فانغلز (ألمانيا- (أ ف ب) - طهران - واشنطن -الزمان
جرى حلحلة الجمود الذي أصاب المفاوضات النووية في فيينا عبر زيارة المفوض الأوربي وقبله امير قطر اللى طهران، فيما أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة أنه «أعيد فتح» المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي التي تشهد حالة من الجمود منذ عدة سنوات.
فيما اعتبرت الولايات المتحدة الجمعة أن التوصل الى تسوية مع إيران لإحياء الاتفاق حول برنامجها النووي يبقى «بعيد المنال» رغم التفاؤل الذي أبداه الاتحاد الاوروبي بعد زيارة مفاوضه لطهران.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس «على ايران أن تقرر ما إذا كانت تتمسك بشروط لا علاقة لها» بالنووي «أو ما إذا كانت تريد بلوغ اتفاق سريعا».
وقال بوريل من فانغلز في شمال ألمانيا حيث يشارك في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع «المفاوضات كانت متوقفة وأعيد فتحها».
ويشير بوريل بذلك إلى نتيجة المحادثات التي جرت في اليوم السابق بين منسق الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية الإيرانية إنريكي مورا وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري لإعادة إطلاق اتفاق 2015.
في الوقت نفسه أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني محادثات مع المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تتعلق بالقضية نفسها. وقال بوريل «أقدر هذا الاجتماع في إيران بشكل إيجابي جدا. المفاوضات متوقفة منذ شهرين بسبب هذه الخلافات حول ما يجب فعله مع الحرس الثوري»
ومن بين النقاط الشائكة الرئيسية مطالبة طهران الولايات المتحدة بشطب الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية. وشدد المسؤول الأوروبي على أن «هذا النوع من الأمور لا يمكن حله بين ليلة وضحاها. يمكننا القول إن الأمور كانت متوقفة وتمت حلحلتها».
وأوضح بوريل أن مورا نقل رسالة الاتحاد الأوروبي إلى المفاوضين الإيرانيين بأنه «لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو»، مؤكدا أن «الردّ كان إيجابيا للغاية». وأكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أن «هناك احتمالا للتوصل إلى اتفاق نهائي».
ولم يعلق بوريل على «احتجاز» مفاوض الاتحاد الأوروبي لفترة وجيزة من قبل الجمارك الألمانية في مطار فرانكفورت حيث كان على اتصال بالمفوضية الأوروبية. كانت المفاوضات التي بدأت قبل عام في فيينا بين طهران والقوى الكبرى لإعادة إطلاق اتفاقية 2015، متوقفة منذ آذار/مارس. وساعد خروج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من البيت الأبيض في تنشيط محاولات إحياء الاتفاق، وأدى مورا دورا رائدا في المحادثات في فيينا.
فيما أكد معاون وزير خارجية الاتحاد الأوروبي انريكي مورا الجمعة أنه طلب من المسؤولين في طهران الافراج عن الأكاديمي الإيراني-السويدي أحمد رضا جلالي المدان بالتجسس والصادر بحقه حكم بالاعدام يخشى أن يتم تنفيذه قريبا.
ويتولى مورا التنسيق بين طهران والقوى الكبرى في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه العام 2018، ما دفع إيران للتراجع عن التزاماتها.
وزار الدبلوماسي الأوروبي طهران هذا الأسبوع للبحث في ملف مباحثات فيينا التي بدأت منذ أكثر من عام، لكنها علّقت منذ منتصف آذار/مارس دون حلّ نقاط خلاف بين إيران والولايات المتحدة. والتقى مورا الأربعاء والخميس في طهران كبير مفاوضي إيران في المباحثات النووية علي باقري الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وفق ما أفاد الاعلام الرسمي المحلي.
وبعيد مغادرته طهران، لم يتطرق مورا الى الملف النووي، لكنه أكد أنه طرح خلال زيارته قضية جلالي الذي تفيد تقارير صحافية إيرانية أن الحكم بحقه سينفذ بحلول 21 أيار/مايو.
وكتب على تويتر «أريد أن أشدد على أنني في طهران أثرت مسألة ضرورة الامتناع عن إعدام أحمد رضا جلالي، وطلبت الافراج عنه لأسباب انسانية».
وأوقف جلالي الذي كان مقيما في استوكهولم حيث عمل في معهد كارولينسكا الطبي، خلال زيارة لإيران في نيسان/أبريل 2016.
وصدر حكم بإعدامه في 2017 لإدانته بالتجسس لصالح إسرائيل وتوفير معلومات لجهاز استخباراتها (الموساد) عن اثنين من العلماء النوويين الإيرانيين، ساهمت في اغتيالهما بين العامين 2010 و2012.
ومنحت السويد جلالي جنسيتها أثناء احتجازه في شباط/فبراير 2018