الوثيقة | مشاهدة الموضوع - خارج نطاق التغطية الإعلامية: خفايا اختطاف الباحثة الإسرائيلية-الروسية “إليزابيث تسوركوف” في العراق/ج1
تغيير حجم الخط     

خارج نطاق التغطية الإعلامية: خفايا اختطاف الباحثة الإسرائيلية-الروسية “إليزابيث تسوركوف” في العراق/ج1

مشاركة » الأربعاء مارس 26, 2025 1:26 am

منظمة عراقيون ضد الفساد

على الرغم من التحديات الأمنية البالغة التعقيد التي تعصف بمعظم المحافظات العراقية، ولاسيما في العاصمة “بغداد” التي تشهد بين الحين والأخر تصاعداً في وتيرة المصادمات الشعبية مع الأجهزة الأمنية والمظاهرات للمطالبة بتحقيق فرص عمل أو تحسين الأوضاع المعيشية ، ولكن ما تزال وتستمر أجهزة مخابرات دولية في المجازفة بتجنيد أفراد وشخصيات سياسية ورجال أعمال ، مستخدمة أساليب تجمع بين الترغيب والترهيب والإغراء المادي والضغط النفسي والعائلي، تحت ذريعة خدمة الأمن القومي لأوطانهم, وتهدف هذه الأجهزة المخابراتية إلى فهم الديناميات الداخلية للمجتمعات والتي غالباً ما تُنظر إليها على أنها بيئة خصبة معادية لها وتتمنى لها الزوال من الوجود ، ولكنها ترسل عملاءها وجواسيسها تحت ستار مختلف العناوين الوظيفية والمهنية التي يجيدها العميل أو الجاسوس وحسب طبيعية شخصيته المعنوية والوظيفية ودون توفير أي شبكة حماية تُذكر أو غطاء لغرض الاخلاء الى مناطق امنة اذا تعرض لاي خطر عندما تنكشف مهمته، وهؤلاء يتم ارسالهم الى مناطق تعتبر بؤراً ساخنة تسيطر عليها الميليشيات والحركات والأحزاب الإسلامية المتشددة، حيث تتضاءل سلطة الحكومة وأجهزتها الأمنية تحت سطوة ونفوذ هذه الأحزاب والحركات الإسلامية المتشددة، وتغيب عنها تماما أي آليات للمساءلة والمحاسبة أو الحماية في حال تعرض هؤلاء الأفراد لانتهاكات جسدية مثل الاختطاف أو الاعتداء .وفي ضمن هذا السياق، حتى يتم توظيف صحفيين وإعلاميين ومراسلين يعملون لصالح قنوات إخبارية اجنبية او عربية او حتى تكون محلية ، وإلى جانب باحثين أكاديميين، تحت غطاء إجراء مقابلات مع وزراء أو شخصيات سياسية بارزة وقادة أحزاب وفصائل إسلامية ، تحت ستار إعداد دراسات ميدانية معمقة تتناول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومن خلال هذا الاختراق المنظم، يسعى هؤلاء إلى تعزيز حضورهم داخل المجتمع العراقي، عبر بناء شبكات علاقات شخصية وثيقة تُمكّنهم لاحقاً من الوصول إلى معلومات حساسة، أو التواصل مع شخصيات حكومية ذات نفوذ، بل وحتى تقديم الدعم لهم في حال انكشاف هويتهم الحقيقية.

نموذجاً على ذلك، وعلى الرغم من النفي المسبق من قبل جهات رسمية بانها كانت تعمل جاسوسة وتحت غطاء لإكمال دراستها لنيل شهادة جامعية ولكن هذا لم يشفعها لها بعد ذلك ، لان طريقة حديثها وحواراتها والأسئلة والاستفسارات التي تطرحها في حينها كانت تثير الكثير من الشكوك والريبة للمتلقي , وهذا ما سوف نوضحه بصورة مفصلة ضمن السياق , ولذا تبرز لنا قضية السيدة “إليزابيث تسوركوف” الباحثة في جامعة برينستون وحاملة الجنسيتين الإسرائيلية والروسية، التي اختُطفت في بغداد أواخر شهر أذار 2023 ومنذ ذلك الحين، ما تزال تتضارب التقارير الصحفية حول مصيرها، وسط غموض يكتنف مكان احتجازها ووضعها الصحي . وفي هذا الصدد، كان قد أدلى وزير الخارجية العراقي “فؤاد حسين” بتصريحات أكد فيها أن “تسوركوف” لا تزال على قيد الحياة، لكنه عبر عن عدم اليقين بشأن ما إذا كانت لا تزال داخل الأراضي العراقية أم جرى نقلها إلى خارج الحدود، مما يعكس التحديات الجمة التي تواجهها السلطات الحكومية في تتبع مثل هذه الحالات وسط الفوضى الأمنية المتفاقمة والولاءات بين الأجهزة الرسمية وأجهزة الأحزاب والحركات الإسلامية المتشددة. وفي ظل حتى تضارب التصريحات الرسمية الصادرة عن كل من (وزارة الأمن الوطني) و(وزارة الداخلية) وحتى مكتب رئيس الوزراء، تظل قضية اختطاف الباحثة الإسرائيلية-الروسية “إليزابيث تسوركوف” في العراق لغزًا محيرًا يلفه الغموض .

*خيوط الغموض وأشباح المخابرات الأجنبية تضيع في المتاهات المجهولة لكتائب حزب الله العراقي:

مصدر مسؤول مطلع، رفض الكشف عن هويته حفاظًا على سلامته الشخصية ولحساسية مهنية وضعه الوظيفي، أدلى لنا بمعلومات مثيرة تضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى هذا الملف، وقال في تصريح حصري للمنظمة : ” في البداية يجب أن نوضح موضوع مهم جدا , وليكون بالتالي مدخلا لنا حول ما سوف نتطرق له بعد ذلك من تفاصيل حول عملية الاختطاف , لان هناك حقيقة ما تزال غائبة عن أعين الرأي العام العراقي ونحن نراها بوضوح ويقين وثقة تامة وبحكم طبيعة عملنا الوظيفي، وكذلك لم يتم التطرق لها سابقا حسب معلوماتي وبعيدة كل البعد عما تروجه وسائل الإعلام الحكومية أو المتحدثون الرسميون للوزارات الأمنية العراقية مفاده :”بان هناك نزاهة واستقلالية وشفافية وكفاءة في عملهم الوظيفي” . ولكن في حقيقة الامر بأن داخل دائرة الهيكل القيادي لــ ‘كتائب حزب الله” وحركة “عصائب أهل الحق” وبدرجة قد تكون متفاوتة من بقية الأحزاب الإسلامية الحاكمة ضمن “الإطار التنسيقي” بحيث يوجد قيادات عسكرية من الضباط والموظفون يدينون بالولاء المطلق لقياداتهم الحزبية أكثر من تبعيتهم وولائهم للأجهزة الأمنية التي يعملون بها , بحيث أن أي معلومة أمنية يحصلون عليها بحكم وظيفتهم ، ومهما بدت تافهة وغير ذي معنى ، تصبح كنزًا ثمينًا في يد الأجهزة الاستخبارية والأمنية لهذه الفصائل الولائية المدعومة إيرانيًا، والتي تستغل بدورها مظلة مؤسسة “الحشد الشعبي” لتعزيز وترسيخ نفوذها في جميع الدوائر والمؤسسات والوزارات . بالإضافة تشغل قيادات ومقاتلين وأعضاء “كتائب حزب الله” مناصب قيادية عليا في قوات “الحشد الشعبي” الرسمية شبه العسكرية، ويتلقى هؤلاء بدورهم جميع الامتيازات والمخصصات والرواتب من الحكومة العراقية “.

*المخابرات الأجنبية تغامر في التسلل لجحور العراق وتلعب بالنار وسط قبضة أمنية نافذة للحركات والأحزاب الإسلامية المتشددة:

يضيف لنا السيد المسؤول :” الأكثر إثارة هو الكشف عن طريقة نقل هذه المعلومات الحساسة لم تكون من خلال تطبيقات مراسلة المتعارف عليها ، ولا يتم استخدام هواتف الخليوية , بل يقوم القادة الضباط والموظفين يتوجهون شخصيًا إلى قادتهم في ‘كتائب حزب الله’ وغيرها من الفصائل الولائية المسلحة، ينقلون المعلومات وجهًا لوجه، خشية التنصت أو اختراق هواتف أجهزتهم ببرامج مثل “بيغاسوس الإسرائيلي” وهذا السر الخفي يعني ذلك أن مصير” تسوركوف” محكوم بشبكة من الخفاء والتكتم لا يمكن اختراقها بسهولة؟ وهذا ما سوف نوضحه لكم بشيء من التفصيل ضمن سياق حديثنا عن عملية الاختطاف هذه “.

ويعقب لنا المصدر المسؤول المطلع على مجريات هذا الحدث والمشوب بالحيطة والحذر: ” أن تبادل المعلومات الاستخبارية والأمنية بين كل من( قيادة إدارة العمليات المشتركة) و(التحالف الدولي لمحاربة) يبقى محدودًا للغاية بخصوص أي معلومة استخبارية تختص بقيادات الحشد الشعبي، ويقتصر تبادل المعلومات فقط ضمن اطار وسياق على الضربات ضد معسكرات وتجمعات فلول تنظيم “داعش” الإرهابي . أما ما يخص الفصائل الولائية المسلحة الإيرانية مثل – مواقع قياداتها العلنية والسرية ومن ضمنها البيوت والنازل الامنة البديلة ، ومعسكراتها في بغداد وبقية المحافظات الخفية والتي يتم اتخاذ المزارع الشخصية ملاذ امن لهم ، أو مخازن ومستودعات أسلحتها – فلا توجد معلومات تُتبادل مثلما يكون بخصوص تنظيم داعش ، بل استفسارات وتكون ضمن جلسات شخصية جانبية ومن خلال عقد المؤتمرات والاجتماعات وتكون صيغتها حذرة جدآ وعلى نطاق ضيق موجهة إلى قادة أمنيين محددين وضباط، يتمتعون بثقة استثنائية مسبقة ، خوفًا من تسريب أي تفاصيل إلى هذه الحركات والأحزاب الولائية الإسلامية المتشددة.

يتبع لمزيد من التفاصيل والخفايا لهذا الحدث ….

معآ يد بيد ضد مكافحة الفساد المالي والإداري والسياسي في العراق!

شعار المنظمة: بأن المعلومة يجب أن تكون متاحة للجميع، ويظل حق الاطلاع عليها حقًا أصيلًا للجمهور الراي العام دون تمييز!

منظمة عراقيون ضد الفساد
Iraqi-organization-against-corruptio@protonmail.com
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير