الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أسوشييتدبرس: غالبية ناخبي العراق من جيل شاب محبط لا يقتنع بوعود المرشحين
تغيير حجم الخط     

أسوشييتدبرس: غالبية ناخبي العراق من جيل شاب محبط لا يقتنع بوعود المرشحين

مشاركة » الجمعة أكتوبر 08, 2021 1:22 am

ترجمة / حامد أحمد

عند قاعة فندق في مدينة البصرة يقف مرشح شاب لأحد القوائم الانتخابية من بين مرشحين آخرين ضمن دائرته الانتخابية وهو يخاطب جمعا من الحضور، من بينهم مستقلون وآخرون متفائلون جاؤوا من ساحات الاحتجاج التي عمت الشوارع قبل سنتين بمتظاهرين غاضبين ضد ارتفاع معدلات البطالة وفساد حكومي وغياب خدمات أساسية من بينها الكهرباء والماء.

قال المرشح مخاطبا جمع الناخبين انه اذا ما تم انتخابه فانه سيبذل قصارى جهده من اجل حقوقهم، ولكن وعلى نحو غير متوقع وقف احد الحضور مقاطعا كلام المرشح بالقول: “أنت ترسم أحلام وردية لنا، ولكنني غير مقتنع بالتصويت لك”، وتبع ذلك تصفيق الحضور له.

هذا المشهد يسلط الضوء على الصعوبات التي سيواجهها المرشحون في اقناع الناخبين للتصويت لهم. انهم يخاطبون جيلا شابا محبط يائس، يشكل النسبة الأكبر من تعداد نفوس البلد، من اجل اقناعهم بالعملية الانتخابية التي شابتها سابقا محاولات تلاعب وتزوير.

التراخي عن التصويت وانعدام الثقة أمران منتشران، وان قسما من نفس النشطاء المؤيدين للإصلاح الذين أدت احتجاجاتهم لإقامة هذه الانتخابات يدعون الآن لمقاطعتها بعد سلسلة من عمليات ترهيب وقتل.

ويقر أحد المرشحين من النشطاء في البصرة بقوله “الانتخابات لن تكون جيدة” ولكنه أشار الى انه حتى لو انها حققت تحسنا عن الانتخابات الماضية بمقدار الثلث فسيكون ذلك “أفضل من النظام الحالي”، مؤكدا بان التصويت هو الطريق الوحيد للتغيير.

مرشحة مستقلة من مدينة البصرة تقول “لدينا جيل جديد من الذين ولدوا بعد العام 2001 المؤهلين للتصويت الآن. انا أعول على هذا الجيل”.

زيادة عدد المناطق الانتخابية تسمح لتمثيل محلي أفضل وتعطي المستقلين فرصا اكثر للفوز. بالإضافة الى ذلك، فان 70% من المصوتين المسجلين سيستخدمون بطاقات بايومترية، يمنع من خلالها التصويت لأكثر من مرة كما حصل ذلك في انتخابات عام 2018. وكانت نسبة المشاركين بالتصويت في تلك الانتخابات 44% فقط، وهو الأدنى منذ أول انتخابات جرت بعد العام 2003.

تغييرات قانون الانتخابات فشلت في تحقيق مطالب المحتجين. نشطاء طالبوا بعدد اكثر من دوائر انتخابية صغيرة، ولكن بعد 11 شهرا من المناقشات والمباحثات اتفق البرلمانيون على 83 دائرة انتخابية بدلا من 18. وتم وضع تسهيلات ضمن هذه الخارطة لمشاركة نسوية تضمن 25% من مقاعد البرلمان البالغة 329 مقعدا.

المناطق الأصغر تكون أيضا في صالح عشائر محلية متنفذه وشخصيات دينية، وان الأحزاب الكبرى قد شكلت أصلا تحالفات معها.

