الوثيقة | مشاهدة الموضوع - حرب التسعينيات الأهلية تخيّم على الأوضاع في كردستان
تغيير حجم الخط     

حرب التسعينيات الأهلية تخيّم على الأوضاع في كردستان

مشاركة » الجمعة نوفمبر 18, 2022 5:01 am

10.jpg
 
بغداد/المسلة: بزورگ محمد من السلیمانیة.. تتصاعد لغة الخطابات العدائية و كيل الاتهامات بين بين الحزبين الرئيسيين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني بشأن الإيرادات المالية والمناصب، وتسبب ذلك في مقاطعة الفريق الوزاري للاتحاد الوطني جلسات مجلس الوزراء في حكومة إقليم كردستان التي يرأسها مسرور بارزاني.

وصعَّدت قيادات الاتحاد الوطني من لهجة الخطاب ضد ما وصفته الإستفراد بالقرارات والحكم ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وتشير وسائل إعلام تابعة للاتحاد الوطني أن بافل طالباني قد ناقش مع مملثي البعثات الدبلوماسية مستجدات الأوضاع الراهنة وعلاقات حزبه المتوترة مع الديمقراطي الكردستاني كما عرض أدلة مصورة بشأن عملية اغتيال الضابط الأمني هاوكار جاف إلى الممثلين خلال الاجتماع بهدف تفنيد ودحض المعلومات والاعترافات للمتهمين المقبوض عليهم من قبل القوات الأمنية والتي نشرها مجلس أمن كردستان حول القضية.

في الاثناء أكد حاجي مصيفي عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني في لقاء متلفز أن الحزب الديمقراطي يدفع الأوضاع نحو إقتتال داخلي على غرار ماحصل في التسعينات من القرن الماضي، لذا حان الوقت لكي نبعث برسالة الى جميع الاطراف مفادها أن الاتحاد الوطني لن يقبل بالاستفراد بالقرارات في الحكم وإحتكار السلطات في الإقليم.

وقال أن الاتحاد الوطني لن يقبل من أي طرف كائنا ماكان تحريك قوات مسلحة في إشارة إلى تطويق منزل قوباد طالباني نائب رئيس حكومة إقليم كردستان في أربيل مؤخرا الأمر الذي أدى إلى تعقيد المشهد السياسي وتأزيم العلاقات أكثر بين الحزبين الرئيسيين “الاتحاد الوطني، الديمقراطي الكردستاني”، متهما الحزب الديمقراطي بإيواء أعضاء ومسؤولين أمنيين كبار منشقين بينهم رئيس وكالة الأمن والمعلومات “ئەژی أمين “عن الاتحاد الوطني ليستخدمهم ورقة ضد الاتحاد الوطني بحسب تعبيره.

أما الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يراقب الأوضاع الداخلية المتأزمة في الاتحاد الوطني فيبدو أنه قد يجنب المواجهة وينأى بنفسه من أي خطوات لتفادي مواجهات قد تجلب عواقب وخيمة لايحمد عقاباها في الظرف الراهن ، كما أن الحزب الديمقراطي يلاحق قيادات أمنية في صفوف الاتحاد الوطني قضائيا على خلفية ملفات تتعلق بالإرهاب.

القيادي في الحزب الديمقراطي بلند إسماعيل أكد في مقابلة تلفزيونية أن الحزب الديمقراطي الكردستاني ليس هناك أي مشكلة سياسية مع الاتحاد الوطني ويجب عليه تسليم جميع المسؤولين الضالعين في قضية إغتيال الضابط الأمني هاوكار جاف ، مضيفا أن القضاء أصدر مذكرات إعتقال بحقهم لابدّ من تنفيذ القرارات القضائية، أما إذا كان لدى الاتحاد الوطني شكوك حول القضية فإن حكومة الإقليم مستعدة لإحالة الملف إلى جهة دولية لإجراء تحقيقات بخصوص العملية وصفها بالإرهابية والتي تم تنفيذها في أربيل الشهرالماضي، وتابع بالقول إن الاتحاد الوطني يعمل على خلط الأوراق لتعقيد المشهد السياسي في إقليم كردستان.

الأحداث السياسية في إقليم كردستان تسير على وتيرة متسارعة ليدخل لاهور الشيخ جنكي الرئيس المشترك السابق للاتحاد الوطني على الخط لتخفيف حدة التوترات السياسية والأمنية في الإقليم من جهة و لتوجيه رسالة مفادها أنه لايزال سياسيا مؤثرا على الساحة وأن له كلمته الخاصة، إذ أكد خلال بلاغ صدر عن مكتبه الإعلامي أن السياسة ممارسة لن تُبنى على أسس الأحقاد الشخصية، خاصة في الظروف الراهنة التي يمرّ بها إقليم كردستان حيث أن مسؤولين كبارا من الحزبين الرئيسيين “الاتحاد الوطني، الديمقراطي الكردستاني” ينذرون بالإنقسامات السياسية وإنشطار إقليم كردستان إلى إدارتين على غرار التقسيم في التسعينات من القرن الماضي، مشددا على ضرورة إيجاد حلول ناجعة للمشكلات والخلافات السياسية على أساس الوحدة الوطنية بعيدا عن الأحقاد الشخصية.

ويرى مراقبون أن لدى قيادات الاتحاد الوطني مخاوف كبيرة بشأن التقارب الذي حصل مؤخرا بين عدوّي الأمس لاهور الشيخ جنكي ومسرور البارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان ونائب رئيس الحزب الديمقراطي لاسيما بعد أن بعث الشيخ برسالة تهنئة إلى البارزاني بمناسبة نجاح المؤتمر التنظيمي الرابع عشر للحزب.

يشار إلى أن لاهور الشيخ جنكي وكان الرئيس المشترك السابق للاتحاد الوطني قد تم إبعاده من منصب الرئاسة المشتركة من قبل إبن عمه بافل طالباني في الثامن من تموز عام 2021 بتهمة محاولته لتسميم بافل طالباني النجل الأكبر للرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني كما تم إلغاء نظام الرئاسة المشتركة لاحقا ليصبح بافل طالباني رئيسا للاتحاد الوطني الأمر الذي دفع بالشيخ جنكي الى اللجوء للقضاء في حسم الملف بعد أن رفض الاتهامات الموجهة إليه.

وفي تصريح خاص أكد ريبين أحمد هردي الكاتب الكردي في الشؤون السياسية، أن الاوضاع الحالية قد تجرّ إقليم كردستان نحو الهاوية، كما أنها تهدد الكيان الدستوري لإقليم كردستان خاصة مع غياب لغة عقلانية وحكيمة لإيجاد حلول جذرية للأزمات التي تعصف بإقليم كردستان، مؤكدا أن إقليم كردستان يدفع ثمن مثل هذه الصراعات والخلافات المحتدمة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني اللذان شريكان أساسيان في توزيع إدارة الحكم ونهب الثروات والإيرادات المالية أصلا طوال إدارتهما على مدى ثلاثة عقود متواصلة من الحكم. و أشار هردي الذي يُعرف بتوجهاته المعارِضة للسلطات في إقليم كردستان إلى أن الجيل الجديد لقيادات الأحزاب التقليدية خاصة داخل الحزبين الرئيسيين “الاتحاد الوطني ، الديمقراطي الديمقراطي الكردستاني” تفتقر إلى الحنكة السياسية وإتخاذ قرارات صائبة لمصلحة الإقليم والمواطنين.

ولفت أنه من الضروري أن يراجع كل من الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني سياساتهما الخاطئة والتي استشاطت غضب المواطنين طوال السنوات الثلاثين الماضية، مردفا بالقول إن إنقاسم إقليم كردستان إلى إدارتين منفصليتن أمر قائم في أي لحظة، تتوزعان على المنطقة الخضراء للاتحاد الوطني والمنطقة الصفراء التي ستكون خاضعة لسلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني وأن هذا الأمر قد يؤدي إلى تفكيك الكيان الدستوري كما أنه بات هشا حاليا إلا أنه بسبب المعادلات الدولية والإقليمية لايزال إقليم كردستان إقليما مستقلا حتى الآن.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى أحدث خبر