هل توجد أسباب مقنعة حقا لدى الاوربيين في عدم قبول لاجئين جدد بالرغم من ان قوانين الاتحاد الاوربي لا تزال تقر بحق اللجوء؟
وهل نتجت ازمة المهاجرين الأخيرة على حدود بيلا روس وبولندا من فراغ على نحو مفاجيء؟
يبدو واضحاً ان هناك مراوغة واضحة لدى بعض الأوربيين امام حقيقة المهاجرين من بلدان العالم الثالث. وهناك تناقض في المبادىء التي يعلنون الايمان بها والواقع الذي تتصرف فيه الحكومات كما تقتضي اجتهاداتها. اللجوء نوعان في أبرز التصنيفات الأوربية، وهناك أكثر، لكن لنتوقف عند اللجوء الإنساني واللجوء السياسي. وهذان النوعان من اللجوء هما نتاج حروب في الاغلب وازمات إقليمية كانت ايدي العالم المتقدم ليست بعيدة عنها وربما منغمسة فيها في بعض الأحيان. نعلم ان هناك ضغوطا على اقتصادات بعض الدول في استقبال اللاجئين، لكن الكتلة الأوربية قادرة على استيعاب اعداد اكبر من المعلن عن وصولها، اذا كانت هناك إدارات تنظيمية في الإفادة من اليد العاملة المهاجرة عن تخطيط، وليس التعامل معها بطريقة سائبة وفوضوية، ومن باب الاطعام والمأوى بشروط متدنية فقط. ذلك ان في نفس كل مهاجر حلما في الانطلاق نحو افاق جديدة في العمل والعلم والحياة الجديدة، وهو ارض خصبة للاستثمار البشري، وليس كما تقع فيه بعض الرؤى الأوربية التي ذهبت الى حد، ان طلبت 12 من الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بينها النمسا واليونان وبولندا والمجر، من المفوضية الأوروبية تمويل بناء حواجز على حدودها لمنع دخول المهاجرين،.
وردت المفوضة الأوربية للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون التي وُجهت الرسالة إليها أن البلدان تمتلك “إمكانية بناء أسوار والحق في ذلك”. من المؤكد ان هناك احتياجات سيادية في الامن والتنظيم، لكن هذه أوربا لم تغير دساتيرها، والاووبي لم يتخل عن قوانين اتحاده في منح اللجوء والتعامل مع حقوق الانسان.
لن تكون موجة الهجرة التي علا صوتها في الاعلام الدولي الأخيرة بين سلسلة هجرات ستبقى متلاحقة مادامت هناك دول تشتعل فيها حروب وصراع مليشيات واختلال في الموازين الاقتصادية برغم من وجود ثروات. المواطنون في بلدان كثيرة يئسوا من اصلاح الوضع الفاسد فقرروا المخاطرة بحياتهم وحياة أطفالهم من اجل فرصة نجاة، قد لا تتحقق. موجات جديدة من المهاجرين ستضرب حدود اوربا مهما كانت الاسلاك الشائكة عالية، لأن اليأس يفعل أكثر من ذلك.
…
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com