الوثيقة | مشاهدة الموضوع - التخصيب “في لحظة صفر” والامتحان الحقيقي يقترب بين خامنئي ونتنياهو.. هل تستأذن أمريكا أم تستأمر؟
تغيير حجم الخط     

التخصيب “في لحظة صفر” والامتحان الحقيقي يقترب بين خامنئي ونتنياهو.. هل تستأذن أمريكا أم تستأمر؟

مشاركة » الثلاثاء يونيو 03, 2025 7:58 pm

4.jpg
 
تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية حول إيران الذي نشر في نهاية الأسبوع الماضي، كشف كيف تحث الخطى وتصل إلى مكانة قريبة جداً من ترسانة السلاح النووي، في حين أن إسرائيل غارقة في وحل غزة. هذه البيانات تعرض وبدقة هندسية إنجاز إيران وتضع إعلانات نتنياهو حول النصر على المحور الذي تقوده طهران موضع شك.

هاكم الحقائق: في بداية الحرب، في تشرين الأول 2023، كانت إيران تمتلك 128.3 كغم من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 في المئة. قبل أسبوعين كان لديها 408.6 كغم من اليورانيوم المخصب، أي أكثر من ثلاثة أضعاف. مطلوب من إيران الآن درجة واحدة أخرى من التخصيب لتصبح هذه المادة المتفجرة قنبلة نووية. البنية التحتية، والمعرفة والقدرة، موجودة في يدها منذ زمن، والوقت المطلوب للتخصيب النهائي يصل إلى صفر تقريباً. حسب خبير الطاقة الأمريكي ديفيد ألبرايت، لم يبق سوى أسلوب إنتاج اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة واحدة في منشأة بوردو. المخزون الموجود لدى إيران يكفي لإنتاج 10 رؤوس حربية نووية. ولديها مادة لتغذية أجهزة الطرد المركزية لشهرين أو ثلاثة أشهر.

حسب التقارير، حافظت إيران في السنة الأولى للحرب على وتيرة تخصيب اليورانيوم. حدث الانقلاب في 5 كانون الأول 2024، في ذلك اليوم بدأوا في تغذية أجهزة الطرد المركزي باليورانيوم المخصب بمستوى 20 في المئة لمراكمة كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب بالمستوى الأعلى الذي يصل إلى 60 في المئة، بوتيرة أعلى سبعة أضعاف مما كان، ونقل “العتبة النووية” إلى نقطة الانطلاق قبل الأخيرة. الوكالة الدولية للطاقة النووية لم تجد أي دلائل على مشروع نشيط لتركيب رؤوس حربية نووية. وتقدر المخابرات الأمريكية بأنه لا يوجد مثل هذا التطوير. وعلى فرض أنهم على حق، فإن إيران بحاجة إلى وقت إضافي لتركيب القنابل على الصواريخ التي قد تصل إلى إسرائيل. مع ذلك، مراكمة المادة المتفجرة هي المرحلة الأكثر حسماً في الطريق إلى السلاح النووي.

عمل الإيرانيون في وقت مريح. ففي كانون الأول الماضي، كانت الولايات المتحدة في فترة الانتقال بين الرئيسين بايدن وترامب، وكانت الإدارة التاركة منهكة من الهزيمة في الانتخابات والخشية من عودة ترامب، وترأسها رئيس مريض وجد صعوبة في أداء عمله. كانت إسرائيل مصابة بثمل النصر بسبب انهيار حزب الله ونظام الأسد، وتستعد لاحتلال قطاع غزة وطرد سكانه بعد ترك بايدن ورفع ترامب القيود عن الجيش الإسرائيلي.

في 20 كانون الأول، نشرت “وول ستريت جورنال” مقابلة مع نتنياهو، تبجح فيها بالنصر في الحرب وبالضربة القاسية التي وجهتها إسرائيل لإيران. لم يقل وربما لم يعرف، بأن مهندسي الذرة في حينه كانوا يعملون في بوردو على القفزة الأكبر نحو القنبلة. العدو اللدود، الزعيم الأعلى علي خامنئي، استغل الفرصة لتثبيت حقائق استراتيجية تضع في الظل تبجح نتنياهو.

كان يمكن لعلي خامنئي إنقاذ “حلقة النار” التي أقامتها إيران حول إسرائيل لو أنه دفع حلفاءه لوقف النار في بداية الحرب. ولكن خامنئي اختار مواصلة القتال والمخاطرة بإطلاق الصواريخ على إسرائيل. بعد ذلك، شاهد عجز هجوم البيجرات ضد حزب الله واغتيال حسن نصر الله وسقوط الأسد وتدمير غزة والقصف الإسرائيلي الذي دمر الدفاعات الجوية في بلاده. القدرة العسكرية التي طورتها إيران خلال سنوات انهارت دفعة واحدة، لكن ليس بالصدفة، لعبة الشطرنج كانت في صالح إيران. فخامنئي ضحى بـ “الوكلاء” وركز على القدرة النووية. ففي الوقت التي ظهرت فيه إيران متعبة وضعيفة أكثر من أي وقت مضى، قامت بتسريع تخصيب اليورانيوم.

الآن، وصل خامنئي ونتنياهو إلى الامتحان الحقيقي الذي سيحدد نتيجة الحرب وميزان القوة في الشرق الأوسط. إيران تقدر بأن إسرائيل غير قادرة على تدمير مشروعها النووي، سواء بسبب نقص السلاح المناسب أو بسبب معارضة ترامب الذي يخشى من التورط العسكري ومن ارتفاع أسعار النفط، ولأنه يفضل اتفاقاً جديداً. ويحاول نتنياهو التلميح إلى أن منع ترامب مهاجمة إسرائيل لإيران هو في الحقيقة موافقة بصمت على عملية مفاجئة، تعطي للأمريكيين هامش “إنكار”. كل طرف يتصرف وكأن الأوراق بين يديه، وينتظر القرار الحاسم في البيت الأبيض، إما اتفاق نووي يدحرج المشكلة إلى المستقبل، أو “أم المعارك”.

ألوف بن

هآرتس
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير