الوثيقة | مشاهدة الموضوع - بانتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة .. هل حٌلت العملية السياسية أم باتت مشوهة تنتظر رد فعل “الصدر” ؟
تغيير حجم الخط     

بانتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة .. هل حٌلت العملية السياسية أم باتت مشوهة تنتظر رد فعل “الصدر” ؟

مشاركة » الجمعة أكتوبر 14, 2022 5:25 pm

2.jpg
 
كتبت – نشوى الحفني :

في تسوية تحمل بصمات “المالكي” و”بارزاني”؛ إلا أنها تنتظر بخوف رد فعل “الصدر”، أنهى “العراق” أمس عامًا طويلاً من الخلافات والمماطلة بانتخاب رئيس للجمهورية، بعد 03 محاولات فاشلة.

وقد تنافس على منصب الرئاسة بضراوة حزبا “كُردستان” الرئيسان، وهما الحزب (الديمقراطي الكُردستاني)؛ الذي ساند “عبداللطيف رشيد”، وغريمه التقليدي حزب (الاتحاد الوطني الكُردستاني)؛ الذي رشح الرئيس السابق؛ “برهم صالح”.

ونجح (الإطار التنسيقي)؛ في تمرير “محمد شيّاع السوداني”، مرشحه لرئاسة الوزراء، بعد جلسة انسيابية اختار فيها أعضاء “مجلس النواب”؛ “لطيف جمال رشيد”، رئيسًا جديدًا لـ”العراق”. وبعد تسوية سريعة، تمت في الساعات الأخيرة قبل موعد جلسة أمس، أطاحت الرئيس؛ “برهم صالح”، لصالح “رشيد”، منافسه من الحزب نفسه بعد جولتي اقتراع.

وعزز انتخاب “رشيد”، المخاوف من تصاعد التوتر بين الحزبين اللذين خاضا حربًا أهلية في تسعينيات القرن الماضي، لاسيما بعد أن فشلا في تسوية الخلافات والاتفاق على مرشح واحد.

العلاقة في أدنى مستوياتها..

تعليقًا على ذلك؛ قال “زمكان علي سليم”، أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة بـ”السليمانية”، لوكالة (رويترز)؛ اليوم الجمعة، إن: “العلاقة بين (الاتحاد الوطني الكُردستاني) و(الديمقراطي)؛ في أدنى مستوياتها”.

إلا أنه استبعد أن يؤدي التوتر إلى انقطاع العلاقة بين الطرفين، مُرجحًا أن يهدأ النزاع في النهاية، لأن “رشيد”؛ عضو في (الاتحاد الوطني)، كما أن زوجته شخصية قوية داخل الحزب.

انتكاسة لـ”الولايات المتحدة”..

كما ألقت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية، الضوء على تكليف “رشيد”، فور الإعلان عن فوزه بالمنصب، لـ”محمد شيّاع السوداني”، بتشكيل الحكومة، مُشيرة إلى أن أمامه: 30 يومًا هي المهلة الدستورية لإعلان تشكيلته الحكومية.

وركزت الصحيفة على أن حسم السجال السياسي بين (التيار الصدري) و(الإطار التنسيقي)؛ لصالح المعسكر الأخير المحسوب على “إيران”، يُعد بمثابة: “انتكاسة” للولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة البريطانية؛ أن داعمي “السوداني”، وهو وزير سابق ومقرب من “نوري المالكي”؛ الرقم المؤثر في (الإطار التنسيقي)، يرون أن سجله يؤهله لجمع المكونات العراقية المختلفة تحت لواء التغيير والتعامل مع مشكلات مزمنة في البلاد؛ مثل محاربة الفساد وإعادة تأهيل البنية التحتية.

إلا أن آخرين ينظرون بعين الترقب، معتبرين أن ترشيحه يُعد اختراقًا: “إسميًا” فقط، وفقًا للصحيفة التي استعرضت الأسس التي يقوم عليها النظام العراقي، مشيرة إلى صعوبة مهمته في توزيع المناصب الحكومية بين مختلف الأطياف.

لا يُعالج أزمات “العراق”..

ونقلت الصحيفة عن “ريناد منصور”، الباحث في المعهد الملكي للشؤون الدولية؛ (تشاتام هاوس)، قوله إن: “مجرد أنهم تمكنوا من الجمع بين القادة السُنة والشيعة والأكراد لتشكيل حكومة، هذا لا يُعالج الاضطرابات السياسية العميقة في البلاد. ولا يُعالج الإحساس العميق بالغربة لدى الشعب العراقي عن النخبة السياسية”.

وأضاف “منصور”: “لا نزال نرى نفس الشخصيات المهيمنة على المشهد السياسي منذ 2003، والتي خنقت الإصلاح وسمحت بالفساد السياسي الذي يضر العراقيين كل يوم”.

ضربة قاصمة لـ”الصدر”..

من جهتها؛ ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، أن التطورات التي شهدتها الساحة السياسية العراقية؛ يوم الخميس، تركت “مقتدى الصدر”: “شخصية متضائلة”.

ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي العراقي؛ “محمد جاسم”، من “بغداد” قوله: “أعتقد أن ما حدث اليوم (الخميس)؛ ضربة قاصمة لمقتدى الصدر سياسيًا… بانتصار (الإطار التنسيقي) على؛ مقتدى الصدر، بات الطريق ممهدًا تمامًا لهم لتشكيل الحكومة”.

انتصار لـ”إيران” وانتكاسة للمصالح الأميركية..

كما وصف “جاسم” ما حدث بأنه: “انتصار لإيران وانتكاسة للمصالح الأميركية في المنطقة… (الإطار التنسيقي)؛ المدعوم إيرانيًا سيفعل كل ما في وسعه لمحو أي وجود أميركي في البلد وسيضع العراقيل أمام أي تعاون اقتصادي مع الولايات المتحدة، وكله لصالح إيران”.

في الأثناء، تعهد “السوداني”، رئيس الحكومة المكلف بتقديم التشكيلة الوزارية في أقرب وقت ممكن. وقال في تغريدة على (تويتر): “أعد العراقيين أن أكون عند حسن ظنهم بتقديم التشكيلة الوزارية بأقرب وقت، وأن أكون حكومة قوية وقادرة على بناء البلد وخدمة المواطنين وحفظ الأمن والاستقرار وبناء علاقات دولية متوازنة”.

العملية المشوهة لن تقدم شيئًا..

ويرى مراقبون أن “السوداني” أمامه مهمة ليست بالسهلة، وأرجعوا ذلك للمحاصصة التي وصفوها بأنها سبب كل المشاكل التي يُعاني منها “العراق”.

وفي هذا الإطار جاء أيضًا الموقف الذي عبرت عنه الأمين العام لـ (الحركة المدنية الوطنية) في العراق؛ “شروق العبايجي”، في تصريحات لقناة (السومرية) الفضائية، والتي اعتبرت خلالها أن: “العملية السياسية المشوهة لن تُقدم شيئًا للبلاد”.

وأضافت “العبايجي”: “لا أمل في تغيير الواقع، والشعب العراقي عبر عن غضبه ورفضه؛ ولكن الطبقة السياسية لا تعي ما يُعانيه الشعب وهناك فجوة، فهم يعيشون في عالم منعزل عن معاناة الشعب ؟”.

وتابعت: “بعد الانتخابات الأخيرة كانت هناك محاولة لتشكيل الأغلبية السياسية لم تنجح لأن القوى السياسية متمسكة بالمحاصصة، و(الإطار التنسيقي) يُريد مشاركة (التيار الصدري) في الحكومة المقبلة لإعادة المحاصصة ومبدأ تقسيم الكعكة”.

ووسط كل هذه التحليلات يترقب كثيرون ردة فعل (التيار الصدري)؛ وكيف ستمضي الأمور خلال الأيام القادمة.

سيناريوهات “التيار الصدري”..

تعليقًا على تلك المسألة رأى المحلل السياسي؛ “علي البيدر”، أن هناك سيناريوهين؛ الأوّل هو موافقة ضمنية من الصدريين تضمن لهم: “عددًا من الوزارات؛ بينها وزارتان سياديتان”.

ورجح أن يكون خيار الموافقة الأقرب إلى الواقع، فيما أشار إلى أن الخيار الآخر هو التصعيد، بحسب ما نقلت (فرانس برس).

في حين اعتبر المحلل السياسي؛ “فراس إلياس” أن: “ما سيقوم به الصدر سيبقى حبيس قلبه وعقله، لا يعلمه أحد ولا يتوقعه أحد”.

كما أضاف في تغريدة على حسابه في (تويتر)؛ مساء أمس، أن انتخابات الرئاسة لن تُشكل فارقًا بالنسبة للزعيم الصدري، الذي يعتبرها خاضعة للتوافق “الكُردي-الكردي”، وكانت ستحصل بوجوده أو عدمه.

توزيع الوزارات والتهميش..

أما المحك الحقيقي فسيكون في قادم الأيام، بحسب “فراس”، في إشارة إلى التشكيلة الوزارية وتوزيع الحقائب.

من جهته؛ رأى “حمدي مالك”، المختص في شؤون الميليشيات الشيعية العراقية في معهد (واشنطن إنستتويت)، أن الجماعات المدعومة من “إيران” باتت تُسيطر حاليًا على عمل البرلمان والسلطة التنفيذية في آن، وستقدم على اتخاذ خطوات للاستفادة من هذا الوضع، سواء بشكل تدريجي أو مفاجيء.

كما أضاف أنها ستُحاول تهميش أو اقصاء أنصار “الصدر” من “أجهزة الدولة” بحسب ما نقلت صحيفة (الغارديان) البريطانية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى أحدث خبر