على الرغم من ذلك، فان القانون الجديد مهد الطريق لأحزاب جديدة انبثقت من حركة الاحتجاجات، والتي من المتوقع ان تبلي بلاء حسنا في محافظات شهدت احتجاجات كبيرة مثل الناصرية، أحد مرشحيها يقول انه سيعمل على اضعاف المنظومة السياسية القائمة بشكل تدريجي. من جانب آخر فان القانون الانتخابي الجديد ساعد على نحو أفضل أيضا أحزابا وكتلا كبيرة متنفذة، حيث يأمل اتباعها بتحقيق نسب اعلى من المقاعد خلال الانتخابات.

وسام عدنان، شخص من أهالي البصرة ابتكر منصة تواصل اجتماعي لتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل في المدينة، قال للاسوشييتدربس “لم يقم أي من السياسيين في السلطة بتحقيق أي تغييرات للناس، ولهذا السبب لماذا نصوت لهم؟”.

هذه احدى وجهات نظر عامة الناس من أهالي البصرة، التي على الرغم من ثروة النفط التي تمتلكها فانها غارقة بالفقر والبطالة وتهرؤ البنى التحتية التي لا تجلب ماء صالحا للشرب فضلا عن انقطاعات مزمنة بالكهرباء.

رندا سالم، باحثة من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، تقول “بما ان هناك غيابا لبدائل مقنعة مع شعور سائد بين العراقيين بان النظام السياسي لا يقدم على تحقيق إصلاحات، فان خيار عدم التصويت يمكن ان يكون الوسيلة الوحيدة للتعبير عن رفضهم للوضع القائم”.

ما يقارب من 600 شخص قد قتلوا في احتجاجات عام 2019 التي عرفت بانتفاضة تشرين، استخدمت فيها قوات امنية ذخيرة حية وقنابل غاز لتفريق حشود المتظاهرين.

الاحتجاجات الشعبية خفت بعد أشهر قليلة بسبب القمع وانتشار وباء فايروس كورونا. ولكن منذ ذلك الوقت قتل ما يقارب من 35 شخصا في عمليات استهداف لقتل ناشطين ومنظمي احتجاجات ومرشحين مستقلين مما خلق جوا من الرعب والترهيب. واستنادا لمفوضية حقوق الانسان العراقية جرح أيضا 82 شخصا جراء محاولات اغتيال نفذتها مجاميع مسلحة.

أثيرت الدعوات أكثر لمقاطعة الانتخابات خصوصا بعد حادث اغتيال الناشط البارز في كربلاء، إيهاب الوزني، خلال هذا الصيف.

الأمم المتحدة تبنت مهمة مراقبة لم يسبق لها مثيل، حيث يأمل كثيرون في انها ستعزز نسبة المشاركة بالتصويت، وان مفوضية الانتخابات العراقية تعمل على تصحيح شامل للعيوب والثغرات التي تم استغلالها من قبل أحزاب النخبة. ولكن قسما من الأحزاب يلجأ الى تكتيكات وأساليب أخرى لشراء أصوات الناخبين عبر وعود بتوفير فرصة عمل او اعطاء مبالغ نقدية.

أحد المرشحين قال ان الناس يطلبون منا تبليط شوارع وتوفير كهرباء، مشيرا الى ان قسما من المرشحين يقومون بتقديم اطعمة للناس في سبيل الحصول على أصواتهم أو يأخذون معلومات شخصية منهم لوعود بتشغيلهم عند انتخابهم.

ويضيف المرشح بقوله “هذا خلق ارباكا لنا في طبيعة الاعمال التي يفترض ان نقوم بها، ولا نعرف عندها كيف سنتكلم مع الناس”.

على مدى أشهر والأمم المتحدة تقوم بتجهيز المفوضية العليا للانتخابات العراقية بمساعدات فنية لغلق أية ثغرات تستغلها الأحزاب. واستنادا لثلاثة مسؤولين من الأمم المتحدة فان نقطة رئيسة للحيلولة دون حصول فرص تلاعب هو ان الصناديق لا يتم نقلها قبل اجراء حساب اولي لها في محطة الاقتراع المفردة الخاصة بها.

عن أسوشييتدبرس
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير