الوثيقة | مشاهدة الموضوع - بمناسبة الذكرى 48 لحرب أكتوبر: ما هي المعلومات الخطيرة التي كشفتها وثائق جديدة عن هذه الحرب؟ ولماذا كان دور اشرف مروان وهنري كيسنجر حاسما فيها؟ وهل حدد بريجنيف ساعة الصفر فعلا؟ ولماذا لا نستبعد ان يكون طرد السادات للمستشارين الروس مسرحية؟
تغيير حجم الخط     

بمناسبة الذكرى 48 لحرب أكتوبر: ما هي المعلومات الخطيرة التي كشفتها وثائق جديدة عن هذه الحرب؟ ولماذا كان دور اشرف مروان وهنري كيسنجر حاسما فيها؟ وهل حدد بريجنيف ساعة الصفر فعلا؟ ولماذا لا نستبعد ان يكون طرد السادات للمستشارين الروس مسرحية؟

مشاركة » الأربعاء أكتوبر 06, 2021 1:40 pm

22.jpg
 
ليس من عادتنا في هذه الصحيفة “راي اليوم” الكتابة عن المناسبات السياسية والعسكرية السابقة في ذكراها السنوية، ولكن ما يدفعنا الى كسر هذا التقليد اليوم، والكتابة عن حرب السادس من أكتوبر عام 1973 في ذكراها الـ 48 كشف النقاب عن مجموعة من الوثائق السرية، تضمنت معلومات خطيرة جدا عن الاستعدادات لهذه الحرب ومرحلة ما بعدها، والدورين الأمريكي والروسي فيها، والاهم من ذلك تسليط الأضواء على أدوار رجال مثل هنري كيسنجر، والعميل اشرف مروان الذي كان كاتم اسرار الرئيس المصري محمد أنور السادات وجنده جهاز الموساد.
يمكن تلخيص اهم ما ورد في هذه الوثائق من معلومات، قبل التعليق عليها في النقاط التالية:

اشرف مروان وحسب دراسة استخبارية لحلف “الناتو” حول الحرب، بلّغ الإسرائيليين قبل عشرة اشهر بأن الرئيس السادات يتعرض لضغوط شعبية داخلية، وانه بدأ الاستعداد فعليا لها ثم عاد وابلغهم بموعدها في يوم السادس من أكتوبر.
ثانيا: تسفي زامير رئيس الموساد الذي جند اشرف مروان كان واثقا من دقة معلوماته، ولكن موشيه ديان وزير الحرب في حينها شكك فيها، وقال انه يرجح معارك حرب استنزافية.
ثالثا: السوفييت، وحسب وثائق بريطانية كشفت عنها هيئة الـ”بي بي سي”، لعبوا دورا كبيرا في مساعدة مصر، وهم من نصحوا السادات بشن الحرب في عيد الغفران، وفي النهار (الساعة الثانية بعد الظهر) الامر الذي يحقق عنصر المفاجأة، وارسلوا 50 سفينة محملة بالأسلحة والمعدات الثقيلة قبل موعد الحرب بأربعة أيام الى اللاذقية وطرطوس والإسكندرية، مما يؤكد انهم كانوا يعلمون بساعة الصفر مسبقا.
رابعا: لعب هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي في حينها دورا كبيرا في انقاذ إسرائيل وإقامة جسر جوي امريكي لنقل الأسلحة لتجنب الكارثة الكبرى، على حد وصفه، مما مكن الجنرال ارييل شارون من فتح ثغرة بين الجيشين المصريين الثاني والثالث والوصول الى الضفة الشرقية للقناة (ثغرة الدفرسوار).
خامسا: أمريكا أرسلت 90 طائرة فانتوم هوك الى تل ابيب، وبلغت مدة الجسر الجوي 13 الف ساعة طيران حملت 22 الف طن أسلحة متطورة، اما الدعم الروسي لمصر وسورية فكان اكبر حيث ارسلوا 50 سفينة محملة بصواريخ سام ودبابات حديثة، الى جانب اسطول جوي مكون من 296 طائرة.
سادسا: الدعم العربي في هذه الحرب كان عبئا وعنصر إعاقة، لأنه كان استعراضيا باستثناء الدعم المالي الذي قدمه الرئيس الجزائري هواري بومدين، وشمل دفع نفقات جميع صفقات الأسلحة الروسية لمصر وسورية.

بالنظر الى هذه المعلومات الجديدة، وقراءة ما بين سطورها يمكن استخلاص مجموعة من الحقائق المهمة:
أ ـ معرفة السوفييت بساعة الصفر لموعد الحرب، ووضعهم لخطة المفاجأة، وارسالهم السفن المحملة بالأسلحة الى سورية ومصر قبل موعد الحرب، ينسف النظرية التي شككت بدورهم، وقلصت من مساعداتهم.
ب ـ طرد الرئيس السادات للمستشارين العسكريين الروس في 17 تموز (يوليو) عام 1972 ربما كان خطة تضليل مدروسة بالاتفاق مع القيادة الروسية، بهدف تضليل الإسرائيليين والامريكان، وجرى الادعاء بأن عملية الطرد هذه جاءت بالتنسيق مع الاستخبارات السعودية، وايعازا من الملك فيصل عبر كمال ادهم، رئيس المخابرات السعودية في حينها، من قبيل الخداع وعنصر المفاجأة، واخفاء الاستعدادات للحرب.
ج ـ لم تتم الإشارة في هذه الوثائق الى تهديد إسرائيل باستخدام الأسلحة النووية، وربما يعود ذلك الى ان لا جديد في هذا التهديد، ولكن الجسر الجوي الأمريكي كان له الفضل الأول في انقاذ إسرائيل من الانهيار الكامل.
ختاما نقول ان الجيشين المصري والسوري شكلا معا تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل، ولولا التدخل العسكري الأمريكي بتحريض من كيسنجر، ووقف القتال بمبادرة منه وبدء المفاوضات بعدها، وبذر بذور الخلاف بين الشريكين المصري والسوري، لكانت النتائج مختلفة كليا، ومن غير المستبعد ان يكون كيسنجر عقد صفقة مع السادات أدت الى خيانته لسورية والذهاب الى القدس المحتلة، وتوقيع اتفاقات كامب ديفيد، ولهذا ليس من قبيل الصدفة تركيز المؤامرة العسكرية على اضعاف وتفكيك الجيش العربي السوري، وجر الجيش المصري لمؤامرة سد النهضة.
حرب السادس من أكتوبر، ورغم الخلافات في وجهات النظر حولها، حيث يراها البعض “حرب تحريك”، ويراها البعض الآخر حرب تحرير، شكلت اول هزيمة للدولة العبرية، ولم ينتصر هذا الكيان في أي حرب بعدها، وخاصة في حروب تحرير جنوب لبنان عام 2000، وحرب تموز (يوليو) عام 2006، وأخيرا وليس آخرا، حرب “سيف القدس” في قطاع غزة في آيار (مايو) الماضي.
اذرع المقاومة القوية، وصواريخها المتقدمة ذاتية الصنع في لبنان وقطاع غزة واليمن، باتت البديل عن الجيوش العربية، واكثر تأثيرا على الإسرائيليين عسكريين كانوا ام مدنيين، فهذه الاذرع المزودة بترسانة هائلة من الصواريخ والمسيرات، لا تنفع فيها الجسور الجوية الامريكية، ولا القنابل النووية.
“راي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء

cron