انقرة – الزمان
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن تركيا لا تطمع في أراضي أو سيادة أي دولة، وأنها تحترم حقوق جميع البلدان وعلى رأسها دول الجوار.
وقال اردوغان في خطاب ألقاه، الأربعاء، خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لـ»حزب العدالة والتنمية» بالبرلمان التركي. : «ليس لدينا أطماع في أراضي أو سيادة أو موارد دول أخرى، ونحترم الحقوق السيادية لجميع الدول الصديقة وعلى رأسها جاراتنا».
وأوضح أردوغان أن الحفاظ على بقاء تركيا والدفاع عنه تحت أي ظرف، يعد «خطاً أحمر» بالنسبة لتحالف الجمهور المكوّن مع حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.
وشكر أردوغان جميع الأحزاب السياسية والنواب الذين صوتوا لصالح مشروع القانون الذي يمدد تفويض إرسال القوات التركية إلى العراق وسوريا لمدة 3 سنوات، مشيراً أن هذا التفويض «يضمن أمن تركيا ويساهم في أمن وسلامة دول الجوار».
فيما قال مدير العلاقات بالهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا مازن علوش، إن سوريا تنسق وتتعاون مع تركيا لتسهيل عبور المواطنين والسلع التجارية بين البلدين. وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، تطرق علوش إلى الملفات المتعلقة بتطوير العمل في المعابر الحدودية، ومكافحة تهريب المخدرات، وتعزيز قدرات سوريا في مجالي الصادرات والواردات، خصوصا بعد انتهاء حقبة نظام عائلة الأسد.
وذكر أن السلطات السورية تجري اجتماعات شبه أسبوعية مع الجانب التركي، لحل أي مشكلة حدودية بالتواصل المباشر مع المعنيين عبر الإمكانات المتاحة.
وتابع الرئيس التركي قوله: «جنودنا الضامنين للسلام والأمن والاستقرار في كل منطقة يوجدون فيها ضمن إطار القانون الدولي، سيستمرون في الدفاع عن السلام والتضامن والأخوة في كل مكان يتواجدون فيه».
وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، وافق البرلمان التركي على تمديد مهمة الجيش في العراق وسوريا لمدة 3 سنوات، اعتبارا من 30 أكتوبر 2025.
وتابع: «العلم التركي، كما كان عبر التاريخ، سيواصل منح الثقة لأصدقائه في جميع المناطق التي يرفرف فيها. ولا يجب أن يشك أحد في ذلك».
وأضاف: «إن إخواننا من التركمان والعرب والأكراد والسنة والشيعة يعرفون هذا الواقع التاريخي جيداً. وهم سعداء بتمركز جنودنا على أراضيهم».
وتطرق إلى مسار «تركيا بلا إرهاب»، مؤكداً أن أنقرة تعمل دون الالتفات إلى «الاستفزازات» ودون إتاحة فرصة لمحاولات تخريب هذا المسار.
وأوضح اردوغان أن حكومته تتخذ «خطوات شجاعة» للتخلص من المشاكل الكبرى التي أثقلت كاهل تركيا لنحو نصف قرن.
وقال أيضا : «يبدو أننا وصلنا إلى مفترق جديد في طريق تحقيق هدف «تركيا بلا إرهاب» وتطهير المنطقة أيضاً من الإرهاب. يجب على الجميع تحمّل المسؤولية ودعم هذا الهدف».
وأضاف: «تركيا بلا إرهاب، هي تركيا القادرة على كسر قيودها. تركيا بلا إرهاب هي تركيا السعيدة التي تعيش في سلام وأمن. تركيا بلا إرهاب هي علامة على النجاح والازدهار».
وفي 12 مايو/ أيار الماضي، أعلن تنظيم «بي كي كي» قراره حل نفسه وإلقاء السلاح استجابة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في تركيا.
ونهاية فبراير/ شباط الماضي، دعا أوجلان إلى حل جميع المجموعات التابعة لـ»بي كي كي» وإنهاء أنشطته الإرهابية المستمرة منذ أكثر من 40 سنة.
وفي 11 يوليو/ تموز الماضي، أقدمت مجموعة من تنظيم «بي كي كي» الإرهابي على تدمير أسلحتها في مدينة السليمانية العراقية.
وأشار في الخطاب ذاته، إلى العديد من الاتفاقيات التي تمت الموافقة عليها في البرلمان التركي، بما في ذلك افتتاح وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مكتباً في أنقرة.
وأعرب عن أمله في أن يكون هذا القرار علامة على دعم تركيا للقضية الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني من أجل الحق والعدالة والحرية.
تركيا تريد المشاركة في آلية الدفاع الأوربية
هلسنكي-(أ ف ب) – أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي يزور العاصمة الفنلندية هلسنكي، رغبة بلاده في الانضمام إلى آلية الدفاع الأوروبية، مشددا على دور أنقرة الأساسي في حفظ أمن الاتحاد الأوروبي.
وأعاد فيدان التأكيد الأربعاء، في لقاء مع نظيرته الفنلندية، على رغبة تركيا في المشاركة في البرنامج الأوروبي للصناديق المشتركة للتسلح البالغة ميزانيته 150 مليار يورو، والرامي إلى تسهيل عمليات الشراء المشتركة للأسلحة من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وقال فيدان في مؤتمر صحافي «تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي لها مساهمة أساسية في الأمن الأوروبي. في هذا السياق، من المهم جدا أن تنخرط تركيا في مبادرات الدفاع والأمن في الاتحاد الأوروبي».
ويتطلب ذلك موافقة الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهو ما تُهدد اليونان بعرقلته في حال استمرّت تركيا في منازعتها السيادة على بحر إيجه.
وقالت وزيرة الدفاع الفنلندية إلينا فالتونين إن بلادها «تدعم مشاركة تركيا كشريك كامل في التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وهو ما نحتاج إليه في الوقت الحالي».
وبحسب مصدر في وزارة الددفاع التركية، تأمل أنقرة في الحصول على دعم ألماني للانخراط في برنامج الدفاع الأوروبي، رغم معارضة اليونان.