عواصم ـ «القدس العربي» ووكالات: هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوسيع عملية “المخلب ـ السيف” الجوية، ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية”قسد” شمالي سوريا، حيث أشار إلى مشاركة القوات البرية في المراحل المقبلة، فيما أفاد مصدر عسكري من الجيش الوطني السوري برفع الجاهزية القصوى استعداداً للعملية العسكرية المحتملة، وذلك في وقت أعلنت فيه قوات سوريا الديمقراطية أنها تتجه إلى إعلان التعبئة العسكرية في عين العرب وتل رفعت شمال سوريا.
وتزامن ذلك مع ما أفادت به وسائل إعلام تركية، بأن 5 قذائف صاروخية مصدرها الأراضي السورية، سقطت في منطقة قرقميش الحدودية التركية، إحداها سقطت في مدرسة ابتدائية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، وتضرر بناء المدرسة حسبما أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو.
في موازاة ذلك، أكد مصدر رفيع في الجيش الوطني السوري لشبكة “نداء بوست” المحلية، صدور قرار بقطع جميع الإجازات ورفع الجاهزية القصوى استعداداً للعملية العسكرية المحتملة.
وقال الرئيس التركي الإثنين، إنه من غير الوارد أن تقتصر عملية “المخلب ـ السيف” على العملية الجوية (ضد القوات الكردية) و”سنتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم للعملية”. وأشار أردوغان إلى تدمير 12 هدفا تابعا لقوات قسد المتمركزة في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، حسب وكالة الأناضول التركية.
وأكد الرئيس التركي أن العملية في شمالي العراق وسوريا لم يتم تنفيذها بشكل عشوائي، مضيفا: “كما قلنا سابقا، إذا أزعج أحد بلادنا وأرضنا فسنجعله يدفع الثمن”.
وكشف أردوغان عن مشاركة 70 مقاتلة وطائرة دعم ومسيّرة في عملية “المخلب – السيف”. وأفاد بأنه “تم تدمير 89 هدفًا للإرهابيين شمالي سوريا والعراق”.
يأتي ذلك بعد مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة آخرين بجروح بينهم اثنان حالتهما خطرة، جرّاء قصف صاروخي من “قسد” استهدف منطقة “قرقميش” التركية، المحاذية لمدينة جرابلس السورية.
من جهتها، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بياناً تبنت فيه تنفيذ عمليتين انتقاميتين استهدفتا الجيش التركي.
وجاء البيان على لسان المتحدث باسم مجلس تل أبيض العسكري، وسام العمر، الذي أكد أن قوات مجلس تل أبيض العسكري “على أهبة الاستعداد للقيام بالواجبات الملقاة على عاتقها بحماية الأراضي السورية والشعوب الأصيلة الموجودة على هذه الأرض”. ونفذت قوات الحدود التركية، الإثنين، قصفاً مدفعياً على مواقع للقوات الكردية في الشمال السوري، رداً على الهجوم الإرهابي على قضاء قرقميش بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.
وفي الردود الدولية على الوضع المتأزم في الشمال السوري، أدانت البعثة الدبلوماسية الأمريكية في أنقرة “الهجوم الإرهابي” على قضاء قرقميش في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.
وأعربت البعثة في تغريدة على تويتر، عن مشاركتها الشعب التركي الحزن على فقدان 3 مواطنين أتراك لحياتهم. ووصفت الهجوم الإرهابي بأنه “عنف وهجوم لا يمكن تبريره”.
بينما دعت ألمانيا الإثنين إلى ردّ “متناسب” يتوافق مع القانون الدولي بعدما نفّذت تركيا ضربات جوية على قواعد لفصائل كردية في شمال سوريا والعراق. وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية كريستوفر بورغر خلال مؤتمر صحافي “يجب حماية المدنيين في كلّ الأوقات”، واصفًا التقارير عن سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الجوية التركية بأنها “مقلقة جدًا”. وأضاف “ندعو تركيا إلى الردّ بطريقة متناسبة وباحترام القانون الدولي”.