واشنطن: جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته الاستفزازية، حيث قال اليوم إن إسرائيل ستسلم قطاع غزة للولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، ولن تكون هناك حاجة إلى جنود أمريكيين هناك.
وقال ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال: “ستسلم إسرائيل قطاع غزة للولايات المتحدة عند انتهاء القتال. سيكون الفلسطينيون قد أعيد توطينهم بالفعل في مجتمعات أكثر أمانا وجمالا، مع منازل جديدة وحديثة، في المنطقة”، رغم أنّ مصر والأردن، البلدين اللذين دعاهما لاستقبال هؤلاء الفلسطينيين، رفضا تلبية مطلبه هذا رفضا باتّا.
وأضاف أنّ هؤلاء اللاجئين “ستتاح لهم فرصة حقيقية للعيش بسعادة وأمان وحرية”.
ولاقت فكرة ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة لتحويل القطاع تحت إدارة الولايات المتحدة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” رفضا فلسطينيا عارما.
وأوضح تاجر العقارات السابق أنّه بعد ذلك فإنّ “الولايات المتّحدة، بالتعاون مع فرق تطوير عظيمة من مختلف أنحاء العالم، ستبدأ ببطء وتأنّ ببناء ما سيصبح واحدا من أعظم وأروع مشاريع التنمية من نوعها على وجه الأرض”.
وأضاف: “لن تكون هناك حاجة إلى جنود أمريكيين! سيسود الاستقرار في المنطقة!!!”.
ويثير موضوع إرسال جنود أمريكيين إلى الأرض في أي منطقة نزاعات في العالم، ولا سيّما في الشرق الأوسط، قلقا كبيرا في الداخل الأميركي.
وزيرة بريطانية: سنعارض أي جهود لتهجير الفلسطينيين من غزة
وفي لندن قالت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون التنمية أناليز دودز إن حكومة بلادها ستعارض أي جهود لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
جاء ذلك خلال ردها على أسئلة النواب بشأن الوضع في الشرق الأوسط خلال جلسة بالبرلمان البريطاني، الخميس، وذلك بعد يومين على إعلان ترامب عن خطة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وللاستيلاء على أراضيهم.
وأكدت دودز أن بريطانيا “تدعم حل الدولتين عن طريق التفاوض، مع قيام دولة فلسطينية ذات سيادة تشمل الضفة الغربية وغزة، إلى جانب إسرائيل آمنة سالمة، والقدس عاصمة مشتركة”.
وأشارت إلى أن أولوياتهم هي الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش بين حركة “حماس” وإسرائيل بقطاع غزة، وإطلاق سراح جميع السجناء، وضمان وصول المساعدات إلى غزة، وإعادة بناء الطريق إلى السلام المستدام.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وأضافت الوزيرة البريطانية: “سوف نعارض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين في غزة إلى الدول العربية المجاورة”.
وأردفت: “لا ينبغي أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين أو أي تقليص في أراضي قطاع غزة”.
قورتولموش: خطة ترامب بشأن غزة حلم لا يمكن تحقيقه
وفي أنقرة أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه “تتعارض مع حقوق الإنسان والقانون الدولي والمنطق ومجرد حلم من غير الممكن تحقيقه”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع رئيس مجلس النواب البحريني أحمد المسلم، الخميس، في العاصمة أنقرة، عقب لقاء جمعهما وتوقيع بروتوكول تعاون بين البرلمانين.
وتطرق قورتولموش إلى خطة ترامب بشأن قطاع غزة، مشددًا أنه “ليس من الممكن لأي قوة في العالم أن تقوم بتطهير الأراضي الفلسطينية من الفلسطينيين، بغض النظر عن القوة العسكرية أو السياسية التي تقف وراءها”.
وقال: “تطهير غزة من الفلسطينيين، بل وحتى التصريح علنًا الآن بتطهير الضفة الغربية أيضًا من الفلسطينيين، يتعارض مع حقوق الإنسان والقانون الدولي والمنطق، وهو أمر غير عقلاني ومجرد حلم لن يتحقق أبدًا”.
وأشار قورتولموش إلى أن الأراضي الفلسطينية “ستبقى إلى يوم القيامة وطن الفلسطينيين”.
وأضاف: “يجب إنهاء هذا الظلم ضد الشعب الفلسطيني الذي دفع الأثمان الباهظة منذ عام ونصف العام، وينبغي جعل وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مستداما، ومن الضروري توفير المساعدات الإنسانية والصحية التي يحتاجها الشعب هناك”.
ومساء الثلاثاء، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار ردود فعل إقليمية ودولية واسعة.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.