الوثيقة | مشاهدة الموضوع - كيف تمكنت إسرائيل من تفجير المنشأة النووية الإيرانية؟ ولماذا أعلنت مسؤوليتها بسرعة؟ هل تتوالى الهجمات وتبدأ تصفية الحسابات؟ ويسألونك عن الرد الإيراني : محمود القيعي القاهرة
تغيير حجم الخط     

كيف تمكنت إسرائيل من تفجير المنشأة النووية الإيرانية؟ ولماذا أعلنت مسؤوليتها بسرعة؟ هل تتوالى الهجمات وتبدأ تصفية الحسابات؟ ويسألونك عن الرد الإيراني : محمود القيعي القاهرة

مشاركة » الاثنين إبريل 12, 2021 10:08 pm

3.jpg
 

أثار الهجوم السيبراني الأخير على منشأة “نطن” النووية الإيرانية حالة من الجدل الصاخب في الأوساط السياسية المصرية ، وبات الجميع مترقبا لتوابع الضربة الموجعة .
الضربة الإسرائيلية لإيران اعتبرها البعض بداية تصفية الحساب الأمريكي- الإسرائيلي مع إيران لاسيما مع تزامن الهجوم مع حملة دولية تستهدف إيران وتحرض عليها .
برأي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د.إسماعيل صبري مقلد فإن حرب اسرائيل السيبرانية ضد مفاعلات ايران النووية قد بدأت تأخذ ابعادا اوسع واخطر من ذي قبل، مشيرا إلى أن ذلك يأتي من منطلق تصور القادة الاسرائيليين ان تخريب تلك المفاعلات من الداخل في سلسلة من الهجمات الالكترونية الدقيقة والمجهولة المصدر ستقوم بالمهمة المطلوبة في اختراق البرنامج النووي الايراني وتعطيله بسلسلة من العمليات المفاجئة والموجعة كبديل اوفر تكلفة واقل مخاطرة واسرع مردودا من شن حرب كبيرة مباشرة علي تلك المفاعلات لا تتحمس امريكا لها ولن تشارك فيها لمخاطرها الامنية الكبيرة.
وأضاف مقلد أن ما حدث في مفاعل نطنز النووي المهم من اختراق له ومن تخريب كبير في شبكة توزيع الكهرباء فيه يؤكد ان ما تعرض له هذا المفاعل اليوم لم يكن حادثا عرضيا وانما هو نتاج خطة اسرائيلية مدروسة تم تنفيذها بحرفية عالية بناء علي قاعدة موثوق فيها من المعلومات الفنية التفصيلية الدقيقة عن كيفية عمل هذا المفاعل كما عن غيره من المفاعلات النووية الايرانية والتي نجح الاسرائيليون في الحصول عليها بوسائلهم التجسسية الخاصة…. وهو ما يعني ان ما حدث في هذا المفاعل الايراني اليوم هو عمل مخابراتي مخطط يحمل بصمات جهاز الموساد الاسرائيلي بامتياز.
وقال مقلد أن الاسرائيليين باجهزة مخابراتهم باذرعها الطويلة الممتدة في كل مكان ، هم اكثر من برعوا في تنفيذ مثل هذه الاختراقات والهجمات الدقيقة علي اهداف استراتيجية خارجية بمثل هذه الخطورة والحساسية الامنية..ولهم سوابقهم الكثيرة التي تشهد لهم.
السيناريو المتوافق عليه
وتابع مقلد: “أتصور ان هناك سيناريو قد تم التوافق عليه بين واشنطون وتل ابيب بحكم الشراكة العسكرية الاستراتيجية الوثيقة بينهما بعد ضم اسرائيل الي القيادة العسكرية المركزية الامريكية في الشرق الاوسط في عهد الرئيس ترامب ، يقوم علي توزيع الادوار بين امريكا وحليفها الاسرائيلي بشان كيفية تعاملهما مع برنامج ايران النووي في المرحلة المقبلة : فعلي امريكا يقع عبء ارباك القيادة الايرانية بالشروط التي تطرحها كاساس لعودتها الي الاتفاق النووي الذي سبق لها الانسحاب منه وهو ما سوف ياخذ بعض الوقت الذي قد يطول كثيرا عما يمكننا ان نتوقعه ، وهو ما يساعد في الوقت نفسه علي اطالة امد العقوبات الاقتصادية الامريكية والدولية الخانقة المفروضة علي ايران ، هذا بينما يجري اطلاق يد اسرائيل بموافقة امريكية غير مشروطة بطبيعة الحال ، في تخريب هذا البرنامج من داخله بوسائلها التكنولوجية المتطورة وهو ما قد يهدئ من مخاوفها الامنية ويعفي امريكا من الدخول معها في حرب كبيرة ومكلفة ضد ايران وشركائها في المنطقة”.
وقال إن هذا هو الحل الواقعي الوسط الذي يمكنه التوفيق بين الموقفين الامريكي والاسرائيلي ازاء التطورات المقلقة التي طرات اخيرا علي البرنامج النووي الايراني ، وبما ياخذ في الاعتبار طبيعة الظروف المعقدة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط حاليا والتي لا تسمح باثارة حرب كبيرة جديدة فيها لما قد تنطوي عليه مثل هذه الحرب من مخاطر تدميرية هائلة غير معلومة المدي.
وقال مقلد إن علينا ان نتوقع المزيد من الهجمات الاسرائيلية علي مفاعلات ايران النووية بعد ان تكون قد حددت اهدافها وانتهت من وضع سيناريوهات ضربها بدقة شديدة وفي توقيتات مفاجئة وحساسة ليبقي الفاعل مجهولا كما في كل مرة…ولتبقي ايران عاجزة عن الرد ، ربما لعدم امتلاكها الادلة الكافية او لعدم امتلاكها القدرة علي الرد الموجع ، وهو الاحتمال الارجح حسب قوله.
كيف حدث التدمير؟
الكاتب الصحفي خالد منتصر نشر اليوم رسالة من أحمد عثمان الصحفي المهاجر إلى لندن، جاء فيها: “بنت إيران مفاعل نطنز النووى على بُعد 30 كم، شمال «نطنز» عاصمة محافظة أصفهان، الذى يحتوى على أكثر من 19 ألف جهاز طرد مركزى، فى منطقة جبلية وعرة، على عمق كبير تحت الأرض لحمايته من الضربات الجوية”.
وتساءل عثمان: “كيف تمكنت إسرائيل من تفجير مفاعل نطنز بدون قنابل أو صواريخ، وهو فى عمق عند قاع الأرض؟ هل تم التوصل إلى سلاح خفى يخترق الحواجز والصخور؟ ومن الذى توصل إلى هذا السلاح الساحر، أهى أمريكا أم إسرائيل؟
ولماذا -رغم عدم إعلانها المسئولية عن كل ضرباتها السابقة- أعلنت إسرائيل الآن مسئولتها عن التفجير، أهى ترغب فى استدراج طهران إلى حرب مكشوفة لتدمير ما تبقى من مفاعلاتها؟
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron