بيروت / الأناضول- قتلت إسرائيل 23 شخصا وأصابت 42 آخرين، السبت، إثر سلسلة غارات عنيفة على عدة بلدات في قضاء بعلبك شرقي لبنان.
يأتي ذلك في اليوم الـ24 من تصعيد إسرائيل عدوانها على قضاء بعلبك، في محافظة بعلبك الهرمل، الذي يعتبره مراقبون “الخزان البشري الرئيسي لحزب الله” في لبنان، حيث يتمتع فيه بنفوذ واسع وحاضنة شعبية كبيرة.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على منزل في بلدة شمسطار ما أدى إلى وقوع مجزرة.
وبشأن ضحايا المجزرة، أفادت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، بأنها أسفرت في حصيلة غير نهائية عن سقوط 13 شهيدا، إضافة إلى 13 جريحا، فضلا عن كمية من الأشلاء.
فيما أوضحت الوكالة أن من بين شهداء المجزرة أمًّا وأطفالها الأربعة.
وجراء غارات أخرى عنيفة للطيران الحربي الإسرائيلي على قضاء بعلبك، أفادت وزارة الصحة اللبنانية، عبر سلسلة بيانات، باستشهاد 5 أشخاص وإصابة 5 آخرين بينهم اثنان بحالة حرجة في بلدة بوداي، واستشهاد 4 أشخاص وإصابة 3 ببلدة فلاوى، واستشهاد شخص ببلدة بريتال.
وأضافت أن غارات إسرائيلية أخرى بالقضاء ذاته أسفرت عن إصابة 18 شخصا ببلدة رأس العين، وإصابة 3 أشخاص ببلدة حورتعلا.
وفي قضاء زحلة بمحافظة البقاع (شرق)، تسببت غارة للطيران الحربي الإسرائيلي على حارة الفيكاني بمنطقة البقاع الأوسط في استشهاد شخص وإصابة 3 آخرين، وفق بيان لوزارة الصحة التي لم توضح مدى خطورة الإصابتين.
والتصعيد على بعلبك يأتي في ظل تحركات تقول واشنطن إنها لإقرار مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات سابقة إن بلاده ستجري تلك المفاوضات “تحت النار”.
وفي 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صعّد الجيش الإسرائيلي عدوانه بشكل كبير على قضاء بعلبك بدعوى استهداف “بنية تحتية لحزب الله”، ما أدى إلى إيقاع مئات القتلى والجرحى.
وتعد بعلبك مدينة تاريخية تعود لنحو 3 آلاف عام، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ويخشى مسؤولون لبنانيون تدمير الغارات الإسرائيلية لمعالم تاريخية فيها، بعدما ألحقت غارات سابقة أضرارا بها.
هذا ولاحقت مسيرات إسرائيلية، السبت، مسعفين في قضاء صور جنوبي لبنان، قبل أن تقتل اثنين منهم وتصيب 4 آخرين.
يأتي ذلك غداة استشهاد علي ركان علام، مدير مستشفى دار الأمل الجامعي (خاص) و6 من العاملين في المستشفى بغارة شنتها طائرة حربية إسرائيلية على منزل علام ببلدة دورس في قضاء بعلبك شرقي لبنان.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن “مسيرة إسرائيلية استهدفت، السبت، فريقا إسعافيا خلال توجهه إلى بلدة عين بعال التابعة لقضاء صور لإتمام عمله الإنقاذي”.
وأضافت: “لدى مسارعة فريق إسعافي ثان لإنقاذ المصابين من الفريق الأول، لاحقته أيضا مسيرة إسرائيلية واستهدفته، ما أدى إلى سقوط شهيدين وإصابة أربعة بجروح من كلا الفريقين”.
وأدانت الوزارة بـ”أشد العبارات هذا الاستهتار الفظيع بالعمل الإنقاذي الإنساني الذي يتحول إلى عمل استشهادي ومخاطرة كبرى في ظل إصرار العدو الإسرائيلي على انتهاك القوانين الإنسانية الدولية التي من المفترض أن تقدم الحماية للعاملين الصحيين في زمن الحروب والنزاعات”.
وكررت مطالبة المجتمع الدولي بـ”موقف حازم حيال انتهاك (الجيش الإسرائيلي) القوانين الدولية وتجاوزها من دون أي رادع”.
وباتت الاستهدافات الإسرائيلية للطواقم الطبية في لبنان أمرا متكررا خلال الشهرين الأخيرين، ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات منهم.
ووفق أرقام وزارة الصحة، استهدفت إسرائيل خلال الحرب الحالية على لبنان وحتى نهاية الجمعة، 94 من المراكز الطبية والإسعافية، و40 مستشفى، و250 من الآليات التابعة للقطاع الصحي، ونفذت اعتداءات على 67 مستشفى و229 من الجمعيات الإسعافية.
وأدى ذلك، حسب المصدر ذاته، إلى استشهاد 220 من الكوادر الطبية وإصابة 326 آخرين.
من جانبه، أعلن “حزب الله”، السبت، أنه استهدف بصواريخ ومسيرات قاعدة وموقعا عسكريا ومدينة صفد و4 مستوطنات شمالي إسرائيل.
وأضاف أنه استهدف كذلك 16 تجمعا لجنود ودبابتين شمالي إسرائيل وجنوبي لبنان، واشتبك مع قوتين إسرائيليتين جنوبي لبنان وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح، ما يرفع عدد الهجمات والتصديات التي نفذها، السبت، إلى 28 حتى الساعة 19:00 ت.غ.
جاء ذلك في سلسلة بيانات نشرها الحزب عبر حسابه على منصة تلغرام.
** استهداف قاعدة وموقع عسكري
في شمال إسرائيل، قال “حزب الله” إنه “استهدف بصلية صاروخية قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا، التي تعد المقر الاداري لقيادة لواء غولاني”.
وأضاف أنه “استهدف موقع مشمار الكرمل للدفاع الجوي والصاروخي بصلية من الصواريخ النوعية”.
ولفت إلى أن هذا الموقع يقع جنوب مدينة حيفا، على بعد 40 كلم من الحدود اللبنانية.
وأضاف أنه “استهداف بصليات صاروخية صفد و4 مستوطنات هي كريات شمونة (مرتين) وديشون، وأفيفيم، وميرون”.
وضمن هجماته على شمال إسرائيل أيضا، قال “حزب الله” إنه “استهدف بصلية صاروخية 4 تجمعات لجنود في مستوطنات المالكية وحانيتا وبرعام والمنارة”.
** استهداف جنود
وجنوبي لبنان، قال الحزب إنه “استهدف بصليات صاروخية وقذائف مدفعية 12 تجمعا لقوات إسرائيلية”.
وتشمل هذه الاستهدافات 7 تجمعات لجنود شرقي بلدة الخيام، و4 تجمعات عند منطقة مثلث دير ميماس (تقاطع طرق يربط بين بلدات دير ميماس والقليعة وكفركلا)، وتجمع في بلدة شمع.
** اشتباكان واستهداف دبابتين
وفي بلدة شمع كذلك، أعلن “حزب الله” قصف دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بصاروخ موجه، “ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.
كما أفاد باستهداف دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بصاروخ موجه عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة؛ “ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.
كذلك، تحدث الحزب عن وقوع اشتباكين من قوات إسرائيلية الغازية للجنوب اللبناني.
الاشتباك الأول “جرى بأسلحة رشاشة وصاروخية من مسافة قريبة مع قوة إسرائيلية كان تحاول التسلل إلى بلدة دير ميماس، ما أدى إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح”.
أما الاشتباك الثاني فـ”وقع مع قوة إسرائيلية كان التقدم باتجاه بلدة البياضة؛ ما أدى إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح”.
هذا وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، إصابة عسكري بجروح خطيرة في إحدى المعارك الدائرة جنوب لبنان.
وقال في بيان مقتضب: “أصيب عسكري من كتيبة 13 التابعة للواء غولاني بجروح خطيرة في وقت سابق اليوم خلال اشتباك في جنوب لبنان”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه “تم نقل العسكري للمستشفى لتلقي العلاج، كما تم إبلاغ عائلته”.
وبذلك، يرتفع عدد المصابين بجروح خطيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى 792 عسكريا، من إجمالي 5414 إصابة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق معطيات رسمية.
وبحسب المعطيات، قتل منذ التاريخ ذاته 804 عسكريين إسرائيليين بين ضباط وجنود.