الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لماذا يستعد قادة عرب لخوض حرب إسرائيل “الوجوديّة” ضدّ إيران؟ وما هي “الطّبخة” التي يعكفون على إعدادها قبل وصول “الشّيف” الأعظم جو بايدن مُنتصف الشّهر المُقبل إلى قمّة الرياض لمُباركتها؟ هل نحن أمام “نكبة” عربيّة أكبر؟
تغيير حجم الخط     

لماذا يستعد قادة عرب لخوض حرب إسرائيل “الوجوديّة” ضدّ إيران؟ وما هي “الطّبخة” التي يعكفون على إعدادها قبل وصول “الشّيف” الأعظم جو بايدن مُنتصف الشّهر المُقبل إلى قمّة الرياض لمُباركتها؟ هل نحن أمام “نكبة” عربيّة أكبر؟

مشاركة » الاثنين يونيو 20, 2022 5:54 pm

عبد الباري عطوان
تشهد منطقة الشرق الأوسط حراكا سياسي ودبلوماسيا مكثفا هذه الأيام على أكثر من جبهة، فاليوم الاثنين حط الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الرحال في قاهرة المعز في جولة “ثلاثية” تستمر “ثلاثة أيام” وتشمل الأردن وتركيا أيضا، واستضاف منتجع شرم الشيح المصري قمة “ثلاثية” امس الاحد ضمت العاهلين الأردني والبحريني الى جانب الرئيس المصري المضيف، فما الذي يجري بالضبط، وما هي “الطبخة” التي يعكف هؤلاء التحضير لها، قبل وصول “الشيف الأكبر” الى الرياض منتصف الشهر المقبل.
العنوان الأبرز لهذه الاجتماعات والقمم والجولات، هو حالة “الهلع” التي تسود دولة الاحتلال الإسرائيلي من جراء انهيار مفاوضات فيينا النووية غير المعلن، واقتراب ايران من امتلاك اسلحة نووية، وتزايد قوة اذرعها الحليفة صاروخيا وعسكريا، واللافت ان دولة الاحتلال، تريد تصدير هذا “الهلع” الى دول عربية وخاصة في منطقة الخليج، لتكون أراضيها وشعوبها ميدانا لأي حرب، ربما وشيكة ضدها (ايران).
***
الجنرال بيني غانتس وزير الحرب الإسرائيلي كشف في تصريحات له امام الكنيست (اليوم) ان بلاده تعكف حاليا على بناء تحالف للدفاع الجوي في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة، والهدف منه “زيادة اندماج إسرائيل في المنطقة، وعزل ايران، والمزيد من اتفاقات “تطبيع ابراهام”، واطلق على هذا التحالف اسم “تحالف الدفاع الجوي في الشرق الأوسط”، فلماذا تكون بعض حكوماتنا شريكا لهذا العدو، وتهرع لإنقاذه، وتدخل شريكه في حروبه.
إسرائيل قلقة ومرعوبة من البرنامج النووي الإيراني، واقترابه من انتاج رؤوس نووية، مما يعني تحقيق توازن الرعب النووي، وانهاء هيمنتها في المنطقة، أي ان المشكلة ايرانية اسرائيلية بالدرجة الأولى، فما دخلنا نحن كعرب، ولماذا نتحول الى “كمبارس” في هذا الصراع، وندفع ثمن تورطنا فيه من مالنا وأرواح وأبنائنا وزعزعة أمننا واستقرارنا وتدمير بلداننا، في وقت يقف فيه العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة، ومجاعة كونية شبه مؤكدة؟
نحن كعرب نعيش هذه الأيام أجمل اوقاتنا، ونحمد الله ليل نهار على انتقال الحرب من منطقتنا الى أوروبا وتورط الغرب الاستعمار بزعامة امريكا فيها، ومع خصم روسي “أوروبي” عنيد، فلماذا نسمح للرئيس الأمريكي جو بايدن المهزوم في هذه الحرب بإفساد هذه “الفرحة”، إعادة الحرب الى منطقتنا مجددا، وجرّنا الى مواجهة مع ايران تنفيذا لمخططات إسرائيلية وتأسيس “ناتو عربي إسرائيلي”، ركيزته الأولى “تحالف الدفاع الجوي في الشرق الأوسط” الذي بشر به الجنرال غانتس وسيكون العمود الفقري لهذا الناتو؟
توقفنا، او بالأحرى اعتزلنا، حروبنا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، تحت ذريعة “الانهاك” والرغبة في الرفاهية والاستقرار، ودخلنا، او بعضنا، في اتفاقات تطبيع أمني، وعسكري، واقتصادي معها، سواء تجاوبا مع ضغوط أمريكية، او لتبريرات إستسلامية في إعتراف غير مباشر بالعجز والتخلي عن المقدسات والثوابت الوطنية والأخلاقية والعقائدية، فلماذا الآن يريد البعض الذهاب الى أبعد من ذلك بخوض حروب دولة هذا العدو العنصري المحتل، والدفاع عنها وعدواناتها، واحتلالاتها لأراضينا، وما هو المقابل لهذه الخدمات، ومجانا دون مقابل بل غير العار والهوان؟
***
الحقيقة، وبإختصار شديد، ان خزائن معظم الدول الخليجية، والمطبعة منها خاصة، بشكل مباشر او تحت الطاولة، باتت طافحة بالعوائد النفطية من جراء ارتفاع سعر البرميل الى 125 دولارا، وقد يصل الى 150 في الأسابيع القليلة المقبلة بفضل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واجتياح قواته لاوكرانيا، فدولة مثل المملكة العربية السعودية التي كانت ميزانيتها تعاني عجزا بعشرات المليارات قبل بضعة شهور، وصلت عوائدها الآن الى مليار دولار يوميا، وخرج علينا الثنائي الأمريكي الإسرائيلي بضرورة توظيف هذه الأموال في حرب ضد ايران، بأموال العرب، وعلى أراضيهم، واحياء الصراع العربي الفارسي، واشعال فتيل فتنة قد تمتد لسنوات او عقود في حروب تحصد الأخضر واليابس، وليس لنا فيها لا ناقة او بعير.
انها طبخة “مسمومة” تعدها دولة الاحتلال الإسرائيلي “المرعوبة”، ونصرّ على هذا التوصيف، بإشراف رئيس امريكي سيدخل التاريخ بأنه انهى بلاده كقوة عظمى، بتوريطها افي حرب عالمية ثالثة باتت معظم المؤشرات تؤكد هزيمتها والعالم الغربي فيها.
لا نعرف الى متى سنظل كعرب دمى في أيدي من يهينونا ويحتلون ارضنا ومقدساتنا، وينهبون ثرواتنا، والأكثر من ذلك الضحك على ذقوننا، وجرنا مفتوحي الأعين مثل البلهاء لخوض حروبهم.. انها قمة المأساة.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات