الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هل سيتجاوب الغرب مع مرحلة التصالح و التفاهم بين دول المنطقة؟ الدكتور السفير جواد الهنداوي
تغيير حجم الخط     

هل سيتجاوب الغرب مع مرحلة التصالح و التفاهم بين دول المنطقة؟ الدكتور السفير جواد الهنداوي

مشاركة » الأحد مارس 26, 2023 4:24 pm

أدرجُ اسرائيل ايضاً ضمن مفهوم مفردة “الغرب”، الواردة في العنوان، لما لها من تأثير كبير على سياسة امريكا والدول الاوربية تجاه دول المنطقة ،اي تجاه دولنا العربية وايران و تركيا.
مشكلة الغرب، ازاء ما تشهده المنطقة من تفاهمات ومصالحات بين دولها، هو انَّ هذه التفاهمات والمصالحات تمّت برعاية صينيّة وروسيّة، اي تمّت برعاية خصوم ومنافسي الغرب. وهي مصالحات و تفاهمات “بالجملة “، و تتناسل، إنْ صّحَ التعبير، فالمصالحة بين المملكة وايران، ساهمت في الخروج الى العلن جهود المصالحة بين المملكة و سوريا، والتي بدأت سّراً منذ ما يقارب عام . كذلك اجواء تعاون وثقة تسود العلاقات الاقليمية (التركية والايرانية) العربية.
وأُكّدُ بأنَّ هذه التفاهمات والمصالحات ذات طابع استراتيجي وليس تكتيكي، لانَّ عمادها رُكنان اساسيّان في المنطقة ، وهما المملكة وأيران، لذلك اصفُ هذه المصالحات و التفاهمات “مرحلة ” تمّرُ بها دول المنطقة، وعلى دولنا وشعوبنا استغلال هذه الفرصة، وتوظيف هذه المناسبة لخدمة المصالح المشتركة، ومن اهم تلك المصالح هو أمن و استقرار المنطقة. الغرب يدركُ جيداً اسراتيجية هذه التفاهمات و المصالحات، وطابع ديمومتها، وأنُّه (اي الغرب) أُخِذَ على حين غرّة، لذلك تخبّط و يتخبّط على صعيد الردود و الافعال، فأمريكا، مثلا، رحّبت بالتواصل بين المملكة و ايران و وصفت الامر بمشجّع ويساهم في امن واستقرار المنطقة ، وهي، في الامس القريب ، تصفُ المملكة ” بالمنبوذه” وتصفُ ايران “بالارهاب”، وانها تقّوض امن و استقرار المنطقة.
الغرب يّمرُ، اليوم ، في مرحلة عجز، ازاء ما يسود منطقتنا من تفاهمات و مصالحات تقود حتماً الى تعاون و اتفاقات على كافة الاصعدة . ما يواجهه الغرب (امريكا، اوروبا، اسرائيل) داخلياً، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، هو أحد عوامل العجز، يُضاف له عاملان آخران وهما نجاح الصين و روسيا في مّدْ نفوذهما في المنطقة، وتفاعل ايجابي كبير من قبل دول المنطقة لهذان النفوذان (روسيا والصين)، لاسيما تجاوب من قبل حلفاء واصدقاء امريكا في المنطقة.
يحاول الاعلام الغربي ، الموالي للارادة الرسمية في الغرب تخفيف وطأة التحّول الذي تشهده المنطقة لصالح أمنها و استقرارها و مصالحها ، وبرعاية صينية روسيّة، وبعيداً عن الاملاءات الامريكية ، فيتبنى الاعلام المذكور تفسيراً لمسار التفاهمات و المصالحات بين دول المنطقة ، يرّوج لعدم حسن النوايا بين دول المنطقة، وكشاهد على هذا الاعلام، انقل ادناه ماكتبه الباحث جيمس دروسي، في مقال عنوانه ” الخطة العربية لسوريا تضع امريكا والدول الاوربية في مأزق ” في مجلة مودرين بولسي: “ان الهدف من الاقتراح العربي بأعادة بشار الاسد الى الصف الدولي و العربي هو بكل وضوح مواجهة ايران في سوريا”، صحيفة القدس العربي بتاريخ ٢٠٢٣/٣/٢٤ .
لم يعُدْ بمقدور الغرب شّنْ حرب اخرى في المنطقة، ولم تخفْ على احد مؤشرات عدم القدرة ، رغم غلو بعض المحللين بترجيح خيار الحرب ،حين يسمعون تهديدات امريكية واسرائيلية، او يشهدون تحركات و مناورات عسكرية ، امام الغرب اذاً خيار واحد: الاستمرار بالحرب الناعمة وبّث الفتن، و بالهجمات العسكرية من وقت لاخر في سوريا وعلى الحدود العراقية السورية ،وفي ايران ، ومحاولات (ستكون فاشلة) بأعادة المنطقة الى مشهد التوتّر وسوء العلاقات البينّية .
قادة دول المنطقة وشعوبها ادركوا اليوم بأنَّ العلاقات مع روسيا والصين، ساهمت الى حّدٍ كبير في تحسّن امن المنطقة وقلّلت التوتر بين دول المنطقة، وقادت الى تصالح وتفاهمات، ممكن ان نقول او نستنتج بأنَّ النفوذ الصيني والروسي في المنطقة هو عامل استقرار و تطّور للمنطقة.
هل تفكّر الادارة الامريكية و النخب الامريكية بآراء وبمواقف وبشعور شعوب المنطقة و قادة دول المنطقة حين يقارنون بين نفوذ روسيا او الصين الذي قادَ الى خفض التوتر وتفاهمات وتصالحات، وبين ما تفعله امريكا في المنطقة، وخاصة في سوريا ولبنان، وهي تسرق علناً ثروات سوريا، وتمارس سياسة التجويع تجاه لبنان .
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron