الوثيقة | مشاهدة الموضوع - صالح: إسترجاع الهوية الوطنية بحاجة إلى التحرّر من الإسترقاق الديني
تغيير حجم الخط     

صالح: إسترجاع الهوية الوطنية بحاجة إلى التحرّر من الإسترقاق الديني

مشاركة » الأحد ديسمبر 04, 2022 5:45 am

اكد مؤسس ورئيس الجمعية النفسية قاسم حسين صالح ،ان التطورات في المجتمع او الانتقال من مرحلة الى اخرى يجب ان تخضع الى قوانين علم الاجــــــتماع.

واستعرض صالح خلال ندوة اقامتها اكاديمية بغداد لاعداد القادة تحت عنوان الشخصية العراقية بين تنظير علي الوردي وتنظير ما حصل بعده ،حضرتها (الزمان) امس (نشأت الراحل الذي يعد ابرز عالم اجتماع في القرن العشرين ،واول من درس طبيعة المجتمع وحلل الشخصية العراقية وحظي بشهرة واسعة)، واضاف ان (للوردي مجموعة مؤلفات ابرزها وعاظ السلاطين الذي تناول فيه احداث تاريخية اسلامية في ضوء المنطق الاجتماعي الحديث وموقف قريش من الدين الجديد وتطورات المفاهيم الاجتماعية بعد ظهور الدين واثره على قريش وما تلاها من صراع على الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان وما رافق مقتله من صراع بين الامام علي بن ابي طالب ومعاوية)، وتابع ان (اطروحة الدكتوراه للوردي كانت بعنوان نظرية المعرفة عند ابن خلدون ،وهو احد المفكرين العظام في عصره ويميل الكتاب المعاصرون الى عده رائدا وسباقا في علم الاجتماع وفلسفة التاريخ).

بيئة الواقع

واشار الى ان (علاقته بالوردي تعود للعام 1989 حتى رحيله في تموز 1995 حين زرته في بيته الواقع خلف اعدادية الحريري للبنات بمدينة الاعظمية وقد ادرك نهايته فقال :هل تعلم ماذا ينقصي الان يا قاسم.. ايمان العجائز)، ومضى الى القول انه (خصص له اربعة مقالات في كتابه الشخصية العراقية في نصف قرن ،كما وضعت صورته على غلافه ،وكذلك كتاب الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية)، ولفت الى ان (من سخرياته الموجعة ان اقيم له قبل ان يموت حفل تكريمي ،فبعث نجله وقال على المنصة يبدو ان والدي لا يكف عن المزاح وهو على فراش المرض فقد كلفني نقل بيت واحد من الشعر ،جاءت وحياض الموت مترعة وجادت بوصل حيث لا ينفع الوصل)، مضيفا (وللاسف فحتى مدينة الكاظمية لن تفه حقه برغم ان فيها مسؤولين كبار)، مؤكدا ان (نظرية علي الوردي لم تعد صالحة ،اذ كانت تحليلاته يستند فيها على اراء بن خلدون وطبقها بعقلية عالم الاجتماع ،غير ان الفاصل الزمني بين ما عليه المجتمع العراقي الان وما كان عليه قبل 70 عاما وطبيعة الاحداث الكارثية التي شهدها الشعب والعالم العربي في العقود الاخيرة ،تجعل الاسباب التي عزاها الوردي للعنف في الشخصية

 تتراجع لاسباب اقوى واشد تأثيرا).

واوضح صالح ان (اختلافنا مع الوردي انه يعزو العنف في الشخصية العراقية الى صراع البداوة والحضارة ،في ما نرى انه يعود الى طبيعة الصراع على السلطة ،فالعراقيون منتجون لطغاة يرفعونهم بثقافة الاهازيج للسماء حين يكونون بالسلطة ويمسحون بهم الارض حتى يسقطون)، وتابع ان (المورثات السلوكية تخضع الى قانون الانتخاب الطبيعي ، فتعمل عبر التاريخ التطوري للانسان على تقوية مورثات سلوكية معنية واضعاف او دثر مورثات اخرى)، واشار الى انه (تأسيسا على ذلك ،فأننا لسنا نتاج تكويننا البيولوجي الخالص ،انما ايضا نتاج ما صنعته الاحداث من تأثير في مورثات اسلافنا العراقيين).

واقع حالي

واستطرد بالقول ان (العراقيين لم يتفقوا حتى في تاريخهم الحديث بدءا من استيراد ملك لهم من الحجاز وانتهاء بواقعهم الحالي)، موضحا ان (هناك ربط بين حكام العراق وما نسميه بعقد الحول العقلي ،فهذا المصطلح نحتناه لشيكل اضافة عراقية في علم النفس العربي ويعني تضخيم ايجابيات الجماعة التي ينتمي اليها الفرد وغض الطرف عن سلبياتها ،وتضخيم سلبيات الجماعة الاخرى وغض الطرف عن ايجابياتها وترحيل اسباب الازمات والتقصير الى جماعة اخرى مع ان جماعته والاخرى شركاء فيها)، وتطرق صالح الى (ثقافة القطيع وعلاقتها بالعراقيين ،والتي تعني القيام بسلوك غير منطقي او مسوغ يقوم به الفرد حين يرى من حوله يفعلون ذلك)، واكد ان (استرجاع الهوية العراقية وتجاوز الهويات الفرعية يحتاج الى التحرر الاسترقاق الديني ،والعمل على تنمية الحس الوطني لجميع الاعمار وحسن المعاشرة والايثار والتضحية بالروح من اجل الحقوق)، داعيا علماء الاجتماع الى (قراءة الواقع بموضوعية وتقديم النصيحة للحكام ومتخذي القرار).

وفي ختام الندوة ،قدمت (الزمان) باقة زهور الى صالح سلمها له سكرتير تحرير الجريدة قصي منذر ،نيابة عن رئيس تحرير (الزمان) طبعة العراق احمد عبد المجيد.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات