الوثيقة | مشاهدة الموضوع - “الموساد” يغتال عالمين إيرانيين جديدين أحدهما نووي والثاني في قطاع الصواريخ مستخدما السموم هذه المرة.. فمتى يكون الرد الانتقامي وأين؟ ولماذا باتت مصداقية التهديدات الإيرانية بالرد على المحك في نظر الخصوم؟ ولماذا يعتقد الكثيرون ان من انتصر في حرب الناقلات
تغيير حجم الخط     

“الموساد” يغتال عالمين إيرانيين جديدين أحدهما نووي والثاني في قطاع الصواريخ مستخدما السموم هذه المرة.. فمتى يكون الرد الانتقامي وأين؟ ولماذا باتت مصداقية التهديدات الإيرانية بالرد على المحك في نظر الخصوم؟ ولماذا يعتقد الكثيرون ان من انتصر في حرب الناقلات

مشاركة » الثلاثاء يونيو 14, 2022 5:23 pm

عبد الباري عطوان
يبدو ان “السياح” الإسرائيليين لن يجدوا مكانا آمنا في الأيام والاشهر المقبلة لقضاء إجازاتهم بسبب التهديدات الإيرانية باغتيالهم كرد على قيام عملاء جهاز “الموساد” الاسرائيلي بإغتيال العديد من العلماء الإيرانيين بطرق استفزازية كان أبرزهم العقيد صياد حدائي المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني الذي اغتيل امام منزله في طهران.
قبل يومين طالبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جميع “مواطنيها” مغادرة الأراضي التركية فورا لأن حياتهم في خطر داهم بسبب وجود معلومات “مؤكدة” عن مخططات إيرانية لاستهدافهم، وقال يائير لبيد وزير الخارجية الإسرائيلي “ان حكومته تمكنت، وبمساعدة نظيرتها التركية، في الأسابيع القليلة الماضية من منع وقوع حوادث إرهابية، بما في ذلك خطف وقتل مواطنين إسرائيليين”، وأضاف “اذا كنت قد خططت لرحلة الى إسطنبول بادر فورا بإلغائها فلا توجد رحلة تستحق حياتك وحياة احبائك”، وتعتبر تركيا الوجهة المفضلة لمئات الآلاف من السياح الإسرائيليين لشعورهم بالأمان فيها.
السلطات الإيرانية باتت تشعر بحرج كبير امام مواطنيها في ظل تصاعد عمليات الاغتيال لعلمائها وبعض قيادات الصف الثاني في الحرس الثوري، لأن هذه الاغتيالات لا تشكل اختراقا للأمن الإيراني فقط، وانما غياب الرد الانتقامي للثأر لهؤلاء الضحايا، خاصة ان معظم عمليات الإغتيال الإسرائيلية هذه تتم على الأراضي الإيرانية، وفي مدن رئيسية أبرزها العاصمة طهران.
نجاح المخابرات الاسرائيلية في تصفية عالمين إيرانيين بارزين بدس السم في طعامهما قبل أيام معدودة، الأول الدكتور أيوب انتصاري خبير الصواريخ، ومكران اغامولاي عالم الذرة الذي قيل انه كان يعمل في مؤسسة نطنز النووية، لعل هذا النجاح يكون عود الثقاب الذي سيشعل حرب اغتيالات ربما تكون الاشرس من نوعها بين العدوين اللدودين، أي “إسرائيل” وايران في الفترة المقبلة.
***
وسائل الاعلام الإسرائيلية تتحدث عن وجود مئة شخصية اسرائيلية موضوعة على قائمة الاستهداف الإيرانية، وان هناك مخططا إيرانيا لتصفية معظم هؤلاء، او جميعهم من خلال خلايا استخبارية إيرانية منتشرة في معظم عواصم العالم.
ايران خرجت منتصرة من حرب السفن واستطاعت تلقين الأمريكيين درسا بإساقطها طائرة “غلوبال هوك” المسيّرة العملاقة والأكثر تطورا في سلاح الجو الأمريكي التي كانت على ارتفاع عشرين كيلومترا عندما انتهكت المياه الإقليمية الإيرانية قرب مضيق هرمز، وهناك اتهامات إسرائيلية بوقوفها خلف تفجير السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايريس، ومساواتها بالأرض ومقتل العشرات فيها، ولكن يعتقد كثيرون، داخل ايران وخارجها، انها لن تستطع منع الإختراقات الإسرائيلية الأمنية بعمقها الجغرافي، وحماية كبار علمائها بالتالي، علاوة على انها لن تنفذ أي عمليات اغتيال لمسؤولين او علماء إسرائيليين كبارا في العمق الإسرائيلي، والرد على الغارات الإسرائيلية التي تستهدف الخبراء والقوات الإيرانية في الأراضي السورية، ومعظم هؤلاء النقاد من خصومها الإيرانيين، او من قبل مواطني دول خليجية على وسائل التواصل الاجتماعي بتحريض من حكوماتهم.
لا نجادل مطلقا في أن إسرائيل تعيش حاليا حالة من الرعب والقلق غير مسبوقين داخليا وخارجيا، ففي الداخل هناك انتفاضة فلسطينية مسلحة تتزايد عميلات مقاومتها يوما بعد يوم، خاصة في الضفة الغربية، انا في الخارج تحيط بها الصواريخ الدقيقة من كل الاتجاهات، سواء في جنوب لبنان، او قطاع غزة، او جنوب غرب سورية، ومن غير المستبعد ان تشكل محاولاتها المتسارعة لسرقة الغاز اللبناني في شرق المتوسط، ومنع استخراجه في قطاع غزة وسورية، المفجر لإشعال فتيل حرب إقليمية، وليس عمليات اغتيال فقط، لان الرد هو الخيار الوحيد امام القيادة الايرانية لتكريس هيبتها وزعامتها الإقليمية.
سكوت ايران على عمليات الاغتيال المستمرة والمتصاعدة هذه التي تستهدف علمائها وغياب الرد القوي والسريع عليها بات يثير الإحباط في أوساط حواضنها الشعبية داخل ايران وخارجها، ويقلل من مصداقية تهديداتها بالرد، وازالة إسرائيل من الخريطة حسب آراء الكثيرين في وسائل التواصل الاجتماعي، هذا ما يدفع العديد من المراقبين والمحللين السياسيين الى بلورة قناعة راسخة بأن الرد على هذه الاعتداءات الاسرائيليين بات حتميا، والمسألة مسألة وقت وتوقيت فقط.
***
مثلما ردت ايران على إحتجاز اليونان لإحدى ناقلاتها في البحر المتوسط، بإحتجاز ناقلتين يونانيتين وهاجمت سفينة إسرائيلية في بحر عُمان بالمسيرّات انتقاما للاعتداء على احدى سفنها في البحر الأحمر، فإن احتمالات اقدامها على حملة اغتيالات ضد شخصيات إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، او في السفارات الإسرائيلية في الخارج تبدو كبيرة جدا، وهذا ما يفسر إعلان حالة الطوارئ القصوى في هذه السفارات منذ أسبوعين على الأقل.
القيادة الاسرائيلية كانت البادئة في عمليات الإغتيال هذه، ولا نستبعد، وبحكم الخبرة الايرانية، ان تكون قد أثارت هذه القيادة عش دبابير من النوع السام جدا على نفسها، وقد تدفع ثمنا غاليا، بشكل مباشر او غير مباشر، في حرب اغتيالات او حرب صواريخ، بالإنابة او بالمباشرة.. والأيام بيننا.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات