الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هل سينكشف ظهر إسرائيل بعد انسحاب أمريكي متوقع من العراق؟
تغيير حجم الخط     

هل سينكشف ظهر إسرائيل بعد انسحاب أمريكي متوقع من العراق؟

مشاركة » الاثنين أغسطس 30, 2021 2:15 pm

14.jpg
 
تكمن أهمية اللقاء بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء بينيت في انعقاده. ومن الخير أن يتحدث الزعيمان ويتبادلان الرأي، وأن نسمع من الرئيس الأمريكي إعلانه بالالتزام باحتياجات إسرائيل الأمنية.

ولكن رغم الابتسامات والمصافحات، لم تخرج بشرى حقيقية في كل ما يتعلق بالتهديد الإيراني. فمع أن الرئيس بايدن أطلق وعودا غامضة إلى الهواء بشأن استخدام خيارات أخرى، في حالة فشل الخيار الدبلوماسي، ولكن سبق أن كنا في هذا الفيلم. ففي لحظة الامتحان، في 2007 مثلاً أمام البرنامج النووي الإيراني أو أمام المفاعل الذي سعى بشار الأسد لبنائه في بلاده، رفض الأمريكيون قبول التقديرات الإسرائيلية، وادعوا بأن ليس لإيران أو لسوريا أي خطط لتطوير سلاح نووي. وعلى أي حال، ليس هناك مبرر للعمل ضدهما.

فضلاً عن هذا، فإن مسألة النووي الإيراني ليست الوحيدة على جدول الأعمال، وليست فورية مثلما درج على عرضها. تكمن أهميتها في المدى البعيد. وفي هذه الأثناء، يمكن “الاعتماد” على الإيرانيين بمواصلة لعبة “القط والفأر” والسير على الحافة دون تجاوزها. فعلى أي حال، يمكنهم الآن أن يصبحوا بين ليلة وضحاها قوة عظمى نووية، وليس لهم ما يدعوهم لتبديد الغموض بشأن نواياهم، الذي يشكل بالنسبة لهم منطقة مريحة في علاقاتهم مع العالم.

غير أن عيونهم في هذه الأثناء تتطلع إلى أهداف فورية ومهمة: تحقيق نفوذ وسيطرة في المنطقة التي تحيط بإسرائيل، بحيث يتاح لهم قيام وجود عسكري فيها.

إن عملية كابول ومن قبلها سيطرة طالبان على أفغانستان، وإن كانت أعادت “داعش” إلى مركز الاهتمام الأمريكي، إنما هي مصدر قلق وليس تهديداً استراتيجياً. فروع منظمة الإرهاب تواصل العمل في أرجاء العالم، ومنفذو العمليات الأفراد يقومون بعمليات انتحارية بإلهام منها. ولكن طالبان لا تحتاج إلى منافس أكثر تطرفاً منها. وعليه، فستعمل على تصفيته مثلما فعلت حماس في غزة لمؤيدي “داعش” ممن حاولوا رفع الرأس في القطاع.

أما إيران، بالمقابل، فتعمل على خطة مرتبة للسيطرة على الهلال الخصيب حتى شواطئ البحر المتوسط. لبنان بل وغزة تحت نفوذها، وتدير في سوريا صراعاً عنيداً في ضوء محاولات الصد، الناجحة حالياً، التي تقوم بها إسرائيل، ولكن المفتاح كان ويبقى العراق.

الأمريكيون، كما تعهد الرئيس بايدن، مصممون على الانسحاب من هذه الدولة حتى نهاية السنة. وينبغي الافتراض بأن بايدن سيلتزم بكلمته، ويبدو أن خوفهم من تكرار مشاهد الهرب في بغداد كما حدثت في أفغانستان، لا تردعهم. غير أن العراق لن يسقط في أيدي طالبان أو “داعش” بل في أيدي الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. ويأمل الأمريكيون من شيعة العراق أن يقاوموا الإيرانيين، لأن إيران دولة غير عربية وأيديولوجيتها الدينية غير مقبولة. ولكن تصميم واشنطن على فك الارتباط عن المنطقة يعطي الإيرانيين ريح إسناد، والأحداث في أفغانستان وصعود قوات سنية راديكالية من شأنها أن تدفع الشيعة في العراق إلى أذرعها.

يجب فتح العيون على إيران ومواصلة تصميم وأعمال خفية، من الأفضل عدم الحديث عنها، وتأخير تقدمها نحو النووي. ولكن يجب مواصلة مكافحة مساعي طهران للسيطرة على المنطقة والإغلاق على إسرائيل وتركيز الجهد على العراق أيضاً الذي هو البوابة الإيرانية إلى البحر المتوسط، على مسافة بصقة – صاروخ أو طائرة مسيرة – عن إسرائيل.

بقلم: أيال زيسر
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron