الوثيقة | مشاهدة الموضوع - “انفجار إسطنبول” أمام أسئلة التوقيت والمكان.. و”الاتهام المفضل” متابعات
تغيير حجم الخط     

“انفجار إسطنبول” أمام أسئلة التوقيت والمكان.. و”الاتهام المفضل” متابعات

مشاركة » الثلاثاء نوفمبر 15, 2022 12:30 am

مثل العملية التي قتل فيها ثلاثة إسرائيليين على يد داعش في 2016، ضرب الإرهاب أمس الأبرياء مرة أخرى في قلب إسطنبول. وحسب الصور الأولية التي نشرت في الشبكات الاجتماعية، تم زرع عبوة ناسفة في ذروة أزمة السير قرب أصيص في الشارع وتسببت بموت ستة مواطنين. في ظل العد التنازلي للانتخابات العامة في حزيران 2023 يطرح السؤال: من يقف خلف العملية ولماذا الآن بالذات؟ يفيد التاريخ بوجود بضعة “مشبوهين طبيعيين” تميل السلطات التركية لتوجيه إصبع الاتهام نحوهم.
بمراعاة حقيقة أن عمليات مشابهة قد نفذت في الماضي أيضاً، فإن المنظمة الكردية السرية PKK والمنظمة الكردية المتطرفة TAK على رأس المشبوهين الفوريين. هكذا يمكن أيضاً أن نقول بأن إلقاء المسؤولية على المنظمتين الكرديتين آنفتي الذكر هو الإمكانية المفضلة لدى الرئيس أردوغان.
والسبب واضح: عملية كهذه قد تهرب القوميين الأتراك المتطرفين من معسكر “المهم، ليس أردوغان”، الذي يضم الأكراد أيضاً. وعليه فيحتمل أن تتهم السلطات الـ PKK و الــTAK.
ولكن يجدر بنا أن نفكر من خارج الصندوق. منذ نشوب الحرب الأهلية في سوريا، وتركيا تدعم المعارضة السورية.
بروح التطبيع الإقليمي، بدأت أنقرة في آب تعد الأساس لترميم العلاقات الثنائية مع نظام الأسد أيضاً. على هذه الخلفية، نظمت محافل سورية معارضة 33 مظاهرة في لواء إدلب في سوريا، أحرقت فيها الأعلام التركية.
اعتبرت الصور لدى كثيرين تهديداً مباشراً ضد أنقرة. واليوم، فإن عدد اللاجئين السوريين في تركيا حسب المعطيات الرسمية نحو 3.6 مليون.
هذا العدد يجعل تركيا هشة للغاية. فضلاً عن ذلك، فإن الوجود العسكري التركي المتسع في شمال العراق يتسبب بعدم ارتياح في أوساط الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. وهكذا مثلاً، في تموز رفع ناشط في منظمة الإرهاب الشيعية “كتائب سيد الشهداء” صورة عبر الشبكات الاجتماعية في ميدان تقسيم قرب شارع الاستقلال وكتب منشوراً (بوست) في الشبكة يقول: “سنكون حيثما ينبغي أن نكون”.
قبيل انتخابات الدولة في 2023 ربما يتدهور الاستقرار الهش في الدولة أكثر فأكثر. رغم ذلك، تواصل تركيا العمل عسكرياً في سوريا والعراق وليبيا. يمكن التقدير بأن استخدام القوة في الساحات آنفة الذكر قد يجتذب هجمات إرهابية.
مع الأخذ بالاعتبار مكان العملية، يبدو أن المخربين أملوا في ضرب مصدر دخل مهم للاقتصاد التركي الهش. في هذه النقطة، يمكن التقدير بأنه مثل عامي 2015 – 2016، حين تعرضت تركيا لضربات في حربها ضد الإرهاب، من شأنها هذه المرة أيضاً أن تواجه موجة عمليات قد تستمر حتى انتخابات حزيران 2023.
بقلم: د. حي إيتان كوهن ينروجك
إسرائيل اليوم
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron