الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الجلّاد كضحية.. إسرائيل تُطالِب العرب بتعويضها بـ250 مليار دولار لطردهم “اللاجئين اليهود”… الهدف إيجاد تعادلٍ كاملٍ مع اللاجئين الفلسطينيين.. دولار لليهود مقابل دولار للفلسطينيين بتزامنٍ وتماثليّة… “كامب ديفيد” مع مصر يشمل التعويضات
تغيير حجم الخط     

الجلّاد كضحية.. إسرائيل تُطالِب العرب بتعويضها بـ250 مليار دولار لطردهم “اللاجئين اليهود”… الهدف إيجاد تعادلٍ كاملٍ مع اللاجئين الفلسطينيين.. دولار لليهود مقابل دولار للفلسطينيين بتزامنٍ وتماثليّة… “كامب ديفيد” مع مصر يشمل التعويضات

مشاركة » الجمعة أكتوبر 07, 2022 8:38 am

6.jpg
 
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
تُواصِل ماكينة الدعاية الصهيونيّة العمل دون توقفٍ على تزييف وتزوير التاريخ، وتزعم صنيعتها إسرائيل أنّ اليهود الذين كانوا يسكنون في الدول العربيّة حتى النكبة الفلسطينيّة في عام 1948، تمّ طردهم من الدول العربيّة والإسلاميّة ومصادرة أملاكهم من قبل الأنظمة الحاكمة، وفي الثلاثين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من كلّ عامٍ وبموجب قانونٍ إسرائيليٍّ سنّه الكنيست يُحيي الكيان بشكلٍ رسميٍّ ما يُسّمى بـ”(يوم الهجرة والطرد) لليهود من الدول العربيّة ومن إيران.
التطبيع مع الدول العربيّة عام 2020 أعاد قضية “اللاجئين” اليهود للواجهة
ومع استمرار انطلاقة قطار التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان، ومع ارتفاع عدد الدول العربيّة والإسلاميّة، المُرشحّة للانضمام لنادي الـ(سلام) مع الاحتلال، عادت إلى الواجهة قضية اليهود، التي قامت الحركة الصهيونيّة باستجلابهم إلى فلسطين بعد النكبة التي حلّت بالشعب العربيّ الفلسطينيّ في العام المنكود 1948، وبدأ الحديث مرّةً أخرى عن مطالبة حكومة الاحتلال الدول العربيّة بتعويض المُستجلبين إلى إسرائيل، علمًا أنّ الأخيرة تتجاهل وتنفي رسميًا وعلنيًا قضية اللاجئين الفلسطينيين الذي هُجِّروا وشُرِّدوا وقُتِلوا خلال النكبة المشؤومة.
وفي هذا السياق، طالب د. إيدي كوهين، عضو جمعية (منظمات اليهود النازحين من الدول العربيّة والإسلاميّة) الأنظمة العربيّة بدفع 200 مليار دولار لتل أبيب كتعويضاتٍ لمن أسماهم باليهود العرب النازحين من بعض الدول العربية، وفق أقواله علمًا أنّه يُعرَّف كمستشرقٍ إسرائيليٍّ، ويعمل باحثًا كبيرًا في مركز الدراسات الإستراتيجيّة في تل أبيب (بيغن-السادات).
العراق استولى على آلاف البيوت لعائلاتٍ يهوديّةٍ والجزائر حولّت المعابد اليهوديّة إلى مساجد
وبحسب التقديرات، أوضحت المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب، فإنّ أملاك اليهود في جميع الدول العربيّة وإيران تصل إلى مبلغ 250 مليار دولار وأكثر، لافتةً إلى أنّ أحد مكاتب الحسابات والتدقيق في العالم، والذي يُعتبر الأكثر مصداقيّةً وشُهرةً هو الذي قام بهذه الإحصائيات، بناءً على طلبٍ من الحكومة الإسرائيليّة.

وتابع كوهين قائلاً إنّ الرئيس المصريّ الراحل، جمال عبد الناصر، “سرق” 70 مليار دولار من اليهود المصريين خلال حرب السويس (العدوان الثلاثي)، كما استولت مصر على حسابات وممتلكات ليهود بعد حرب 1967، كما نهب النظام العراقيّ آلاف البيوت لعائلات يهوديّةٍ، فيما حولّت الجزائر المعابد اليهودية إلى مساجد، طبقًا لادعاءاته.
ولفت إلى أنّ العراق أسقط الجنسية وطرد اليهود، وهناك آلاف البيوت في قلب بغداد، وفي المنطقة الخضراء تحديدًا، تعود لليهود، مُوضحًا أنّ هناك آلاف من العرب يسكنون الآن في بيوتٍ يهوديّةٍ، وفي مصر هناك (نادي سموحة) الذي كان تابعًا لعائلةٍ يهوديّةٍ أيضًا، على حدّ قوله.
إسرائيل تُقدّر التعويضات التي على الدول العربيّة دفعها بقضية اللاجئين اليهود بـ250 مليار دولار
وكانت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، كشفت النقاب، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ في الكيان، أنّ إسرائيل قامت بإعداد كشفٍ رسميٍّ عمّا أسمته بالأملاك اليهوديّة المتروكة في كلٍّ من ليبيا وتونس، لافتةً إلى أنّ ثمن هذه الأملاك وصل إلى خمسين مليار دولار، مُضيفةً أنّه قريبًا سيتّم نشر قيمة الأملاك في جميع الدول العربيّة والذي يصل بحسب قادة الكيان إلى مبلغ 250 مليار دولار، على حدّ تعبيرها.
كما أوضح التلفزيون العبريّ أنّ إسرائيل قامت بإعداد هذا الكشف الماليّ بصورةٍ سريّةٍ، إذْ أنّ تل أبيب عاقدة العزم على المُطالبة بالحصول على تعويضاتٍ من الدول العربيّة التي قامت خلال وبعد إقامة إسرائيل بطرد اليهود من أراضيها وسلبت كلّ ما كانوا يملِكون، على حدّ زعم المصادر عينها.
كما شدّدّ التلفزيون العبريّ على أنّ الحديث يدور عن دولتيْن من أصل 10 دولٍ عربيّةٍ، لافتًا إلى أنّ عملية حصر الأملاك اليهوديّة المتروكة في الدول الأخرى ما زال مُستمرًا، مُضيفًا أنّه في السنتيْن الأخيرتيْن قامت إسرائيل بمسحٍ شاملٍ وكاملٍ وسريٍّ للأملاك اليهوديّة المتروكة في كلٍّ من العراق، سوريّة، مصر، اليمن وإيران.

قانونٌ يُلزِم الحكومة بشمل قضية الحصول على تعويضاتٍ عن “اللاجئين” بكلّ مباحثات سلامٍ
وكان الرئيس الإسرائيليّ السابِق رؤوبين ريفلين قد دعا دولاً عربيّةً إلى دفع تعويضاتٍ لمستوطنين يهود زعم إنّهم أجبروا على ترك هذه الدول، وأفادت وسائل الإعلام العبريّة أنّه وللمرّة الأولى، أقيمت في إسرائيل، مراسم لتخليد ذكرى ما يصفه اليهود بأنّه (طرد) لهم من الدول العربية تحت عنوان (يوم طرد وتشريد اليهود من الدول العربيّة).
جديرٌ بالذكر أنّه في العام 2010 سنّ الكنيست الإسرائيليّ قانونًا يُلزِم الحكومة بشمل قضية الحصول على تعويضاتٍ من الدول العربيّة، التي “طردت” (!) اليهود واستولت على أملاكهم في كلّ مباحثاتٍ من أجل التوصّل لسلامٍ بين الطرفين، ولكن منذ العام 2020، أضافت المصادر، تمّ البدء بخطواتٍ عمليّةٍ لتطبيق هذا القانون.
هيئة الأمن القوميّ بإسرائيل أعدّت لائحة لاستعادة أملاك اليهود في مصر والقاهرة تحديدًا
إلى ذلك، أعدّ باحثون في هيئة الأمن القوميّ في إسرائيل لائحةً جزئيّةً بأملاك اليهود المصريين للمطالبة بتعويضات عنها، تشمل العقار الذي شيدت عليها السفارة الروسية، بما في ذلك منزل السفير الروسي، القصر الذي تقطنه جيهان السادات، مباني كل من السفارات الباكستانية والكورية الجنوبية والسويسرية والألمانية والكندية والهولندية والجزائرية والبحرينية والمكسيكية، وكذلك الأمريكيّة سابقًا، مبنى (المكتبة الكبرى) في القاهرة، مبنى (ليبرتي هاوس) المملوك للسفارة الأمريكيّة ويُستخدم لعقد المؤتمرات والمناسبات العامة، مبنى متحف محمد خليل للفنون، فضلاً عن عشرات المحال والمؤسسات التجارية التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
ويشير أراد إلى أن الأرقام التي خلصت إليها تحقيقات هيئة الأمن القومي بشأن اللاجئين اليهود من البلدان العربية تتحدث عن نحو 800 ألف، وهو رقم يفوق عدد اللاجئين الفلسطينيين الذي لا يتجاوز 700 ألف، والمشروع الذي أطلقه المستشار الأسبق للأمن القومي، عوزي أراد، عام 2011 يهدف بحسب أحد المطلعين عليه إلى تحقيق توازن إزاء المطالب الفلسطينية سواء في ما يتعلق بحق العودة أو بالتعويض على اللاجئين.





