بغداد/ حسين حاتم

في ظل ظروف صعبة ولحظات قاسية عاشها عراقيون على الحدود البيلاروسية البولندية بمحاولات للهجرة وطلبِ اللجوء لكنها باءت كلها بالفشل، ليكون مصيرُهم العودةَ إلى بلادهم، في صورة محزنة ومؤسفة، إذ وجهت الجهات المعنية باجلاء العالقين من المهاجرين بشكل طوعي وعلى هيئة دفعات شملت اكثر من 2700 مهاجر.

وأعلنت وزارتا الخارجية والنقل، عودة، نحو 2740 مهاجرا عالقا على الحدود البيلاروسية البولندية، فيما اكدت استمرارها باجلاء المهاجرين الراغبين بالعودة طوعا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية احمد الصحاف في حديث لـ(المدى)، إن "الوزارة نسقت مع الجهات المختصة بشأن اجلاء العراقيين العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية وبشكل طوعي".

وأضاف، الصحاف، ان "عدد العائدين لغاية الان بلغ نحو 2740 مهاجرا"، لافتا الى ان "رحلة إجلاء استثنائية سابعة انطلقت امس للراغبين بالعودة طوعاً من مينسك الى العراق".

وأشار المتحدث باسم الخارجية الى، ان وزارته "جهودها مستمرة لإعادة آخر مهاجر يرغب بالعودة الى العراق طوعا".

ولفت الصحاف الى، ان "وزارة الخارجية مستمرة بالتنسيق مع شركاء العراق للوقوف على الاعداد المتبقية بدقة من خلال تبادل المعلومات بين العديد من الأطراف".

وكتب الصحاف في تغريدة بموقع تويتر تابعتها (المدى)، الخميس الماضي، (2 كانون الأول 2021)، أنه "وبجهود وزارة الخارجية وبالتنسيق مع الخطوط الجوية العراقية، انطلقت رحلة اجلاء للمهاجرين طوعاً تتجه من مينسك إلى العراق وعلى متنها (433) مسافراً".

وأضاف: "منحنا حتى الآن (140) جواز مرور لمن فقد جواز سفره من المهاجرين".

وتنظم السلطات العراقية بالتنسيق مع حكومة اقليم كردستان رحلات جوية تهبط في الاقليم، قبل التوجه لبغداد.

وبدأت الأزمة خلال الصيف، بتجمع آلاف المهاجرين الذين أنفقوا أموالاً وبذلوا جهوداً كبيرة للهرب من بلدانهم، عند حدود بيلاروسيا مع بولندا على أمل الوصول إلى دول اوروبا الغربية.

بدوره، أكد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري، استمرار الحكومة العراقية في عمليات اجلاء العراقيين العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية، فيما بين ان الوزارة والجهات المعنية نجحت في اجلاء اكثر من 1500 مهاجر لغاية الان.

وقال النوري، إن "وزارة الهجرة والمهجرين لم تتوقف عن عمليات اجلاء المواطنين العراقيين العالقين على اراضي بلاروسيا وبولندا كما يشاع".

واضاف ان "عمليات الاجلاء شملت اكثر من 1500 مهاجر لغاية الساعة وهم في الغالب من القومية الكردية ومن شمالي العراق".

وأشار الى ان "العدد الكلي للمهاجرين العالقين غير معلوم بسبب هروب اغلبهم من العراق عن طريق تركيا بصورة غير شرعية".

وبين أن "الوزارة تعمل على جمع المعلومات واعادة أي شخص بحاجة الى مساعدة عاجلة دون انتظار".

طالب النوري "بتطبيق المعايير الدولية ومعايير حقوق الإنسان مع العراقيين العالقين بين البلدين".

واشار الى أن "هناك عصابات تدفع العراقيين نحو المجهول، بمساعدة الحكومة البيلاروسية، للضغط على الاتحاد الأوروبي".

وتابع: "هناك تصرفات تتنافى مع المعايير الدولية وحقوق الإنسان، وتمّ استخدام الكلاب البوليسية والرصاص الحي، ضدّ المهاجرين العراقيين".

وتقدر وسائل الإعلام البولندية أن ما لا يقل عن 12 شخصاً لقوا حتفهم على جانبي الحدود.

وتتهم الدول الغربية مينسك بافتعال الأزمة منذ الصيف، رداً على عقوبات غربية فُرضت على نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو بعد قمعه حركة معارضة عام 2020.

ونفت مينسك هذا الاتهام، وانتقدت الاتحاد الأوروبي لعدم ترحيبه بالمهاجرين.