فجعت العاصمة العراقية يوم الاثنين الموافق التاسع عشر من يوليو2021 بتفجير أنتحاري في سوق مزدحم يدعى “سوق الوحيلات” في حي مدينة الصدر ، وتبنى تنظيم داعش الارهابي الهجوم حسب ما قالت وكالة “ناشر نيوز” التابعة له على حساب التليغرام ، ونفذه أنتحاري يدعى “أبو حمزة العراقي” وجرح حوالي 60 شخصا ، و35شهيدا ، وكان من بين القتلى نساء ، وأطفالا ، وأن بعض المتاجر أحترق نتيجة الانفجار .ويعتبر هذا الهجوم هو ثالث هجوم يستهدف مدينة الصدر التي تقطنها أغلبية شيعية ، أذ أصيب11 شخصا في أنفجار بالمنطقة في يونيو2021 كما أدى هجوم أنتحاري أعلن عنه تنظيم داعش مسؤوليته عنه الى سقوط مالايقل عن32 شهيدا في سوق في يناير من هذه السنة.
تحليل وأستنتاج:-
1.أن هذا التفجير يأتي مع أقتراب الانتخابات العراقية في العاشر من أكتوبر2021 وهو يرسل رسالة مفادها أمكانية عرقلة هذه الانتخابات من خلال أستهداف المراكز ، والمحطات الانتخابية لاسباب، وأجندات أستخبارية تدفع التنظيم الارهابي للقيام بهذه الهجمات، لان بعض الدول المجاورة للعراق والقوى الدولية لايروق لها عملية التبادل السلمي للسلطة في العراق من خلال الانتخابات ، لكن تلك الدول تريد أن يعيش العراق في أتون حرب طائفية لاتذر، بعد أن أستهدف التنظيم منطقة أهلة بالسكان ذات أغلبية شيعية.
2.أن هذا التفجير يتزامن مع قرب زيارة الكاظمي الى واشنطن لبدء جولة مفاوضات مع الجانب الامريكي للحوار حول سبل تخفيض الوجود العسكري الامريكي الاستشاري وهذا الهجوم لايخدم في التحليل السياسي الا الاجندة الامريكية التي تريد بكل الطرق تبرير وشرعنة وجودها في العراق من باب مكافحة تنظيم داعش .
3.هناك حملة غربية شرسة لتضخيم وتهويل من قوة تنظيم داعش لتبرير وشرعنة الوجود الامريكي في العراق وفي هذا الاتجاه أعلن “برونو كال” رئيس الاستخبارات الخارجية الالمانية BNDفي 12يوليو2021 “أن تنظيم داعش تحول الى شبكة لامركزية مثل تنظيم القاعدة حيث تنتشر تنظيماته الفرعية” .
4.أن أزدياد حمى الصراع الحزبي والانتخابي أزاء قرب الماراثون الانتخابي جعل ذلك محط أهتمام التنظيمات الارهابية لاستغلال هذا الانشغال الحزبي بالانتخابات النيابية العراقية ، وأستغلال هذا الامر للقيام بعمليات أرهابية ذات طابع طائفي لاثارة الورقة الطائفية في العراق لعرقلة أنجاح الانتخابات.
5.لازال الجهد الاستخباري محدودا في رصد ومتابعة التنظيمات الارهابية مما يتطلب زيادة زخم ذلك الجهد لاحباط أي مخطط أرهابي ، والقضاء على الخلايا النائمة وتجفيف مصادر تمويل تلك العمليات قبل الاقدام على تنفيذها.
كاتب عراقي