الوثيقة | مشاهدة الموضوع - بهدف اقتناص الحكومة الجديدة .. “الصدر” في مواجهة “الإطار التنسيقي” يدخلان مرحلة “تكسير العظام الناعم” !
تغيير حجم الخط     

بهدف اقتناص الحكومة الجديدة .. “الصدر” في مواجهة “الإطار التنسيقي” يدخلان مرحلة “تكسير العظام الناعم” !

مشاركة » السبت أكتوبر 16, 2021 5:13 pm

6.jpg
 
خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مازالت “إيران” تحاول الحفاظ على نفوذها في “العراق”؛ بعد خسارة أحزابها المدوية، والتي كانت بمثابة الصدمة عليها، لهذا تحاول تطويق تلك الهزيمة الانتخابية بخلق تكتلاً برلمانيًا مؤلفًا من طيف كبير من القوائم والشخصيات البرلمانية الأصغر حجمًا، تحت مسمى: “الإطار التنسيقي”، لتؤلف كتلة برلمانية موازية ومشابهة لتحالف (سائرون)، “التيار الصدري”، والقوى الفائزة المُقربة منه.

مصدر مطلع من ائتلاف (دولة القانون)، أفاد بأن “الإطار التنسيقي” على اجتماع مستمر لبحث تشكيل الكتلة الأكبر، مشيرًا إلى أن هناك مساعي للتفاوض مع (التيار الصدري) للإنضمام لقوى “الإطار التنسيقي” من أجل تشكيل الكتلة الأكبر.

وقال المصدر إن: “أراد (التيار الصدري) الإلتحاق مع قوى (الإطار التنسيقي) من أجل استكمال تشكيل الكتلة الأكبر، فنحن نُرحب بهم، وإذا لم يقبلوا في الانضمام فنحن ماضون في تشكيل الكتلة البرلمانية الأكثر عددًا”.

وأضاف أن: “عدد النواب في الكتلة الأكبر التي شكلها (الإطار التنسيقي)؛ وصل إلى: 93 نائبًا، بعد انضمام كتل سياسية من المكون الشيعي وأخرى من المكون المسيحي، بالإضافة إلى انضمام مستقلين”، مشيرًا إلى أن: “العدد قد يزيد مع الاقتراب من إعلان النتائج النهائية، لاسيما مع عمليات العد والفرز اليدوي لعدد من صناديق الاقتراع”.

وأوضح المصدر أن: “القوى التي تُشكل الكتلة الأكبر مكونة من ائتلاف (دولة القانون): بـ 38 مقعدًا، وتحالف (الفتح): بـ 18 مقعدًا، و(العقد الوطني): 06 مقاعد، وائتلاف (قوى الدولة): 05 مقاعد، و(الفضيلة): مقعد واحد، وتحالف (حقوق): مقعد واحد، وتحالف (إقتدار): مقعد واحد، ومتحالفون مع (بدر): بـ 03 مقاعد، ومتحالفون مع (دولة القانون): بـ 06 مقاعد، ومتحالفون مع (العصائب): 04 مقاعد، ومتحالفون مع (السند): مقعد واحد”، مضيفًا أن: “هناك كتلاً برلمانية ستدخل من ضمن التحالف أيضًا، وهي كل من كتلة (تصميم): 04 مقاعد، وكتلة (بابليون): 05 مقاعد”.

وأكد المصدر أن: “مرشح قوى (الإطار التنسيقي)، التي شكلت الكتلة الأكبر، لرئاسة الوزراء، هو: نوري المالكي، وأن هناك إجماعًا على شخص، المالكي، لتولي رئاسة الحكومة المقبلة”.

المصدر المطلع، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، لفت إلى أن: “قوى (الإطار التنسيقي) باشرت العمل بإجراءات تسجيل الكتلة البرلمانية الأكبر عددًا في أول جلسة لمجلس النواب”.

يُعزز موقف عدم الثقة في مفوضية الانتخابات..

وكانت مجموعة “الإطار التنسيقي”، لعدد من أبرز الأحزاب السياسية الشيعية في “العراق”، بما فيها تحالف (الفتح)، قالت إن ما ظهر في اليومين الماضيين من فوضى وتخبط وعدم دقة في عرض الوقائع؛ يُعزز موقفها بعدم الثقة إزاء مفوضية الانتخابات.

وعقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات، الإثنين الماضي، رفض كل من تحالف (الفتح)، (يضم فصائل الحشد الشعبي)، وائتلاف (الوطنية)، وائتلاف (دولة القانون)، وتيار (الحكمة)، وتحالف (النصر)، وكلها قوى شيعية، إضافة إلى الحزب الإسلامي، (سُني)، نتائج الانتخابات.

لجنة لبحث تحالفات تشكيل الحكومة المقبلة..

ومع هذا اللغط الدائر، أعلن زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، تشكيل لجنة تفاوضية، تضم: 04 من قادة التيار، تكون مهمتها بحث إجراء تحالفات لتشكيل الحكومة المقبلة.

وقال “الصدر”، إن اللجنة ستكون الجهة الوحيدة المخولة بالتباحث مع الأطراف الأخرى، ولها كامل الصلاحيات بشأن مسألة التحالفات البرلمانية والسياسية لهذه المرحلة.

وتعطي نتائج الانتخابات، “الصدر”؛ اليد العليا في المشهد السياسي وفي المفاوضات، لكن لا بد له من التحاور مع خصومه السياسيين في “البيت الشيعي”، بغية كسب الأطراف السياسية الأخرى: السُنية والكُردية؛ التي لن تقبل التحالف مع أحزاب شيعية متفرقة.

لم تخرج عن الإطار السياسي..

ورغم ذهاب بعض الأطراف السياسية الشيعية إلى الوعيد والتهديد، إلا أن تحركاتها على الأقل، حتى اللحظة؛ لم تخرج عن الإطار السياسي بإعلانهم رفض نتائج الانتخابات والطعن فيها.

وانقسمت الآراء في “العراق”؛ حول شكل الحكومة المقبلة بين من يراها حكومة ستُشكل من قبل تحالف يقوده “الصدر”، تكون فيه القوى الشيعية الأخرى خارج المعادلة، وبين من يرى أن “الصدر” لن يصمد طويلاً أمام تهديد تلك القوى، وسيلجأ إلى التحالف معها، لكن باختيار رئيس وزراء تسوية، يكون لـ (التيار الصدري) قدرة كبيرة في التأثير عليه.

وفي الوقت ذاته؛ فاز فيه الحزب “الديمقراطي الكُردستاني” بأغلب مقاعد “إقليم كُردستان” والمحافظات الشمالية من “العراق”، بحصوله على: 34 مقعدًا، فيما حاز تحالف (تقدم)؛ بزعامة رئيس البرلمان الحالي، “محمد الحلبوسي”، بمقاعد المحافظات الوسطى والغربية، الأمر الذي دفع المراقبين للإعتقاد إن الحكومة العراقية الجديدة ستكون مؤلفة من هذه القوى الثلاث؛ التي فازت في مختلف مناطق “العراق”.

“الكتلة الأكبر” عدد من الأحزاب هي من تشكل الحكومة..

وبحسب تفسير الدستور العراقي، فإن “الكُتلة الأكبر” المخولة بتشكيل الحكومة العراقية؛ ليست الكُتلة الأكبر الفائزة في الانتخابات البرلمانية، بل الجهة التي تؤلف وتضم أكبر عدد من النواب خلال أول جلسة للبرلمان الجديد. وهو تفسير أقصت “إيران” عبره، السياسي العراقي، “أياد علاوي”؛ عن تشكيل الحكومة، خلال العام 2010، بالرغم من فوز قائمته بأكبر عدد من المقاعد خلال الانتخابات التي جرت في ذلك العام، وهو أمر تحاول تكراره راهنًا من جديد.

جرس إنذار..

ويشرح الكاتب والباحث العراقي، “شفان رسول”؛ أسباب وآليات تكثيف القوى السياسية العراقية المُقربة من “إيران” لتعاضدها وتحالفها الداخلي قبل أولى جلسات البرلمان الجديد: “كان خطاب زعيم (التيار الصدري)، مُقتدى الصدر، الذي أعقب كشف نتائج الانتخابات وكشفت فوز تياره الكاسح، والذي أعلن فيه إصراره على تشكيل الحكومة وضبط السلاح المنفلت وحل الميليشيات، كان بمثابة جرس إنذار لهذه القوى السياسية العراقية، لأنها تُعتبر فعليًا الواجهات السياسية للفصائل المُسلحة. وبذا صارت تترك كُل تناقضاتها الداخلية وتسير نحو التكتل بأي شكل، وبرعاية إيرانية مباشرة”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات