بعد أربع دفعات من الهجمات الصاروخية على تل أبيب أمس، عاد إلى الواجهة في إسرائيل الحديث عن قرب وقف اطلاق النار مع لبنان والوصول الى اتفاق، وبدأت ليلة امس وسائل الاعلام العبرية بتسريب الاخبار عن قرب التوصل الى اتفاق، وان المستوى السياسي في تل ابيب اعطى الضوء الأخضر للمبعوث الأمريكي للمضي قدما نحو وقف اطلاق نار مع لبنان.
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير التعليم الإسرائيلي قوله تعليقا على الأنباء التي تتحدث عن قرب التوصل لاتفاق مع لبنان- إن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لديه دائما ضوء أخضر للمضي قدما في التسوية.
وحسب ما رصدت “رأي اليوم” جاء في وسائل الاعلام العبرية صباح هذا اليوم الاثنين أن نتنياهو يفضل الذهاب لتسوية مع لبنان مع التزام امريكي بالسماح لإسرائيل بالرد على خروقات، وان تل ابيب حصلت على ضمانات من واشنطن بحرية العمل في لبنان في حال انتهاك الاتفاق. وقالت القناة 14 العبرية المقربة من نتنياهو ان الأخير يتخوف من خطوات أمريكية أحادية الجانب بشأن أي تسوية في نهاية عهد بايدن.
ونقلت القناة 14 عن نتنياهو خلال محادثة مغلقة ان هناك خطرا في الوقت المتبقي لادارة بايدن لاتخاذ خطوات أمريكية أحادية تشبه نهاية عهد أوباما لذلك فان الشيء الصحيح الان هو الذهاب الى تسوية مع لبنان مرهونة بالتزام امريكي بالرد على خروقات.
ومن ناحيته قال مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الاجتماع الأمني برئاسة نتنياهو بشأن لبنان انتهى وخرج بموقف إيجابي تجاه تسوية مع لبنان.
من جانبه قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن “نحن قريبون جدا من التوصل لاتفاق مع لبنان” مشيرا إلى أن ذلك قد يحدث خلال أيام.
وأطلق حزب الله امس اعلى وتيرة من الصواريخ باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية بما فيها تل ابيب ردا على استهداف الطيران الإسرائيلي العاصمة بيروت وارتكابه مجزرة بحق المدنيين في حي البسطة وسط العاصمة. وبهذا ثبت حزب الله رسميا معادلة تل ابيب مقابل بيروت التي وضعها الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله قبل اغتياله نهاية شهر أيلول الماضي. وردت إسرائيل ليلة أمس على الهجمات باعنف موجة من الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت دمرت خلالها عددا من البنايات السكنية.
وبعد القصف على تل أبيب، نشر حزب الله صورة كتب عليها عبارة: بيروت يقابلها تل أبيب، وتُظهر آثار صواريخ استهدفت إسرائيل يوم أمس.
كما بث حزب الله مشاهد لاستهداف قواعد عسكرية تابعة لجيش الاحتلال في تل أبيب بمسيّرات انقضاضية وصواريخ، وعرض صورا قال إنها لاستهداف قاعدة شراغا الإسرائيلية بالصواريخ والمسيّرات.
ووصل إلى تل أبيب اليوم نائب وزير الدفاع الأمريكي لاجراء محادثات تقنية بشأن الجانب الأمني للاتفاق مع لبنان، وهو ما يدل على ان الاتفاق بات في مراحله الأخيرة، اذ تتوقع مصادر لبنانية ان يكون هذا الأسبوع هو الأسبوع الأخير من المواجهات.
في المقابل هدّدت إسرائيل باستهداف منشآت حيوية للدولة اللبنانية في حال فشل الاتفاق، وتوسيع نطاق الهجمات لتشمل مرافق مدنية لبنانية. في تلميح لاستهداف مطار بيروت والمرفأ ومحطات الغاز والوقود والطرق والجسور التي تربط بين المناطق لخلق أزمة إنسانية كارثية داخل لبنان، لكن هذا التهديد الإسرائيلي قد يؤدي إلى تصادم مباشر بين إسرائيل والإدارة الأمريكية التي طلبت تحييد منشآت الدولة اللبنانية، كما حثّت على ذلك دول أوروبية على رأسها فرنسا.
وتتوقع مصادر لبنانية عودة المبعوث الأمريكي إلى المنطقة خلال هذا الأسبوع للإعلان عن موعد وقف النار.
