الوثيقة | مشاهدة الموضوع - اختراع فلسطين وخريطة ضم الأردن: هذيان الإبادة! رأي القدس
تغيير حجم الخط     

اختراع فلسطين وخريطة ضم الأردن: هذيان الإبادة! رأي القدس

مشاركة » الخميس مارس 23, 2023 5:51 pm

قرر بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلية، خلال إحياء ذكرى وفاة ناشط فرنسي مقرب من اليمين المتطرف الإسرائيلي، الأحد الماضي، أن يستظهر «ثقافته» التاريخية من باريس على العالم: «لا يوجد فلسطينيون، لأنه لا يوجد شعب فلسطيني». العرب، حسب منطوق سموتريتش، «اخترعوا شعبا وهميا ويدّعون حقوقا وهمية في أرض إسرائيل فقط لمحاربة الحركة الصهيونية».
جرى التخلّص، ببساطة، من وجود الشعب الفلسطيني، على خلفية ظهور سموتريتش وراء منصة خطابة عليها خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية، وهي طريقة أخرى للقول إنه لا وجود أيضا للمملكة الأردنية، أو لشعبها.
الخريطة ليست من اختراع سموتريتش فقد كانت مستخدمة ضمن شعار منظمة إرغون الإرهابية التي تأسست عام 1931، والتي كانت تعتمد العمل المسلح لتحقيق الخريطة (وتسمى أيضا إتسل كاختصار للأحرف الأولى من اسمها الكامل) وهي المنظمة التي ارتكبت مجزرة دير ياسين في القدس عام 1948، والتي راح ضحيتها 350 من سكان البلدة، كما كانت مسؤولة عن نسف فندق الملك داود عام 1946، الذي قتل فيه عدد كبير من الضباط والجنود البريطانيين.
لا فائدة تذكر من «مناقشة» وزير من «حكومة عصابات يترأسها متهم» (وهذا الوصف لصحيفة «هآرتس») فمطلوب خطاب الهذيان العنصريّ ليس النقاش، وما هو في الحقيقة إلا استكمال متذاك لخطاب محو البلدات الفلسطينية، ولكن مع إضافة يجدر الانتباه إليها، وهي رفعه بوق العداء للعرب عموما، وهو طبع غالب لا يستطيع سموتريتش، ولا زميله في العنصرية بن غفير، أن يتخلصا منه، كما لا تستطيع العنصرية الإسرائيلية أن تخفيه عبر الاحتفاء بـ«الدين الإبراهيمي» وجولات السياحة وصفقات السلاح مع الإمارات، وزيارات العسكر والرياضيين إلى المغرب، وقادة الأمن إلى السودان، وإعلانات الرغبة في علاقات تطبيع مع السعودية.
هناك مع ذلك خيط متكامل في هذا الربط التاريخي بين عصابة نتنياهو ـ سموترتيش ـ بن غفير وعصابة إرغون الإرهابية، وأفعالها الإجرامية وطموحاتها لمد خريطة إسرائيل نحو الأردن وأجزاء من سوريا ولبنان والسعودية.
هناك علاقة واضحة بين إنكار أن الفلسطينيين شعب له ثقافة ولغة وتاريخ وحقوق على أرضه، وبين خطط وأحلام التطهير العرقي التي تطمح عصابة المجرمين الثلاثة لتحقيقها، فبعد اضطرار الوزير الإبادي، بعد الاحتجاجات الدولية والعربية على إعلان رغبته في محو بلدة حوارة، للالتفاف على ما قاله بوضوح، فقد قرّر أن يقوله بطريقة أخرى يبدو فيها فهيما ومثقفا وعالما باللغات والتواريخ!
ما يقوله سموتريتش إذن إن المطلوب ليس محو حوّارة فحسب بل محو فلسطين نفسها. ما دام الشعب الفلسطيني «وهما» فكل ما يحتاجه الأمر هو التخلّص من هذا «الوهم».
إدخال الأردن أيضا في خريطة إسرائيل، يعني، بطريقة ضمنية، أن هؤلاء «العرب» الذين «وصلوا إلى أرض إسرائيل في نفس الوقت مع الهجرة اليهودية وبداية الصهيونية» كما يشرح الوزير الألمعي، يمكن إزاحتهم أيضا وإعادتهم من حيث جاؤوا!
منطوق خطاب سموتريتش واضح ومفهوم إذن ويستند إلى قناعة أن إسرائيل، بقيادة حكومة العصابات الحالية، يجب أن تتوسع جغرافيا ويعاد تركيبها لتتناسب مع هذيان وأحلام «الآباء المؤسسين» الإرهابيين، وفي سبيل ذلك يجب أن يتم التخلّص من «العرب» الذين «لا يحبّون إسرائيل» وطردهم إلى الجزيرة العربية.
خطاب سموتريتش يستند، في روعه، إلى منطق القوّة النووية التي تملكها إسرائيل، ويتجاهل باقي التفاصيل، مثل الفلسطينيين، والعرب.
إسرائيل، بهذا الهذيان، هي دولة الوهم وإنكار الواقع، وهي ليست خطرا على الفلسطينيين والعرب فحسب، بل هي خطر على العالم كله.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron