذ السابع من أكتوبر.
وقالت المنظمة في بيان، ” ندين بأشد العبارات مقتل زميلنا حسن صبح في ليل 24 أكتوبر/تشرين الأول إثر عملية عسكرية إسرائيلية في خان يونس، جنوب غزة”.
إسرائيل تهدد الدفاع المدني
قال مدير الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي “هدد طواقمنا بالاستهداف في حال تحركوا بمركبات الإسعاف في شوارع مدينة غزة وسط القطاع”.
وأكد في تصريحات إعلامية، أن خدمات الدفاع المدني متوقفة منذ مساء الأربعاء، “بعد اعتقال قوات الاحتلال خمسة من طواقمنا، وإصابة ثلاثة آخرين، واستهداف مركبة الإطفاء الوحيدة لدينا”.
وحذر من كارثة حقيقية في المدينة، التي تضم آلاف الفلسطينيين، في ظل توقف خدمات الإسعاف.
