الوثيقة | مشاهدة الموضوع - تداعيات حرق القرآن أمام السفارة التركية في ستوكهولم تحرج الحكومة وتدخل البلد في نفق مظلم
تغيير حجم الخط     

تداعيات حرق القرآن أمام السفارة التركية في ستوكهولم تحرج الحكومة وتدخل البلد في نفق مظلم

مشاركة » الأحد يناير 29, 2023 2:48 pm

2.jpg
 
أسبوع درامتيكي متسارع الأحداث والمواقف وردود الأفعال، انشغل خلاله الرأي العام السويدي والعربي والإسلامي وحتى العالمي، بتداعيات حرق القرآن الكريم من قبل اليميني المتطرف راسموس بالودان، أمام السفارة التركية في ستوكهولم السبت الماضي بموافقة الشرطة وتحت حمايتها. ورغم ان الحادث ليس الأول من نوعه يرتكبه هذا المتطرف الدنماركي الأصل سويدي الجنسية، فقد ارتكب نفس الجرم عشرات المرات ما بين السويد والدنمارك، غير ان الفارق هذه المرة ان فعلته جاءت أمام السفارة التركية في عاصمة السويد البلد الذي أضحى «يتسول» حسب تعبير البعض موافقة أنقرة من أجل انضمامه لحلف الناتو فزعا من روسيا.
توالت ردود الأفعال بعيد الحادث من قبل الجاليات الإسلامية ومؤسساتها الدينية داخل السويد، من خلال بيانات التنديد والاستنكار ومطالبة الحكومة بمنع هذه الأفعال التي وصفت بجرائم الكراهية وتغذية العنف المجتمعي. بعض الكنائس أيضا لم تتأخر في التنديد بالعملية، فيما شبه المجلس اليهودي المركزي في السويد خلال بيان استنكار له عملية حرق القرآن بما جرى لليهود في أوروبا قبيل وأثناء الحربين العالميتين حينما تم حرق كتبهم ومن ثم حرقهم في أفران الغاز خلال الإبادة الجماعية أو ما يسمى بالهولوكوست.
وفي خارج هذا البلد الاسكندنافي المعروف بحماية حقوق الإنسان واحترام الأديان والعقائد، تظاهر الملايين من المسلمين في عواصم إسلامية شتى أمام السفارات السويدية وقنصلياتها احتجاجا على حرق الكتاب الأقدس عند المسلمين، واحرقت الأعلام السويدية ورفعت الشعارات المستنكرة للحادث، وتوالت بيانات الرفض والتنديد من قبل الدول العربية والإسلامية والمؤسسات والمراكز الإسلامية، حتى وصل الحال إلى دعوة شيخ الأزهر لمقاطعة البضائع السويدية والهولندية معا بعد ان قلد أحد المتطرفين في مدينة لاهاي الهولندية بلودان فأحرق نسخة من القرآن هناك.
وأغلقت تركيا باب الحوار مع السويد في مسألة قبولها انضمامها إلى الناتو في مفاوضاتهما المتعثرة أصلا، واعتبرت أنقرة حرق المصحف عملا عنصريا بعيدا عن ما تدعي ستوكهولم انها حرية تعبير.
فيما أعلنت الخارجية الأمريكية إدانتها للحادثة واصفة إياها بالأمر البغيض والمثير للاشمئزاز، وأدان الممثل السامي لمنظمة تحالف الحضارات في الأمم المتحدة هذا العمل وحتى الخارجية الألمانية استنكرت العملية.

حرية تعبير

الحكومة السويدية ومنذ اليوم الأول للحادثة وصفت في مؤتمر صحافي عقده رئيس الوزراء اولف كريسترشون ووزير خارجيته توبياس بيلستروم بررو حرق القرآن بحرية تعبير مكفول حسب القانون السويدي رغم انهما اعتبرا الحادثة مشينة ومسيئة للمسلمين.
تقول تمام ابو حميدان رئيسة بلدية فالستروم السويدية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض لـ «القدس العربي» بهذا الصدد «أعتبر حادثة حرق المصحف عملا غير لائق وغير محترم وغير أخلاقي. غير ان القانون السويدي يحمي جميع المواطنين في التعبير عن رأيهم. ففي السويد يمكن لأي كان ان يحرق أي كتاب مقدس وهذا حق مضمون في الدستور لكل إنسان. ولكن السؤال الذي أطرحه هو لماذا لا يعتبر هذا العمل إساءة لمجموعة من الناس؟
فالقانون السويدي لا يجيز أيضا الإساءة لمجموعة من الناس بسبب دينها أو لونها أو جنسها أو عرقها ومعتقداتها، لكن المعضلة ان بالودان لم يتكلم بما يسيء للمسلمين ولكنه خرج ليمارس (حقه الديمقراطي) في حرق أي كتاب أو صورة أو لوحة، وهذا يعد عملا قانونيا لا نستطيع ان ننكره غير انه عمل غير محترم لانه يؤذي مشاعر الملايين من الناس.
وفي نظري ان هذه الأفعال تؤثر سلبا على كل ما له علاقة بمسائل الاندماج وتقبل الآخر سواء كان من الطرف السويدي أو الأجنبي.
لذا فإن هناك الكثير من الأجانب لا يرون انهم ينتمون لهذا البلد، لان هناك كتابا مقدسا بالنسبة إليهم يحرق ولا أحد يحرك ساكنا أو يدلي برد فعل مناسب في هذا الموضوع.
وفي المقابل الطرف السويدي الذي شهد التظاهرات والاحتجاجات من قبل الأجانب والتي خرجت في المرات السابقة اعتراضا على حرق القرآن ثم أعقب ذلك التصادم مع الشرطة ورميهم بالحجارة، فإنه لا يستدرك الأمر في ظل مجتمع الغالبية فيه غير متدينة بل لا تمت بصلة لعقيدة دينية، إضافة إلى ان تلك الاحتجاجات غير مبررة من وجهة نظر السويدي وغير قانونية لأنها تخرج ضد عمل يعتبر قانونيا بالنسبة إليه ألا وهو حرق القرآن، وهذا هو التناقض الحاصل بين الفريقين مما أوسع الفجوة أكثر بين الأجانب (الجاليات المسلمة) وبين المواطنين السويديين وكشف حجم التعقيد في هذا الموضوع، وهذا نموذج واقعي لتصادم الحضارات والثقافات وان لم نرها بشكل قانوني في مجتمع يجوز فيه الكثير من الأفعال التي قد تكون محرمة أو مرفوضة في مجتمعات أخرى. وهذا ما يحدث فعلا في السويد ويستغله فعلا بالودان، لانه يعلم جيدا بان القرآن كتاب مقدس للغاية عند المسلمين وهو أمر حساس جدا بالنسبة إليهم، لذا فهو يلجأ إليه ويستغله من خلال القيام بإحراقه في الأماكن التي يتواجد فيها المسلمون لاستفزازهم ولكي يبين للمجتمع السويدي من ردود أفعالهم إلى أي مدى ثقافة المسلمين بعيدة عنهم وانهم لا يمكن ان يصبحوا جزءا من المجتمع السويدي بشكل خاص ومن المجتمع الأوروبي عموما».
وفي هذا الصدد يقول الشيخ محمود الخلفي رئيس الرابطة الإسلامية في السويد (أكبر المؤسسات الإسلامية في البلد) «هذه الحادثة تمثل انتهاكا خطيرا لمشاعر المسلمين في العالم واعتداء على مقدساتهم واستفزازا لكل الدول الإسلامية. وعلى مستوى السويد فإن هذه الجريمة المتكررة تسببت في ألم ومعاناة للمسلمين وشعورهم بالغبن والظلم، لان الجهات الحكومية والرسمية لم تكترث بمشاعرهم ولم تحم مقدساتهم ولم تمنع مشعل الحرائق هذا، بل تُرك هذا المتطرف يصول ويجول ويعبث بالسلم الاجتماعي ومصالح الدولة السويدية. ومنذ قيامه بجريمة حرق القرآن الكريم كتبت المؤسسات الإسلامية بيانات تستنكر هذه الأعمال الإجرامية وتحذر من خطورتها على الاستقرار والسلم المجتمعي وعلى سمعة السويد في العالم والمصالح السويدية عموما، حيث انه يتابع جيدا مسار المفاوضات التركية السويدية حول العضوية في الناتو، فأراد التخريب على هذه المفاوضات وافتعال أزمة سياسية مع تركيا من خلال حرق القرآن الكريم أمام السفارة التركية. وهذه ليست المرة الأولى يقوم فيها هذا العنصري المتطرف بجريمة حرق القرآن، بل في عشرات المناسبات، متحديا مشاعر المسلمين في أماكن عبادتهم، فعمد إلى حرق القرآن الكريم أمام العديد من المساجد، وبل وحتى أمام المسجد الكبير بالعاصمة السويدية ستوكهولم قبل العيد بيوم واحد وهذه قمة البشاعة واالاستفزاز، ورغم ذلك تميزت ردود الأفعال بضبط النفس والتجاهل التام عدا بعض التحركات التلقائية العنيفة وغير المؤطرة والتي لم يكن وراءها أي من المؤسسات الإسلامية وقد نظرت فيها المحاكم ونحن لن نتدخل في شؤون القضاء».
ويضيف الخلفي «يبدو أن الخلل يكمن في أزمة القيم التي تعاني منها النخبة السياسية وكذلك في المناكفات الحزبية التي أرخت بظلالها على المشهد السياسي في السويد مما عرض المصالح الكبرى للدولة للخطر وأدى للمجازفة بالسمعة الجيدة جدا التي كانت تحظى بها السويد في العالم ويفتخر بها المسلمون كأقلية فيها. هذا التصرف العبثي الأهوج لا يمكن تبريره إطلاقا ولا يمكن تصنيفه تحت مسمى حق التعبير وحرية الرأي لكونه اعتداء صارخا ضد مقدسات المسلمين وتحريضا ضدهم كأقلية. فلو أن هناك حزما من السياسيين والجهات المسؤولة في الدولة وإنصافا للمواطنين المسلمين ومراعاة للسلم المجتمعي والمصالح السويدية لما بلغنا هذه الدرجة من الاحتقان والتوتر داخليا وخارجيا».
أما الشيخ حسان موسى نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي فيقول «إن تكرار عملية حرق المصحف وهذه الأعمال الشنيعة والمقززة والتي تسيء إلى حوالي مليون مسلم في السويد وإلى مليار ونصف المليار مسلم في العالم والتي هزت المشاعر وجعلت الحناجر تهتف بالحوقلة والعيون تدمع لهذا الفعل الشنيع الذي بدأ من أعياد الفصح واستمر تكراره في الأحياء الإسلامية وكانت الخطيئة السياسية والثقافية والفكرية والاستفزاز الذي وقع لدولة مسلمة وهو حرق القرآن أمام العلم التركي والسفاره التركية، حيث طعنت تركيا في كبريائها وطعن العالم الإسلامي في عقيدته بتصرف أحمق همجي لا يمت للثقافة ولا يقدم أي إضافة لا للحرية ولا للديمقراطية ولا للمصالح السويدية، لا يفعل إلا فعلاً واحدا وهو الإساءة إلى النسيج الاجتماعي ومحاوله تمزيق وضرب الوحدة الوطنية وكذلك المساس بالمصالح السويدية في الداخل والخارج في أجواء جيوسياسية ملتهبة في دول البلطيق وفي أوروبا وكذلك في سعي السويد لبناء علاقات وجسور التواصل مع تركيا من أجل التوصل إلى قبول انضمامها للناتو. ولا شك ان إدانة العالم الإسلامي من طنجة إلى جاكرتا لهذا العمل واستدعاء بعض السفراء السويديين في الخارج وبيان الأزهر ودعوته إلى مقاطعة السويد، يتطلب من ستوكهولم ان تقرأ المواقف قراءة متأنية وتتواضع لمليار ونصف المليار مسلم. كما ان إدانه البيت الأبيض وألمانيا والاتحاد الأوروبي والمفوض السامي لحوار الحضارات، كل هذا يدعو العقلاء في السويد إلى ان يقرأوا الأحداث والمواقف قراءة صحيحة وان لا يتدثر البعض بكراهيتهم للإسلام باسم الحرية، فلا يعقل ان المفوض السامي لحوار الحضارات والاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية وألمانيا وأمريكا تدين هذا الفعل وتعتبره جريمة كراهية واعتداء على أقلية مسلمة، والسويد تعتبره حرية تعبير».

خيوط المؤامرة

كشفت اعترافات نشرت في وسائل إعلام سويدية عن الصحافي السويدي تشانغ فريك الذي يعمل كمقدم برامج في قناة «ريكس» التابعة لحزب ديمقراطيو السويد (العنصري) عن تورطه في استقطاب بالودان للقيام بفعلته أمام السفارة التركية. وقد قام الصحافي فعلا بدفع مبلغ 320 كرون سويدي كرسوم رخصة التظاهر لبالودان، فيما أنكر رئيس حزب ديمقراطيو السويد صلة حزبه بالصحافي تشانغ فريك الذي يعمل كذلك محررا في صحيفة «أخبار اليوم» التابعة للحزب أيضا. وتعليقا على هذه المعطيات تقول تمام ابو حميدان «أعتقد ان المستفيد الأول والوحيد من هذه الأفعال هو حزب الأس دي (ديمقراطيو السويد) اليميني المتطرف والجماعات العنصرية التي لا تظهر بالصورة بشكل واضح، وان المعلومات عن تورط الصحافي الذي يعمل في وسائل إعلام حزب ديمقراطيو السويد في دفعه لبالودان رسوم الحصول على ترخيص التظاهر لحرق القرآن، دليل قاطع ان هذا الأمر ليس من مصلحة المجتمع السويدي أو مصلحة الأجانب ولا يخدم مسألة الاندماج، بل يخدم مصالح الجماعات التي هي ضد المهاجرين وخاصة المسلمين من منطقة الشرق الأوسط. هذا من جانب أما من الجانب الآخر فهو اختيار السفارة التركية للقيام بالعملية وهذا يعكس بالضبط نوايا بالودان، فسابقا كان يختار مناطق المسلمين الأجانب ويحرق فيها القرآن من أجل استفزازهم وهو في حماية الشرطة، واليوم أمام السفارة التركية في هذا الظرف الحساس الذي تشهد السويد فيه توترا في العلاقات مع تركيا، في ظل سعيها لاستحصال موافقة أنقرة من أجل الانضمام للناتو، فنية بالودان هي تعميق الأزمة أكثر بين البلدين.
والمضحك المبكي في الموضوع ان هناك شخصا لا يملك أي منصب قيادي أو قوة في المجتمع لكنه يلجأ إلى أفعال تافهة كهذه، تؤدي لخلق أزمة في الدولة وفي المجتمع».

