القاهرة – مصطفى عمارة
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن مصر أجرت اتصالات مؤخرا مع كل من إيران وجماعة الحوثيين لتجنب تأثير قرار جماعة الحوثي باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر على الملاحة في قناة السويس والتي بدأت تتعافى في الفترة الأخيرة بعد توقف جماعة الحوثي عن استهداف السفن المتجهة لإسرائيل في البحر الأحمر. واوضحت مصر لكل من إيران وجماعة الحوثي أن هذا القرار سوف يؤدي إلى تصعيد النزاع وتدخل قوى دولية كالولايات المتحدة وهو ما سوف يلحق الضرر بالأطراف الإقليمية كافة في المنطقة وعلى رأسها مصر. في حين اعتبرت حركة حماس الأربعاء أن تهديد المتمردين اليمنيين باستئناف عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وقبالة ساحل اليمن، «يعبّر عن موقف أصيل» و»التزام حقيقي في دعم وإسناد الشعب اليمني لشعبنا الفلسطيني ومقاومته». وقالت في بيان إنها تثمّن هذه العمليات التي تأتي «ردا على استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إلى قطاع غزة… كما تشكّل ضغطا حقيقيا لكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة». وقال الحوثيون الثلاثاء إنهم سوف «يستأنفون حظر مرور جميع السفن الإسرائيلية» في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن». واشاروا إلى أن «سريان هذا الحظر يبدأ من ساعة إعلان هذا البيان»، محذرين من أن «أي سفينة إسرائيلية تحاول كسر هذا الحظر ستُستهدف في منطقة العمليات المعلن عنها». واكدوا ان «الحظر سيستمر حتى تعيد إسرائيل فتح المعابر إلى قطاع غزة ودخول المساعدات والاحتياجات من الغذاء والدواء». وقال مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن إسرائيل عرضت خلال المفاوضات الجارية في قطر مبادرة جديدة تتضمن الإفراج عن عشرة من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية واستئناف إدخال المساعدات للقطاع وهدنة ستين يوما. واضاف المصدر أنه على الرغم من تمسك حماس ببدء مفاوضات المرحلة الثانية إلا أن هناك محاولات حثيثة من جانب الوسطاء المصريين والقطريين في وجود مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط لإقناع حماس بالصفقة الجديدة لتجنب استئناف القتال من جديد.
وأعرب المصدر عن تفاؤله في إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى وأن وجود مبعوث ترامب في المفاوضات الحالية يحمل دلالة على أن أمريكا سوف تلقى بنقلها في جولة المباحثات الحالية. واضاف المصدر أن اجتماعا سريا جرى مؤخرا في القدس بين مسئول كبير في المخابرات المصرية والممثل الشخصي لنتنياهو وحذر المسؤول المصري خلاله الجانب الإسرائيلي من محاولة تنفيذ مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من غزة وأنه في حالة تنفيذ إسرائيل هذا المخطط فإن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية سوف تكون لاغية.
وعن تمسك إسرائيل بنزع سلاح حماس وانهاء وجودها السياسي والعسكري في غزة لإبرام اتفاق جديد ينهي الحرب في غزة قال اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات المصرية الاسبق للزمان أن حماس أبدت مرونة بقبولها مقررات القمة العربية بالموافقة على لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب دون المشاركة فيها أما بالنسبة لسلاح المقاومة فهو شأن فلسطيني يتم التوافق عليه وهو أمر مرتبط بوجود أفق سياسي لإقامة دولة فلسطين وعندئذ فإن هذا السلاح لن يكون ضروريا.
فيما أشار د. احمد رفيق عوض رئيس مركز الدراسات المستقبلية بجامعة القدس أن الصراع الحالي يتجه إلى مشهد أكثر تعقيدا مع تصريح الحوثي باستئناف استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر لإجبار اسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. واضاف في تصريحات خاصة للزمان أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة في الفترة المقبلة أن يؤدي تنفيذ جماعة الحوثي لتهديداتها إلى تصعيد عسكري مع الولايات المتحدة واستئناف المقاومة عملياتها ضد إسرائيل مما قد يدفع الاحتلال إلى استئناف عدوانه على غزة وان تؤدي الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو إلى إجبار تلك الحكومة على العودة إلى طاولة المفاوضات لتنفيذ المرحلة الثانية وتدخل أطراف إقليمية ودولية مثل مصر وقطر لمحاولة تهدئة الوتر وإعادة تفعيل المفاوضات.