إسطنبول- توركان إسماعيل
كابول – الزمان
انتقدت أنقرة خطة الولايات المتحدة المتمثلة باللجوء إلى دول ثالثة، مثل تركيا، لإعادة توطين آلاف الأفغان الذين قد يكونون عرضة لخطر الانتقام من حركة طالبان نظراً إلى ارتباطهم بالولايات المتحدة. أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الإثنين عن برنامج جديد لإعادة توطين افغان معيّنين كلاجئين في الولايات المتحدة، قبل اقل من شهر من موعد انسحاب القوات الأميركية بالكامل من افغانستان في 31 آب/أغسطس.
يشمل هذا البرنامج المترجمين الأفغان الذين عملوا مع القوات الأميركية والأفغان المشاركين في المشاريع التي تمولها الولايات المتحدة والأفغان الذين عملوا لصالح منظمات غير حكومية أو وسائل إعلام أميركية.
يستغرق نقل الأفغان إلى دول ثالثة في المنطقة عامًا تقريباً، ريثما يتم استكمال العملية الإدارية.
ويرجح ان الأفغان سوف يستقرون على الساحل الخليجي لعدة دول عربية .
تؤكد تركيا التي تستضيف بالفعل أكثر من أربعة ملايين لاجئ، معظمهم من سوريا، أنه لم يتم استشارتها قط. وهي تخشى تدفق جديد للاجئين من أفغانستان مع الانسحاب الوشيك للقوات الأميركية.
قالت وزارة الخارجية في بيان مساء الثلاثاء «من غير المقبول السعي لحل المشكلة في بلادنا دون موافقة بلادنا». واشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى تركيا، وكذلك باكستان، كمكان محتمل لإعادة توطين الأفغان. واعتبرت وزارة الخارجية التركية أن المشروع الأميركي سيؤدي إلى «أزمة هجرة ضخمة في منطقتنا». قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المسؤولين الأتراك يجرون مباحثات رفيعة المستوى مع نظرائهم الأفغان بشأن هذه القضية. ومن المقرر مناقشة هذه القضية خلال المباحثات بين أنقرة وبروكسل حول مراجعة الاتفاقية الموقعة في عام 2016 والتي تلقت تركيا بموجبها مساعدة لقاء استقبال المهاجرين الراغبين في الذهاب إلى الاتحاد الأوروبي. وردا على سؤال حول عدد الأفغان الذين وصلوا إلى تركيا، قال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية الاثنين «ليس لدي أرقام عن تركيا. لم نلاحظ تدفقاً كبيراً، ولكننا شاهدنا عددا من الأشخاص» يذهبون إلى هناك.
واشارت الخارجية التركية إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة رعاية الأفغان، فيمكنها القيام بذلك عبر «رحلات جوية مباشرة».
وفي هجوم خاطف استولت حركة طالبان مستفيدة من الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية منذ أيار/مايو على مناطق ريفية كبيرة وغير مكتظة بالسكان في أفغانستان.
كذلك بدأ مقاتلوها مهاجمة عواصم بعض الولايات على الرغم من أن جميعها لا تزال تحت سيطرة الجيش الأفغاني المتفوق عليها نظريا بالعديد والعتاد. في ما يأتي القوى على الأرض:
العديد
تضم قوات الأمن الأفغانية الجيش والقوات الخاصة والقوات الجوية والشرطة وجهاز الاستخبارات الذي يمتلك وحدات قتالية. في المجموع، يبلغ عديد هذه القوات مجتمعة 307 آلاف عنصر، حسب تقديرات نشرها في كانون الثاني/يناير مركز أبحاث الكونغرس الأميركي.
يقدر جوناثان شرودين من مركز الأبحاث العسكري الأميركي «سي إن إيه» بنحو 180 ألف عنصر عدد الأفراد العاملين في وقت واحد.
أما عديد قوات طالبان فغير معروف وقدره خبراء في الأمم المتحدة العام الماضي بما بين 55 ألفا و85 ألف مقاتل.
التمويل
المساعدات الدولية أساسية للقوات الأفغانية التي تحصل على ما بين خمسة وستة مليارات دولار من الأموال الدولية سنويا، حسب مكتب دراسات الكونغرس. وتقدم واشنطن 75% بالمئة من هذه الأموال وتعهدت مواصلة ذلك.
أما حجم ومصدر موارد طالبان فهو غير معروف بدقة. قال خبراء في الأمم المتحدة العام الماضي أن طالبان تحصل على 300 مليون إلى 1,3 مليار دولار من الضرائب التي تفرضها في الأراضي التي تسيطر عليها وكذلك من نشاطات إجرامية بينها الاتجار بالمخدرات وابتزاز الشركات.
ويؤكد هؤلاء الخبراء ، «حسب المعلومات المتوافرة (…) ، من الواضح أن طالبان ليس لديها مشاكل في التجنيد أو التمويل أو التسلح».
واتهمت واشنطن وكابول باكستان وإيران وروسيا بتمويل وتسليح طالبان لكن هذه الدول نفت ذلك.
الأسلحة والعتاد
تتمتع القوات الأفغانية التي تجهزها وتدربها الولايات المتحدة بتفوق تكنولوجي على طالبان بفضل بنادقها الهجومية الحديثة وأجهزة الرؤية الليلية والمدرعات والمدفعية وطائرات المراقبة الصغيرة المسيرة.
وهي تملك شيئا لا يتوافر لدى طالبان هو سلاح جو يضم يتألف من 170 طائرة، بما في ذلك مروحيات مقاتلة.
وتكتفي طالبان خصوصا بأسلحة خفيفة انتشرت في أفغانستان خلال النزاع المستمر منذ عقود مثل الرشاشات السوفياتية «ايه كي-47» (كلاشينكوف) وأنواعها. ويملك مقاتلو طالبان أيضا بنادق قنص ومدافع رشاشة وقاذفات صواريخ وقذائف هاون. وهم يحاولون أيضا استخدام دفاعات جوية ومضادة للمدرعات بنتائج متفاوتة حسب أنطونيو جوستوتسي الخبير في شؤون طالبان في كتاب نُشر في 2019. لكن سلاحهم الأكثر فتكا هو الانتحاريون والعبوات الناسفة محلية الصنع التي قتلت العديد من الجنود الأفغان والأجانب وعددا كبيرا من المدنيين.
واستولى المتمردون أثناء القتال على بعض المعدات الحديثة من القوات الأفغانية.
- التلاحم والمعنويات –
يشكل رحيل القوات الأجنبية ضربة إضافية لمعنويات القوات الأفغانية التي اهتزت لسنوات بسبب الخسائر الكبيرة والفساد في القيادة والتأخر في دفع الأجور ونقص العديد.
في المقابل، تظهر طالبان تماسكا ثابتا، على الرغم من انقسامات داخلية مفترضة.
ويقول محللون إن الأيديولوجية الدينية والوعود بتحقيق مكاسب مادية هي مصادر مهمة لتحفيز مقاتليها.