خاركيف – (أ ف ب) – حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس من أنّ واشنطن “ستتجاهل” محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون أيام ما لم تُحرز موسكو وكييف تقدما سريعا.
وجاءت تعليقات ترامب بعد ساعات فقط على تصريح أدلى به في باريس وزير خارجيّته ماركو الذي قال إنّ الولايات المتحدة ضبطت الساعة ويُمكن أن تنسحب من دور الوساطة في المفاوضات.
ويضغط ترامب على الطرفين بهدف التوصل إلى هدنة، لكنه فشل حتى الآن في انتزاع أي تنازلات كبيرة من الكرملين رغم المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والمفاوضات المتكررة مع موسكو.
وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضوي “إذا أقدم أحد الطرفين، لأيّ سبب كان، على جعل الأمر صعبا جدا، فكل ما سنقوله هو: أنتم حمقى. أنتم أغبياء. أنتم أشخاص فظيعون (…) وسنتجاهل الأمر ببساطة”. وأضاف “لكن نأمل بألّا نضطرّ إلى فعل ذلك”.
ad
وتجنب ترامب تحميل بوتين أو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسؤولية حرب أوكرانيا، مشددا على أن الجانبين يجب أن يحققا تقدما.
لكن ترامب حذّر من أن قرار الانسحاب من المحادثات قد يُتخذ “قريبا جدا”، لافتا إلى أنه “لا يوجد عدد محدد من الأيام، لكن نريد إنجاز” الاتفاق “سريعا”.
من جهته، أكد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الجمعة في روما أنه “متفائل” بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأبلغ رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بأنه سيطلعها على تطورات المفاوضات.
ad
وقال “لن أصدر أحكاما مسبقة، لكن نشعر بالتفاؤل بأننا قادرون على إنهاء هذه الحرب الوحشية”.
وتأتي تصريحات فانس على النقيض من تصريحات روبيو الذي قال إنه من الضروري أن “نحدد في الأيام المقبلة” إن كان السلام “قابلا للتحقيق” في أوكرانيا، مشددا على أن “الولايات المتحدة لديها أولويات أخرى”.
وجاءت تصريحات روبيو بعد اجتماع في باريس مع الأوروبيين والأوكرانيين في محاولة لتنسيق موقفهم حيال موسكو للسماح بإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا المتواصل منذ شباط/فبراير 2023.
– منشآت الطاقة الأوكرانية –
من جانبه، قال الكرملين إنّ الأمر الصادر بعدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانيّة الذي دخل حيز التنفيذ في آذار/مارس لمدة 30 يوما قد “انتهت صلاحيّته”، وهو ما يزيد الضبابية في ما يتعلق بإمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار يريده ترامب لإبرام اتفاق سلام بين كييف وموسكو سريعا.
وأبدى البيت الأبيض في آذار/مارس ارتياحه للحصول، بشكل منفصل، على موافقة موسكو وكييف لوقف الهجمات التي تستهدف منشآت الطاقة في المعسكر المعارض.
وبعد حوالى شهر، أعلن الكرملين انتهاء صلاحيته.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي ردا على سؤال لصحافي في وكالة فرانس برس “المهلة انتهت. وحاليا، ليست هناك تعليمات أخرى من القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس بوتين”.
وأعلنت روسيا الهدنة في 18 آذار/مارس الماضي عقب اتصال هاتفي بين بوتين وترامب، لكن موسكو وكييف تبادلتا الاتهامات بخرقها مرارا.
– اجتماع لندن –
وقبل الإعلان عن هذه الهدنة التي تقتصر على منشآت الطاقة، كان ترامب قد اقترح في البداية وقفا كاملا وغير مشروط لإطلاق النار قبلت كييف بمبدأه، لكنّ بوتين رفضه.
والخميس، اجتمع الأميركيون والأوروبيون والأوكرانيون في باريس، في محاولة لتنسيق موقفهم حيال موسكو، للسماح بإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.
واتفق الأميركيون والأوروبيون والأوكرانيون على الاجتماع الأسبوع المقبل في لندن بعد اجتماعات باريس الخميس.
وقبل شهرين، غيّر ترامب بشكل مفاجئ وجذري الموقف من روسيا، مستخدما مرات عدة حجج موسكو ولا سيما حول أسباب اندلاع النزاع، ما أثار مخاوف لدى كييف حيال الدعم الأميركي العسكري الأساسي لها.
ويدعو البعض، وفي مقدّمهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى إنشاء وحدة عسكرية أوروبية في أوكرانيا، بمجرد التوصل إلى وقف محتمل للنار. لكن هذا الخيار يثير انقسامات بين حلفاء كييف ويشكل خطا أحمر بالنسبة إلى موسكو.
– عقوبات ضد الصين –
وفرضت أوكرانيا عقوبات على ثلاث شركات صينية الجمعة دون تفصيل الأسباب.
لكن هذه الإجراءات تأتي بعد أن اتهم زيلينسكي الخميس الصين بتزويد روسيا أسلحة ومساعدتها في إنتاجها.
وهو اتهام نفته بكين الجمعة وردت بأنها لم تسلّم “أبدا” أسلحة فتاكة إلى موسكو في إطار الحرب في أوكرانيا، منتقدة “الاتهامات التعسفية” التي وجهها زيلينسكي.
ميدانيا، تتواصل الهجمات الروسية، وقُتل شخص وأصيب ما لا يقل عن 103 في هجوم صاروخي على خاركيف الجمعة، وفقا لرئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف.
في سومي، حيث قضى 35 شخصا الأحد في ضربتين متتاليتين للجيش الروسي، أدى هجوم جديد بمسيرة إلى سقوط قتيل وجريح بحسب الإدارة العسكرية المحلية.
وقال الجيش الروسي في بيان الجمعة إن هذه الضربات استهدفت مواقع “عسكرية أوكرانية”.
توازيا، وقّع الأميركيون والأوكرانيون الخميس “كتاب نوايا” يشكل المرحلة الأولى لإبرام اتفاق حول استغلال أميركي للموارد الطبيعية والمعادن الأوكرانية.
والجمعة نشرت كييف الوثيقة التي أشارت إلى أن رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء مفاوضات بهذا الشأن، وإلى أن الأميركيين والأوكرانيين يريدون إنجاز المفاوضات بحلول 26 نيسان/أبريل.
عشية ذلك قال ترامب إن الاتفاق الثنائي سيوقع “الخميس المقبل”.
وكان يفترض أن يُوقّع الاتفاق خلال زيارة زيلينسكي للبيت الأبيض نهاية شباط/فبراير إلا أن المشادة غير المسبوقة مع الرئيس الأميركي يومها أدت إلى مغادرته على وجه السرعة من دون توقيعه.