الوثيقة | مشاهدة الموضوع - بعد مُقاطعته وحِرمانه لسنوات.. هل تغيّرت النظرة “السلبيّة” للعراق وهل يسمح الخليجيّون بعد “كأس الخليج” بانضِمامه لمجلس التعاون ونقل استثماراتهم الضّخمة إليْه؟.. وكيف حرص العراقيّون إظهار انخِراطهم بالعُروبة ولماذا لن يكتفي زوّار العراق بالسّياحة الدينيّة
تغيير حجم الخط     

بعد مُقاطعته وحِرمانه لسنوات.. هل تغيّرت النظرة “السلبيّة” للعراق وهل يسمح الخليجيّون بعد “كأس الخليج” بانضِمامه لمجلس التعاون ونقل استثماراتهم الضّخمة إليْه؟.. وكيف حرص العراقيّون إظهار انخِراطهم بالعُروبة ولماذا لن يكتفي زوّار العراق بالسّياحة الدينيّة

مشاركة » الخميس يناير 19, 2023 7:22 pm

5.jpg
 
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
حادثة أو حادثتين، واحدة سُوء تنظيم، وأخرى تتعلّق بتدافع مُشجّعين، لا تمنع من تابع بطولة كأس الخليج 25، من التأكيد بأن العراق بلدٌ آمن، ونجح باستضافة البطولة، من الناحية الأمنيّة فلم يحدث أي هُجوم إرهابي، وكرويّة، فالجميع أشاد بملاعب العراق الأولمبيّة، التي ارتقت للمُستوى العالمي.
العراق يُريد من استضافته البطولة “الآمنة” التأكيد على أنه لم يعد بلدًا غير مُستقر، وبالتالي يستطيع الانفتاح على الدول المُحيطة سياسيّاً، واقتصاديّاً، وكما سَهّلت حُكومته دخول المُشجّعين الخليجيين والعرب بدون تأشيرة، ينتظر العراق من تلك الدول، مُبادلته هذا، والسّماح للمُواطن العراقي بزيارتها، دون مخاوف تتعلّق بالإرهاب، والانتماء لمليشيات تعتبرها دول خليجيّة وعربيّة إرهابيّة.
حاول العراقيّون خلال البطولة أيضاً، الانخِراط بمُحيطهم العربي، والتأكيد على عُروبة ذلك البلد، أوّلاً من خلال الإصرار على تسمية البطولة بكأس الخليج العربي 25 رغم الاعتراض الجدلي الذي أُثير حول ذلك، وثانياً تأكيد رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني على تبعيّة العراق للمنظومة العربيّة، وثالثاً الحفاوة والكرم التي أظهرها العراقيّون ترحيباً بالأشقّاء الخليجيين والعرب، إضافةً إلى القاسم المُشترك أو جدليّة التواجد الأمريكي أو القوّات الأجنبيّة لمُحاربة الإرهاب في العراق التي لفت لها السوداني، والتي برّرها البعض أمام الانتقادات بتواجد القواعد الأمريكيّة في دول الخليج تحت عناوين عديدة أهمها حفظ الأمن والاستقرار.
الدول الخليجيّة وإعلامها، حاولت بالأكثر تسليط الأضواء الإيجابيّة على بطولة خليجي 25 في البصرة، فقطر على سبيل المثال أعطت من تجربتها الكثير في استضافة كأس العالم للعراق كما أكّد مسؤولون عراقيون، فيما لم ينسحب الوفد الكويتي بعد حادثة التزاحم التي تعرّض لها الأخير حِرصاً على استمرار البطولة، ودعماً للبلد المُستضيف، وأساساً وافقت الفرق الخليجيّة جميعها على المُشاركة، والمُشاركة بحد ذاتها دلالة إيجابيّة بعد عدّة تأجيلات وانسحابات من بطولات سابقة كان يُفترض أن يستضيفها العراق، مُقابل هذا وعد رئيس الوزراء العراقي السوداني بأن التسهيلات التي رافقت البطولة “على الحدود” ستستمر إلى ما بعدها.
عادَ العراق من خلال استضافة البطولة الكرويّة، بالشّكل الذي يبتغيه بشهادة من حضروا البطولة في البصرة، وتبديد الصّورة النمطيّة السلبيّة، كواحة من الخطر والمخاطر، ولكنّ عين العراقيين على خطوات وقرارات أكبر، لعلّ أهمّها قُبول انضمام العراق لدول مجلس التعاون الخليجي، والعراق بلدٌ يحقّ له الانضمام للمجلس، ومُنذ العام 2003 قدّم طلباً للانضمام، ولم يجر الإجابة على طلبه حتّى الآن، وكان العراق مُقاطعاً قبل ذلك في ظل حُكم نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، و”غزوه” للكويت، ما يعني أن العراق يعود للسّاحة العربيّة وربّما الإقليميّة بعد قطيعة امتدّت لثلاث عقود.
وفي حين ينتظر العراقيون وحُكومتهم بدء الاستثمارات الخليجيّة بعد تبديد مخاوف الأمن من نافذة كأس الخليج، يربط خبراء اقتصاديّون هذا ليس فقط بنوايا الحكومات الخليجيّة بالاستثمار في العراق، فالاستثمار يحتاج لحكومة قويّة تستطيع جذب وحماية المُستثمرين، وثقتهم، وأموالهم، والعاملين في شركاتهم، وفي بيئة استثماريّة مُناسبة، وهذا وضعٌ مرهونٌ بالحُكومة العراقيّة، وبعض العقبات المُتعلّقة بالفساد، وانتشار السّلاح، وقد تكون بداية الاستثمار من أرض البصرة التي استضافت كأس الخليج، بعد آخر تنظيم للعراق العام 1979، وجرى حرمانه بعدها بفعل “الغزو”، والأحداث الأمنيّة.
ولعلّ ملف الاستثمارات الخليجيّة في العراق، ملف يصعب الجزم به تماماً، وإمكانيّة نجاحه، وانعكاسه على اقتصاد البلد، قد يكون العراق نجح فعليّاً على الأقل في تنشيط السياحة، من خِلال رفع شرط الحُصول على تأشيرة، وإلغاء جميع رسوم دُخول الأفراد والمركبات، الأمر الذي انعكس إيجابيّاً في جذب المُشجّعين الخليجيين لزيارة العراق، وهُم الذين لن يكتفوا بزيارة العراق خلال كأس الخليج، وسيُكرّروا الزيارة إعجاباً بمُدن العراق، وذلك وفق ما عبّروا عنه على منصّاتهم التواصليّة، ما يضع العراق كوجهة سياحيّة جديدة على قوائم الخليجيين، ومن كان يذهب للسّياحة الدينيّة منهم في النجف وكربلاء، سيأتي باحثاً عن سياحة الترفيه في بقيّة مُدن العراق.

 
العناوين الاكثر قراءة

 

العودة إلى تقارير

cron