الوثيقة | مشاهدة الموضوع - توغل إيران الثقافي يزداد في سوريا… بعد افتتاح خمس جامعات وجامعة «أهل البيت» تعقد اتفاقية مع جامعة دمشق
تغيير حجم الخط     

توغل إيران الثقافي يزداد في سوريا… بعد افتتاح خمس جامعات وجامعة «أهل البيت» تعقد اتفاقية مع جامعة دمشق

مشاركة » الخميس مارس 04, 2021 2:51 am

6.jpg
 
انطاكيا – دمشق – «القدس العربي»: زادت إيران من تحركاتها الهادفة إلى التغلغل في المؤسسات التعليمية، مستهدفة بشكل خاص الجامعات الحكومية السورية، لأهداف يبدو أنها على صلة بنشر المشروع الايراني في المجتمع المحلي.
فبعد أيام قليلة من افتتاح إيران مركزاً تكنولوجياً لنشر محتوى ديني معرب، وقعت جامعة «أهل البيت الإيرانية الدولية» مع «جامعة دمشق» اتفاقية لتطوير وتعزيز علاقات التعاون العلمي والأكاديمي المشترك وتشجيع التبادل الطلابي بين الطرفين. وتُقدم الجامعة الإيرانية (مقرها طهران) وفق هذه الاتفاقية للطلاب السوريين أكثر من 50 منحة دراسية لمرحلة الدراسات العليا وفي مختلف الاختصاصات. ولدى النظر إلى تخصص الجامعة الإيرانية بالدراسات العليا (ماجستير، دكتوراه) فقط، يتضح تركيز إيران على استهداف كوادر التدريس بالجامعات السورية وإعدادهم بما بتوافق مع ثقافتها، ما يجعل من الاتفاقية في غاية الخطورة، كما يرى الباحث المختص بالشأن الإيراني، مطيع البطين.
ويوضح البطين لـ«القدس العربي» أن الخطورة تكمن في سعي إيران إلى اختراق المؤسسات التعليمية من خلال أساتذة الجامعات، مضيفاً أن «الاتفاقية تأتي استكمالاً لتأسيس جامعات إيرانية خاصة في سوريا». وأشار البطين إلى افتتاح جامعة «آزاد إسلامي» الإيرانية فرع لها في سوريا في العام 2018، وقال: «الخطة الإيرانية تقضي بافتتاح جامعات مستقلة، وتأسيس جامعات مشتركة (جامعة بلاد الشام) واختراق الجامعات الحكومية». وقال الباحث، إن تحركات إيران على صعيد الجامعات والمؤسسات السورية، تشابه تماماً السياسة العسكرية التي انتهجتها في الساحة السورية، بمعنى أن إيران تعيد تنفيذ مخطط اختراق جيش النظام من خلال خبراء لها ومليشيات، في الجامعات، في خطوة تهدف إلى إلحاق الدولة السورية فيها.
بدوره، اعتبر الباحث في «مركز الحوار السوري» الدكتور أحمد القربي، أن أحد أهم أهداف هذه الاتفاقيات التي تعقدها طهران هو «التركيز على فكرة إيفاد الطلبة إلى جامعاتها، حتى يكونوا بمثابة السفراء لمشروعها في سوريا، لإيجاد ثقافة تصالحية مجتمعية مع مشروع إيران». وأضاف في حديث خاص لـ«القدس العربي» أن ما يهم إيران زرع شخصيات على تأثر كبير بثقافتها داخل الجامعات السورية، للتأثير على الأجيال السورية القادمة، التي تتخرج من هذه الجامعات.
وتركيزاً على جامعة «أهل البيت» الإيرانية، قال القربي، إن أحد أهم الأهداف المعلنة للجامعة هو فهم الثقافة الإسلامية بالمعنى الذي يتناسب مع مفهوم ولاية الفقيه، مضيفاً أن «الهدف هو اختراق مؤسسة التعليم العالي السورية ونشر هذا المفهوم في جامعة دمشق التي تعد من أعرق الجامعات السورية» وأَضاف الباحث، أن كل ذلك يهدف إلى إيجاد نخبة سورية متصالحة مع مشروع إيران.
وحسب مصادر متقاطعة، افتتحت إيران خلال الأعوام الماضية 5 جامعات في سوريا، ومنها جامعة «الفارابي» و»المصطفى الدولية» و»آزاد» وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، قد أدرجت في وقت سابق جامعة «المصطفى الدولية» في قائمة الكيانات المعاقبة، بسبب تورطها في تجنيد طلاب أفغان وباكستانيين للقتال في الصراع السوري.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن «فيلق القدس» ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري، استخدم الفروع الخارجية للجامعة «منصة تجنيد» لجمع المعلومات والعمليات، بما في ذلك تجنيد الميليشيات الموالية لإيران.
وقبل أيام، كانت إيران قد أعلنت عن افتتاح مركز للتقنيات الإيرانية في سوريا، موضحة أن المكتب مسؤول عن تبادل وتصدير التقنيات والتكنولوجيا بين البلدين، ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية، عن الرئيس التنفيذي لـ»اتحاد إنتاج ونشر المحتوى في الفضاء الإلكتروني» الإيراني، سعيد مشهدي، قوله إن مسؤولي الشركات الإيرانية سيتمكنون من دراسة الوضع السوري للأنشطة، كما سيلتقون بمسؤولي شركات سورية.
وأضاف مشهدي لقناة «إيكنا» الدينية الإيرانية، أن بلاده تخطط لاستخدام قدرات شركات المحتوى الإسلامي الإيراني في الفضاء الإلكتروني للعملاء السوريين، خصوصا أن الحرب في سوريا ساهمت في تدمير التكنولوجيا وبنيتها التحتية. واعتبر مشهدي أن المركز يوفر العمل التكنولوجي في سوريا أساسا للتواصل مع الجماهير الناطقة باللغة العربية في البلدان الأخرى، مشيرًا إلى أن تأسيس منصات مناسبة باللغة العربية في بلد يتحدث العربية سيكون أرضية دخولنا إلى المجتمع الناطق بالعربية في العالم.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron