الوثيقة | مشاهدة الموضوع - احتمال الانزلاق إلى مواجهة نووية يُظلل التصعيد بين الهند وباكستان
تغيير حجم الخط     

احتمال الانزلاق إلى مواجهة نووية يُظلل التصعيد بين الهند وباكستان

مشاركة » الخميس مايو 08, 2025 12:18 am

6.jpg
 
واشنطن- “القدس العربي”: تصاعدت التوترات بسرعة بين القوتين النوويتين، الهند وباكستان، بعد أن نفّذت الهند، يوم الثلاثاء، ضربات جوية استهدفت ما وصفتها بأهداف إرهابية داخل الأراضي الباكستانية. في المقابل، أعلنت إسلام أباد أنها أسقطت خمس طائرات مقاتلة هندية، ما يعكس أخطر تصعيد عسكري بين الجارتين منذ عقود.

وجاءت الضربات الهندية كردّ على هجوم مميت وقع في القسم الهندي من إقليم كشمير قبل أسبوعين، أسفر عن مقتل 26 سائحًا، في ما وصفته نيودلهي بـ”الهجوم الإرهابي العابر للحدود”. في حين نفت باكستان تورطها بالهجوم، ووصفت الضربات الهندية بأنها “عمل حربي”، متعهدة بالردّ.

ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرفين إلى التهدئة، قائلًا من المكتب البيضاوي: “أعرف الجانبين جيدًا، وأرغب في رؤيتهما يتوصلان إلى حلّ”. وأكد استعداده للوساطة إن لزم الأمر.
ضحايا وخسائر على الجانبين

أفاد الجيش الباكستاني أن الضربات الهندية أسفرت عن مقتل 31 شخصًا وإصابة 57 آخرين في مناطق كشمير والبنجاب الخاضعتين لسيطرة باكستان. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الهندية أن الهجوم استهدف تسعة مواقع “كان يجري فيها التخطيط لهجمات إرهابية”، مشيرة إلى مقتل 15 مدنيًا وجرح 43 آخرين على الجانب الهندي من الحدود.

وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، في خطاب متلفز، أن الطيران الباكستاني “أسقط طائرات العدوّ بالكامل”، متوعدًا بأن “كل قطرة دم أُريقت لن تمرّ دون ردّ”.

كما ذكرت شبكة CNN، نقلًا عن مصدر فرنسي، أن طائرة “رافال” هندية أُسقطت خلال المناوشات الجوية.
مخاوف من حرب شاملة

أثار التصعيد المخاوف من انزلاق النزاع إلى حرب مفتوحة، رغم تحذيرات الخبراء من أن كلًا من البلدين لا يرغب فعليًا في خوض مواجهة واسعة. وقالت لجنة الأمن القومي الباكستانية في بيان طارئ: “نحتفظ بحق الردّ في الزمان والمكان وبالطريقة التي نختارها”.

من جانبها، وصفت الهند هجوم 22 أبريل/ نيسان بأنه “مجزرة إرهابية مدعومة من خارج الحدود”، مشيرة إلى استهداف هندوس بشكل متعمّد. وقد أطلقت الهند على عمليتها الانتقامية اسم “سيندور”، في إشارة إلى النساء اللائي ترمّلن في الهجوم.
دعوات أمريكية لخفض التصعيد

إلى جانب الرئيس ترامب، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي يشغل أيضًا منصب مستشار الأمن القومي، إلى تهدئة الأوضاع، وأجرى اتصالات هاتفية مع كبار المسؤولين في الهند وباكستان، مطالبًا بفتح قنوات اتصال مباشرة لتفادي مزيد من التصعيد.
شبح نووي يلوح في الأفق

تُشير التقارير إلى أن الهند وباكستان تمتلكان نحو 170 رأسًا نوويًا لكل منهما، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، وهو ما يزيد من المخاوف من أن أيّ تصعيد في النزاع بينهما قد يؤدي إلى مواجهة نووية كارثية بين البلدين.

ومنذ الهجوم الذي وقع في 22 أبريل/ نيسان الماضي عبر “خط السيطرة” بين الهند وباكستان، تتبادل الدولتان إطلاق النار بشكل يومي تقريبًا. ومع ذلك، فإن الضربات التي وقعت يوم الثلاثاء قد تُعدّ الهجوم الأوسع والأكثر خطورة على الأراضي الباكستانية منذ نحو خمسين عامًا.

وقال المسؤولون الهنديون إن هذه الضربات كانت دقيقة للغاية في استهداف بنية الإرهاب التحتية، وأكدوا أن الهند أظهرت “ضبطًا كبيرًا للنفس” في هذه العملية العسكرية. إلا أن هذا التبرير لم يُخفف من القلق المتزايد حيال التصعيد المحتمل.

ووصف جويل روبين، المسؤول البارز السابق في وزارة الخارجية الأمريكية خلال فترة إدارة الرئيس باراك أوباما، النزاع القائم بين الهند وباكستان بأنه “أحد أكثر المواجهات النووية غير المستقرة في العالم”. كما دعا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية عاجلة للحدّ من التصعيد، وفقاً لصحيفة “ذا هيل”.

وأضاف في مقابلة مع بي بي سي: “يوجد بين الدولتين 350 رأسًا نوويًا، ومع ذلك لا توجد أي آليات حماية أو ضمانات للحدّ من هذا الصراع. ينبغي أن يكون التركيز على تعزيز الجهود الدبلوماسية لوقف هذا النزاع، بدلًا من الانسياق وراء التصعيد العسكري.”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى أحدث خبر

cron