غزة – الدوحة ـ نيويورك – «القدس العربي»: واصل الفلسطينيون، أمس الثلاثاء، رحلة العودة الشاقة إلى شمال غزة لليوم الثاني على التوالي، فوفدت جموع كبيرة منهم إلى “محور نتساريم” من طريقي الساحلي الرشيد والرئيس صلاح الدين، وسط تأكيد دول عدة رفضها كلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير سكان القطاع.
وانتظرت طوابير طويلة من السيارات دورها في التفتيش قبل العبور إلى الشمال. واضطُرت العائلات التي عادت مشياً على الأقدام من طريق الرشيد إلى السير مسافة طويلة وحمل أفرادها أمتعتهم على ظهورهم.
ولا تملك هذه العوائل ثمنَ رحلة العودة عبر المركبات والشاحنات، التي تكلف ما بين 200 إلى 300 دولار أمريكي.
وقالت السيدة أم محمد، وهي في منتصف الخمسينيات، خلال رحلة العودة، لـ “القدس العربي”: “مأساتنا منتهتش (لم تنته) بالعودة، المأساة بدت”.
وأطلق جنود الاحتلال في مناسبات عدة النار، بينما أعلنت وزارة الصحة في القطاع أنه وصل إلى مستشفيات القطاع 48 شهيداً، منهم 37 انتشلوا من تحت الأنقاض، و11 شهيداً جديداً، و80 إصابة، خلال الـ 48 ساعة الماضية.
ويؤكد الفلسطينيون بمختلف أطيافهم، مدعومين بمواقف عربية ودولية، رفضهم أي خطة لتهجيرهم من غزة، بعد تصريحات السبت لترامب، تحت عنوان الهجرة الطوعية.
وكان إعلام إسرائيلي أشار إلى بعض الدول، التي قد تكون مستعدة لاستقبال الفلسطينيين من قطاع غزة ومن بينها إندونيسيا وألبانيا.
وقوبل ذلك بنفي ألباني على لسان رئيس الحكومة أدي راما، الذي قال إن هذا الحديث عبارة عن “أخبار كاذبة”. ونفت مصر بدورها أن يكون الرئيس عبد الفتاح السيسي وترامب أجريا محادثة عبر الهاتف بشأن الوضع في غزة.
وفي العاصمة القطرية الدوحة، قال ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، حين سُئل عن تصريحات ترامب: “موقفنا واضح دائماً بشأن ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، وإن حلّ الدولتين هو الطريق الوحيد للمضي قدماً”.
وفي حديثه عن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، قال إنه “لم يحدث خرق حقيقي للهدنة حتى الآن”.
وفي العاصمة المصرية القاهرة، التي وصلها وفد قيادي من حركة “حماس” تعقد لقاءات فلسطينية – فلسطينية، وأخرى مع المسؤولين المصريين.
ويؤكد مسؤول في أحد التنظيمات الفلسطينية في القاهرة، أنّ هناك إصراراً من الوسطاء على إنجاح جولات الحوار المقبلة، لكنه توقّع ألا تكون المفاوضات سهلة.
وفي سياقٍ متّصل، أعلنت حركة “حماس” في بيان أنها استعرضت مع مصر جهود تشكيل حكومة توافق وطني في قطاع غزة أو الذهاب نحو تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي.
وفي موازاة ذلك، قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إن ترامب دعا رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض يوم 4 شباط / فبراير المقبل.
فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيزور غزة ويتفقّد محور “نتساريم” اليوم الأربعاء.
وفي نيويورك، قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة “الأونروا” أمام جلسة لمجلس الأمن إن حظر عمل الوكالة في إسرائيل المُقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الخميس سيكون كارثياً وسيشُلّ عمل الوكالة في قطاع غزة والضفة الغربية.
لكن المندوبة الأمريكية أمام المجلس القائم قالت إن “الأونروا تبالغ في تأثير القوانين، وإن بلادها تدعم “القرار السيادي” لإسرائيل بإغلاق مكاتب “الأونروا” في القدس المحتلة.