واشنطن- “القدس العربي”: أعلنت الدنمارك عن حزمة جديدة كبيرة لتعزيز أمن غرينلاند في خطوة وصفها وزير الدفاع الدنماركي بأنها “قد تكون مثيرة للاستغراب”، لأنها جاءت بعد يومين فقط من دعوة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى ملكية الولايات المتحدة للجزيرة القطبية الشمالية.
وقال وزير الدفاع الدنماركي ترويلز لوند بولسن لصحيفة يولاندس بوستن الدنماركية يوم الثلاثاء، إن كوبنهاغن تخطط لإنفاق ما يعادل نحو 1.5 مليار دولار على حزمة الدفاع الجديدة.
وأضاف في تصريح للصحيفة: “لم نستثمر بشكل كاف في القطب الشمالي لسنوات عديدة، والآن نخطط لوجود أقوى”.
وأوضح بولسن أن الحزمة كانت مخططة مسبقًا، ومن “الغريب” أنها تزامنت مع دعوة ترامب للسيطرة على الجزيرة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الدنمارك مستعدة “للعمل مع الولايات المتحدة” لتأمين غرينلاند.
وتتضمن الحزمة قاربين للدورية من فئة ثيتيس، وطائرتين بدون طيار بعيدة المدى، وفريقين من الكلاب المزلجة، والمزيد من الأفراد العسكريين الدنماركيين في غرينلاند، بحسب صحيفة يولاندس بوستن.
وقال ترامب في منشور على موقع Truth Social يوم الأحد، إن ملكية الولايات المتحدة لغرينلاند وسيطرتها “ضرورة مطلقة” لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وكان ترامب قد دعا خلال ولايته الأولى إلى شراء غرينلاند، في خطوة أثارت التوترات بين واشنطن وكوبنهاغن.
ورد رئيس وزراء غرينلاند، موتي إيغيدي، بتحد على ترامب في منشور على فيسبوك يوم الإثنين .
وكتب إيغيدي: “غرينلاند لنا. نحن لسنا للبيع ولن نكون كذلك أبدا. يجب ألا نخسر نضالنا الطويل من أجل الحرية”، رغم أنه أشار أيضا إلى انفتاحه على التعاون والتجارة.
وغرينلاند هي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي، ولكنها لا تزال تحت سيطرة الدنمارك التي تتولى شؤون الدفاع والأمن والسياسة الخارجية، وفقاً لصحيفة “ذا هيل”.
وتُعدّ منطقة القطب الشمالي مجالا رئيسيا للأمن القومي، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى مواجهة النفوذ الروسي والصيني المتزايد في منطقة تنفتح أكثر مع ذوبان الجليد بسبب تغير المناخ وخلق مسارات جديدة.
كما تعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع حلفائها في القطب الشمالي مثل كندا وفنلندا لبناء المزيد من سفن الدوريات القادرة على التنقل في المنطقة، حيث أعلن خفر السواحل هذا الأسبوع أنه تمت الموافقة على العمل لبناء أول كاسحة جليد قطبية ثقيلة جديدة منذ أكثر من خمسة عقود.
وتُعدّ الدنمارك أيضًا عضوًا في تحالف الأمن الغربي (حلف شمال الأطلسي)، وشريكًا للولايات المتحدة في منطقة القطب الشمالي.