الكيان: مسؤولية “خلق مشكلة اللاجئين اليهود تقع على عاتق الدول العربيّة”
ووفقاً لتحقيق نشرته (يديعوت أحرونوت)، فإن “المسؤولية عن خلق مشكلة اللاجئين (اليهود) ملقاة على عاتق الدول العربية التي لم تسمح لليهود”، ووفقًا للمعطيات الإسرائيليّة الرسميّة فإنّ الجالية اليهودية في مصر، التي كانت تُعدّ الأغنى بين الجاليات اليهودية في الدول العربية، بلغ عدد أفرادها في ثلاثينيات القرن الماضي نحو 120 ألفًا، وكانت تمتلك جزءًا كبيرًا من المشاريع الاقتصادية الكبرى في البلاد في المجالين الصناعي والتجاري.
وفي السنوات التي تلت إعلان قيام دولة إسرائيل صادرت السلطات المصرية 500 شركة مملوكة لأفراد من الجالية، وجمدت عمل 800 شركة أخرى تمهيدًا لوضع اليد عليها لاحقًا، وتبلغ القيمة المقدرة لتعويض هذه الممتلكات نحو ثمانية مليار دولار، من دون احتساب الأصول العقارية المتمثلة بالأبنية والأراضي التي كانت مملوكة لليهود، والتي تقدر قيمتها أيضًا بمليارات الدولارات.


بندٌ خاصٌّ باتفاقية (كامب ديفيد) ينُصّ على تعويض مصر لليهود الّذين “طُرِدوا” من بلاد الكنانة
ووفقًا لتحقيق الصحيفة العبريّة، فإنّ قضية التعويضات لليهود المصريين شكلت أحد الموضوعات التي جرى تناولها في مباحثات (كامب دافيد)، حتى إن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تحدثت في البند الثامن عن تشكيل لجنة مشتركة (لتسوية النزاعات المتبادلة) في إشارة إليها، إلّا أن الجانبين صرفا النظر عن تنفيذ هذا البند كل لدوافعه الخاصة، فالإسرائيليون كانوا يخشون من إثارة موضوع التعويض عن النفط الذي استخرجته تل أبيب من سيناء إبان فترة احتلالها لها ما بين عامي 1967 و 1982، فيما خشي المصريون من مطالبة إسرائيل بتعويضات لليهود الذين هاجروا من مصر.
ووفقاً لعوزي أراد، فإنّ “الهدف الأساسي (للمشروع) هو إيجاد تعادل كامل” مع قضية اللاجئين الفلسطينيين بحيث «يُدفع دولار لليهود مقابل كل دولار يدفع للفلسطينيين على أساس تماثلي ومتزامن”. ليس ذلك فحسب، إذْ يُضاف إلى هذا (التعادل) مطلب إسرائيلي آخر هو اقتطاع المبالغ التي أنفقتها إسرائيل في استيعاب (اللاجئين) اليهود من الأموال التي تحولها إسرائيل للسلطة الفلسطينية.
وليس هذا فحسب، بلْ إنّ التوجه الإسرائيليّ هو المناقشة في تعريف (من هو اللاجئ)، فإذا كان تعريفه يسري على أبنائه وأحفاده، كما تتعامل الأمم المتحدة مع الفلسطينيين، فإن ذلك سيشكل مدخلاً للمطالبة بأنْ تتعامل كذلك مع أبناء وأحفاد اللاجئين اليهود الذي يشكلون اليوم نحو 40 في المائة من السكان اليهود في الكيان.
في الخلاصة يُمكِن القول إنّ الكيان يقوم بمحاولةٍ خبيثةٍ للمُساواة بين الضحيّة والجلّاد، في إطار مساعيه الحثيثة للسيطرة على السرديّة وإخفاء وطنٍ، كان اسمه فلسطين وصار اسمه فلسطين، والتنكّر بمُساعدة الغرب المُنافِق وبعض العرب المتواطئين لحقوق الشعب العربيّ الفلسطينيّ، الذي طُرِد وهُجِّر من أرضه في أفظع جريمةٍ ارتُكبت في التاريخ البشريّ، والمعروفة بنكبة العام 1948.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron