إدلب/ الأناضول- رويترز- “رأي اليوم”- سيطرت فصائل مسلحة مناوئة للحكومة السورية، السبت، على عشرات القرى بمحافظة إدلب بعد تقدم سريع في شرق وجنوب شرق المحافظة الواقعة شمال غربي البلاد.
ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تتقدم الفصائل المسلحة بسرعة في محافظتي إدلب وحلب بعد اشتباكات مع الجيش العربي السوري.
وسيطرت الفصائل منذ ساعات صباح السبت، على أكثر من 50 قرية كانت خاضعة لسيطرة الجيش السوري شرق وجنوب شرق إدلب.
وسيطر الجيش السوري على القرى المذكورة عام 2019 بعد هجمات مكثفة، رغم أنها مشمولة ضمن اتفاق “مناطق خفض التوتر” الذي تم التوصل إليه في اجتماعات أستانا.
يشار إلى أن فصائل المعارضة السورية سيطرت، الجمعة، على أجزاء واسعة من مدينة حلب، شمالي البلاد.
ودخلت القوات المعارضة مدينة حلب عصر الجمعة، ومن ثم واصلت التقدم مساء لتسيطر على أجزاء واسعة من المدينة.
وسيطرت الفصائل على ساحة سعد الله الجابري في مركز المدينة، فضلا عن مبنى المحافظة ومراكز الشرطة، وقلعة حلب.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع السورية إن قواتها استعادت السيطرة على نقاط خسرتها في وقت سابق، مضيفة أنها تواصل التصدي لهجوم من جانب ما وصفتها بالمجموعات الإرهابية وكبدتها خسائر كبيرة.
وأعلنت مقتل وإصابة عشرات الجنود في معارك عنيفة مع مقاتلين من المعارضة في حلب وإدلب خلال الأيام القليلة الماضية، وقال إن ما وصفه بالانسحاب المؤقت للقوات في حلب يهدف إلى التحضير لهجوم مضاد على “الإرهابيين”.
كما أكدت وزارة الدفاع السورية أن تعدد جبهات الاشتباك دفعت قواتها لإعادة الانتشار لتدعيم خطوط الدفاع والتحضير لهجوم مضاد.
وأضافت أن “التنظيمات الإرهابية تمكنت خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء حلب”.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها الجوية قضت على 200 مسلح في محافظتي حلب وإدلب خلال يوم واحد.
وأضافت أن الوضع في المحافظتين يتفاقم، وأن القوات الروسية تقدم الدعم للجيش السوري في مواجهة هذه التشكيلات.
وفي تطور جديد، قال مصدران عسكريان روسيان إن مقاتلات روسية وسورية قصفت اليوم السبت مقاتلي معارضة تمركزوا في مواقع بضاحية في مدينة حلب سيطروا عليها أمس الجمعة.
وفي وقت سابق، نقلت رويترز عن 3 مصادر بالجيش السوري قولها إن الجيش أغلق الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة حلب بعد أن صدرت تعليمات للقوات باتباع أوامر “انسحاب آمن” من الأحياء التي اجتاحها المسلحون.
وذكرت المصادر أن هذه الخطوة أغلقت المدينة فعليا بعد أن أصدر الجيش تعليمات لنقاط التفتيش خارج المدينة بالسماح فقط لقوات الجيش بالمرور والدخول.
كما أكدت وزارة الدفاع السورية، من جهتها، أن قواتها استعادت السيطرة على نقاط خسرتها في وقت سابق، مضيفة أنها تواصل التصدي لهجوم من قِبل ما وصفتها بالمجموعات الإرهابية وكبدتها خسائر كبيرة.
وضمن ردود الفعل على التطورات الجديدة في سوريا، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عَراقجي، تعليقا على التطورات في الشمال السوري، إن تنشيط الجماعات الإرهابية في سوريا مخطط أميركي صهيوني عقب هزائم الكيان في لبنان وفلسطين، حسب تعبيره.
وبدوره، قال السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني إن إيران وروسيا ومحور المقاومة لن يسمحوا بتكرار أحداث السنوات الماضية في سوريا.
وأوضح خلال لقاء مع التلفزيون الإيراني أن ما وصفها بالجماعات الإرهابية لن تحقق أي انتصار في سوريا.
أما قائد الحرس الثوري الإيراني، فقال إن من وصفهم بالإرهابيين “قرروا الهجوم على سوريا بعد الإخفاقات الإستراتيجية لإسرائيل بلبنان وغزة”.
وأضاف أن “المسلحين الذين سيطروا مؤخرا على مناطق في سوريا يخضعون لقيادة وتوجيهات إسرائيلية”.
وفي ردود الفعل الإقليمية على معارك الشمال السوري أيضا، قال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كجليتولي إن الهجمات الأخيرة للنظام السوري على إدلب وصلت إلى مستوى يضر بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات أستانا.
وأضاف كجليتولي أن بلاده تراقب عن كثب الهجمات التي تستهدف المدنيين الأتراك وتركيا من قبل منظمات إرهابية في تل رفعت ومنبج، والتي تحاول الاستفادة من بيئة عدم الاستقرار الحالية.
كما قالت وزارة الخارجية المصرية إن وزير الخارجية بدر عبد العاطي بحث في اتصال هاتفي، مساء أمس الجمعة، مع وزير الخارجية السوري بسام صباغ التطورات الأخيرة في شمال سوريا، خاصة في إدلب وحلب.
وذكرت وزارة الخارجية، في بيان لها عبر فيس بوك صباح اليوم السبت، أن الوزير عبد العاطي استمع إلى شرح وتقييم الوزير صباغ للتطورات الأخيرة المتلاحقة في شمال سوريا.
وأضافت أن عبد العاطي عبّر عن القلق إزاء منحى هذه التطورات، مؤكدا موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية، وأهمية دورها في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب، وبسط سيادة الدولة واستقرارها واستقلال ووحدة أراضيها.
أميركيا، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي، قوله إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة في هجوم المعارضة السورية على حلب، وأن هذا الهجوم فاجأ إدارة الرئيس جو بايدن حسب قوله.