هل السويد تحارب الإسلام والمسلمين؟

سؤال بات يتكرر كثيرا منذ شهور وليس عقب حادثة بالودان الأخيرة، وانما اتهمت السويد بصريح العبارة من الكثير من الجهات والشخصيات المؤثرة على المنصات الاجتماعية بالكراهية للمسلمين، وخرجت العديد من التظاهرات حينها من قبل الآباء والأمهات ممن تم سحب أبناءهم من قبل دائرة الشؤون الاجتماعية السوسيال، في أزمة اتسعت حينها وتداولتها وسائل الإعلام في عموم العالم. فعل بالودان أحيى تلك الاتهامات من جديد بل ودفعها للواجهة أكثر، سيما هذه المرة في فعل مباشر يمس أقدس كتاب عند المسلمين يتم حرقه وبحماية رجال الشرطة، حتى عاد السؤال من جديد هل السويد تحارب الإسلام والمسلمين؟
يقول الشيخ حسان موسى «لا أقول إن السويد كدولة وكمؤسسات وقوانين وكتنظيمات تحارب الإسلام، ومن يقول ذلك فهو لا يعرف السويد ولا يعرف الدولة، لكن هناك من الساسة ومن الإعلاميين ومن المثقفين، أعضاء برلمان ووزراء ومسؤولي أحزاب، الحقيقة انهم يمارسون ردحا وتهجما على الإسلام والمسلمين تتبعا لبعض الأخطاء هنا وهناك للإسلام والمسلمين وكذلك البحث عن أي خطأ لأحد المسلمين لتضخيمه وتكبيره والنفخ في ناره حتى يظهر الإسلام دين سوء وتطرف وإرهاب. وأقول لمن يفهم في القضاء يعرف استعمال الحق في التعامل مع بعض المؤسسات التي تم إغلاقها وخاصة بعض المدارس الإسلامية من خلال توصيات للاستخبارات وهي توصيات سرية لا تصمد إذا ما طرحت أمام القضاء بطريقة شفافة ما يشعرنا كأقلية مسلمة برهاب وفوبيا تجاهنا».
وفي نفس السياق فلا شك بان السويد قد تضررت في سمعتها كثيرا سواء في الداخل أو الخارج عقب أزمة السوسيال المستمرة إلى الآن وما تلتها من أزمة حرق القرآن، وفي هذا تقول تمام ابو حميدان «يجب ان نعترف بان مكانة السويد قد تراجعت وتأثرت في العالم، سيما اننا نتحدث عن بلد الحكومة فيه مدعومة من حزب يميني متطرف، وهذه سابقة من نوعها، وكذلك أزمة السوسيال وسحب الأطفال وموضوع حرق المصحف وردود الأفعال على منصات التواصل الاجتماعي كلها صبت في هذا المجرى. وانا أرى ان المشكلة الأساسية ليست فقط محصورة هنا بل في المجتمع السويدي برمته، هذا المجتمع الذي كان نموذجا فريدا للتعايش أصبح اليوم ملاذا للمجرمين والمراهقين الذي يطلقون النار على الآخرين وينتمون إلى منظمات إجرامية هي نتيجة ان المجتمع السويدي لم ينجح في عملية الاندماج، وان هذه المشكلة يجب ان نجد لها الحل من جذورها بدون الانجرار سواء نحو أقصى اليمين أو أقصى اليسار.
الشق الآخر هو في ان المهاجرين بعمومهم لديهم أزمة هوية، فالكثير منهم وان مضى عليه أكثر من عشر أو عشرين سنة لا يشعر بانتمائه إلى هذا البلد.
فالحل هو أننا كيف نعمل من أجل ان يشعر هؤلاء بالمواطنة وان يمارسوا حقوقهم كمواطنين ويندمجوا في المجتمع على ان يحافطوا في الوقت نفسه على اختلافهم سواء في العقيدة أو العادات والتقاليد والثقافات، وان يشعروا ان لديهم الحق في ان يكونوا مختلفين وليس بالضرورة ان يكونوا متشابهين مع السويديين في كل شيء».

السويد إلى أين؟

وفي خضم التعقيدات التي باتت تنخر المجتمع السويدي من الداخل ما بين مواطنيه الأصليين والأجانب خاصة المسلمين، وكذلك التشوه الحاصل في صورة هذا البلد في الخارج ومدى الأضرار التي لحقت به نتيجة الأزمات المتتالية التي تعصف بالقيم الإنسانية التي طالما اشتهرت بها السويد، فلعل أحدهم يسأل، إلى أين تمضي السويد؟ فيرد الشيخ حسان موسى قائلاُ «السويد في مفترق طرق أما ان تستوعب الدرس وتتعلم من الدول السابقة التي أساءت للمسلمين ودخلت في مواجهة مع الشعوب المسلمة ودخلت في موضوع المقاطعة وإلى غير ذلك والذي لم يجلب إلا سوء التفاهم والتصادم وعدم قبول الآخر وهذا طريق قد تختاره السويد وتمضي فيه بالتحجج بالحرية وبالديمقراطية وإلى غيرها وقد تقبل بالرأي الذي يقول ان حرية التعبير مكفولة ولكن علينا ان نراعي ثقافات الآخرين ومعتقداتهم وقدسية كتبهم، وان حرق كتاب لا يعبر عن الحرية وانما يعبر عن الكراهية وعن الضيق والحقد على الآخر، لان الكتاب لابد ان يرد عليه بكتاب والمقال يرد عليه بمقال والموقف بالموقف.
أعتقد ان على النخبة الحاكمة والعقلاء في السويد ادراك ذلك جيدا والعمل على إصلاح النسيج الاجتماعي وإصلاح ما تم إفساده على الصعيد الخارجي أيضا لهذا البلد».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير