القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
مشاعر مختلطة بين الفرح والأسى والترقب سادت الشارع المصري بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.
اللافت اليوم كان في الرايات الحمراء التي رفعها الغزاويون على بيوتهم في إشارة لا تخفى إلى معاني التضحية والبطولة التي قدمها الشهداء بأرواحهم.
مشاهد الرايات الحمراء أشاعت أجواء من المهابة في الصدور.
المؤرخ الفلسطيني اليساري عبد القادر ياسين يقول إن رفع الأهالي في فلسطين الرايات الحمراء ينطوي على رسالة مفادها “لن ننسى هذه التضحيات، ونحن على ذات الدرب سائرون”.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن نتنياهو كان يتمنى أن يرفع هؤلاء الأهالي الرايات البيضاء وهم صاغرون!
ad
الأيام القادمة
من جهته يرى د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن على الفلسطينيين، الاتفاق فوراً على آلية مشتركة ومتجانسة لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الإعلان عن وقف دائم لإطلاق النار، وذلك بالتعاون مع الدول العربية الراغبة في المساعدة على تحقيق هذا الهدف، والشروع في الوقت نفسه في وضع الأسس اللازمة لتشكيل حركة وطنية موحّدة قادرة على إدارة الصراع مع المشروع الصهيوني في المرحلة المقبلة، والتي يصرّ فيها على تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.
ويضيف أن على الدول العربية الامتناع التامّ عن الدخول في أيّ عمليات تطبيع جديدة مع الكيان الصهيوني، واشتراط قيام دولة فلسطينية مستقلة قبل الإقدام على أيّ عملية من هذا النوع، وعليها في الوقت نفسه الشروع في وضع الأسس اللازمة لإقامة حوار جدّي مع كلّ من إيران وتركيا، لتجنّب الويلات الناجمة عن الدخول في صراعات طائفية يحرص العدو الصهيوني على إشعالها في كلّ مكان في المنطقة.
في ذات السياق يقول د.أحمد سالم أستاذ الفلسفة بجامعة طنطا إن “غزة” حققت ما لم تحققه كل الأنظمة العربية في تاريخها المحفور في معظمه بالهزائم..في حرب طويلة استمرت أكثر من 14 شهرا.
ويضيف أن غزة التى لاتساوى محافظة الغربية في مصر واجهت العدو والغرب معا وكشفت حقيقة وحجم العدو بدون أمريكا والغرب، وعرّت حقيقة القيم الغربية والإنسانية المزعومة.
وقال إن النخب المتصهينة خرجت باكية على القتلي والعمران المدمر وتتساءل ماذا فعلت المقاومة؟..ولم يدينوا آثار جرائم ضد الإنسانية ولم تكشف حقيقة الحضارة.. الحديثة.. ولم تخجل من مساندة العدو.
وخلص إلى أن ماحدث في غزة بطولات محفورة في التاريخ وسط شعوب وأنظمة راكعة للغرب.
في ذات السياق قال د.محمود كبيش العميد الأسبق لكلية الحقوق جامعة القاهرة إن الصواب أن نقول “الاتفاق على وقف العدوان الصهيونى الهمجى الوحشى البربرى على غزة وليس “وقف إطلاق النار”.
وحذر كبيش من غدر الصهاينة مؤكدا أنهم لا عهد لهم.
السياسي المصري سيد مشرف يذكّر بنصيحة شارل ديجول في لقائه مع الأستاذ محمد حسنين هيكل بقصر الإليزيه في ربيع عام 1968 في أعقاب هزيمة يونيو 1967 ، حيث تحدث وطلب من الأستاذ هيكل أن يبلغ الرئيس جمال عبد الناصر: “لا تتركوا الأزمة مهما كان الثمن تصل الى المنطقة المائعة بين اللاسلم واللاحرب.. لا بد أن تكون أزمتكم بكل الوسائل ساخنة باستمرار، ولابد أن تكون موجودة طوال الوقت أمام العالم مصدر قلق لا يهدأ، كأنها قنبلة موقوتة فوق مائدة يجلس حولها الآخرون”.
خذوا حذركم
من جهته قال السفير د.عبد الله الأشعل إن إسرائيل لن تتخلى عن خطتها في الانتقام من “غزة” عن طريق إبادة الحجر والبشر، مؤكدا أنها ستظل عقدة إسرائيل للأبد حتي زوال السرطان الصهيوني.