الوثيقة | مشاهدة الموضوع - السودان يُعَلِّق الجرس ويُحَذِّر من بدء انخِفاض منسوب مِياه النيل الأزرق فِعليًّا بأكثر من 50 بالمئة.. هل وصَل الضّرر إلى عشَرات الملايين من الفلّاحين المِصريين والسودانيين ويمتدّ من سدّ الروصيرص إلى السّد العالي؟ وما صحة الرواية الرائجة حول وساطة إسرائيل
تغيير حجم الخط     

السودان يُعَلِّق الجرس ويُحَذِّر من بدء انخِفاض منسوب مِياه النيل الأزرق فِعليًّا بأكثر من 50 بالمئة.. هل وصَل الضّرر إلى عشَرات الملايين من الفلّاحين المِصريين والسودانيين ويمتدّ من سدّ الروصيرص إلى السّد العالي؟ وما صحة الرواية الرائجة حول وساطة إسرائيل

مشاركة » الأحد يوليو 18, 2021 4:40 pm

8.jpg
 
عندما تُؤكِّد إدارة سدّ “الروصيرص” السودانيّة اليوم انخِفاض وراد المياه من النيل الأزرق بنسبة تصل إلى 50 بالمئة فإنّ هذا يعني أنّ المرحلة الثّانية من ملء خزّان سد النهضة التي بدأت مطلع شهر تمّوز (يوليو) الحالي بدأت تُلحِق أضرارًا كُبرى في بلديّ المصَب، أيّ مِصر والسودان، في ظِل غِياب وجود أيّ مُفاوضات جديدة للتَّوصُّل إلى حَلٍّ سِلميّ للأزمة بعد فشل جميع الوِساطات السّابقة.
من المُفارقة أنّ دعَوات ظهرت داخِل مِصر، جاء إحداها على لِسان الدكتور مصطفى الفقي، الدّبلوماسي وسكرتير الرئيس المِصري السّابق حسني مبارك، طالب فيها لُجوء بلاده إلى إسرائيل، ووِساطتها، ونُفوذها، للتَّوصُّل إلى تَسويةٍ للخِلاف حول أزمة سدّ نهضة لأنّ إسرائيل لو اقتنعت بدَعمِ مِصر في هذه الأزمة فإنّها ستُغيِّر المَوقفين الروسي والأمريكي لِما لها من نُفوذٍ على البلدين”.
جاكي خوجي مُحلّل شُؤون الشّرق الأوسط في الإذاعة الإسرائيليّة زعَم أنّ حُكومته رفضت طلب وِساطة من مِصر وإثيوبيا بحُكم عُلاقاتها الرسميّة القويّة مع الجانبين، “لأنّ من مصلحتها استِمرار هذه الأزمة وتفاقمها”.
من الصّعب على الكثيرين تصديق هذه الرّواية الإسرائيليّة لعدّة أسباب، أبرزها أنّ إسرائيل مُتواطئة مع إثيوبيا ورئيس وزرائها آبي أحمد في بناء السّد ومَلء خزّانه وحِمايته، وأنّها تتآمر مع كُل طُوب الأرض ضدّ مِصر ومنعها استِعادة دورها العربي والإقليمي، مُضافًا إلى ذلك أنّ رئيس الوزراء الإثيوبي رفض جميع الوِساطات بِما فيها الأمريكيّة، فهل إسرائيل أقوى من أمريكا وأكثر تأثيرًا منها، والاتّحاد الإفريقي على إثيوبيا التي أفشلت جميع الوِساطات؟
ذِهاب مِصر والسودان إلى مجلس الأمن الدّولي طلبًا للتَّدخُّل والقِيام بدوره في منع تدهور الأزمة إلى حرب، لم يُعطِ أيّ نتيجة، لأنّ المجلس غسَل يديه من الأزمة، وادّعى عدم الاختِصاص، وأعاد المِلف إلى الاتّحاد الإفريقي، وحثّه على إحياء وِساطته، ولا تُوجَد أيّ مُؤشّرات إيجابيّة في هذا المِضمار حتّى الآن.
حالة الجُمود الحاليّة، وبقاء الوضع على حاله دُونَ تغيير يَخدِم إثيوبيا وسياسة الأمر الواقع التي تُريد فرضها، أيّ المُضِي قُدُمًا بمَلء خزّان السّد من طَرفٍ واحِد ودُون أخذ مصالح دولتيّ المصَب في الاعتِبار، وبدأت آثار هذه السّياسة تَنعَكِس نقصًا في المياه وبِما يُؤدِّي إلى تجويع ملايين الفلّاحين المِصريين في مِصر والسودان وربّما السّد العالي في أسوان مِصر بعد سدّ الروصيرص السّوداني.
الأيّام والأسابيع المُقبلة قد تكون الأخطر في تاريخ المِنطقة، ومِصر والسودان تحديدًا، والمُفاجآت واردة في أيّ لحظة والخِيارات العسكريّة غير مُستَبعدة رُغم مُحاولات تجنّبها.. والكثير من المُراقبين يُرجِّحُون قُربَ الانفِجار.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء