ذي قار/ حسين العامل

افاد ناشطون في الحراك الاحتجاجي في محافظة ذي قار بتعرض خيام المعتصمين في ساحة الحبوبي الى العبث والتخريب على يد اشخاص مجهولين، مؤكدين نشوب مصادمات بين القوات الامنية والمتظاهرين إثر الحادث.

وشهدت ساحة الحبوبي حالة من التوتر عقب رفع خيام الاعتصام نجمت عنها مصادمات بين القوات الامنية والمتظاهرين الذين استخدموا الحجارة لمواجهة قوات الشرطة. فيما شهد محيط الساحة انتشارا كثيفا للقوات الامنية تحسبا لتطورات الموقف الذي ينذر بالمزيد من التأزم.

وقال مصدر من ناشطي تظاهرات الناصرية في حديث مع (المدى)، إن “مجموعة من الاشخاص يرتدون الزي المدني قاموا صباح الثلاثاء بمهاجمة خيام المعتصمين الرافضين لنظام سانت ليغو وعودة مجالس المحافظات وعبثوا بمحتوياتها”، مرجحاً “وقوف جهات امنية لم يسمها وراء الحادث”.

وتوقع المصدر ان “يكون هناك تصعيد احتجاجي للرد على ما حصل من استهداف لخيم المعتصمين”.

وكان مركز محافظة ذي قار قد شهد يوم الاثنين الماضي تصعيدا احتجاجيا واسعا إثر اقرار مجلس النواب لنظام سانت ليغو، فيما عادت خيم الاعتصام الى ميدان التظاهرات في ساحة الحبوبي التي اغلقت بالكتل الكونكرينية من أربعة محاور.

ومن جانب آخر أقدم مجهولون على مهاجمة امسية ثقافية كان من المقرر ان تقيمها مجموعة (أماسي الشارع العراقي) لاستضافة النائبة سروة عبد الواحد التي لم تكن حاضرة اثناء الهجوم.

وأقدم المهاجمون على مهاجمة الحاضرين والاعتداء على البعض منهم وتحطيم المقاعد والاثاث ما ادى الى الغاء الفعالية قبل انطلاقها.

وقال أحد الحاضرين، ان “مجموعة من الفتيان اقتحموا مكان الامسية قبل انطلاقها وقاموا بتحطيم المقاعد والمنصة والاثاث، كما اعتدوا على بعض الحاضرين الذين حاولوا منعهم من اعمال التخريب”.

وأشار، إلى أن “النائبة سروة عبد الواحد لم تكن حاضرة لحظة الهجوم”، مؤكدا “الغاء الامسية عقب ذلك”.

وشدد، على أن “الامسية كانت تهدف لترسيخ لغة الحوار ولنشر الوعي السياسي بين شريحة الشباب”، متهما “جهات غير معروفة بدفع الصبية والفتيان غير البالغين لارتكاب تلك الافعال والوقوف وراء الهجوم”.

وأوضح، أن “هناك من يحاول ان يديم زخم الفوضى في المحافظة ليصب في صالح الفوضويين والمبتزين”.

وبدوره تساءل الشاعر كاظم شاكر الذي كان من المقرر ان يدير الامسية والذي اصيب بجروح مختلفة من جراء الهجوم “هل هذا هو ما يريدونه ويدفعون الشباب لارتكابه؟”، في اشارة الى جهات لم يكشف عنها.

واضاف شاكر، أن “هذا يخالف لغة الحوار التي نتبناها وندعو لها”.

وكانت مجموعة اماسي الشارع العراقي قد اعلنت في وقت سابق عن امسية ثقافية تقيمها مساء يوم الاثنين وتستضيف فيها رئيسة كتلة الجيل الجديد النائبة سروة عبد الواحد لمناقشة اخر المستجدات السياسية والرؤى والتصورات المستقبلية للمشهد السياسي العراقي.

وتتواصل التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية في مركز محافظة ذي قار منذ اسبوع للتعبير عن رفضها لتعديل قانون الانتخابات والعودة لنظام سانت ليغو ومجالس المحافظات التي تقرر تعليق عملها قبل عدة اعوام استجابة لمطالب تظاهرات تشرين.

وصوت مجلس النواب، فجر الاثنين الماضي على تعديل نظام الانتخابات إلى صيغة “سانت ليغو 1.7″، بعد طرد النواب المعترضين، ما ينذر ذلك بتصعيد الاحتجاجات الشعبية الرافضة لإعادة العمل بنظام سانت ليغو وعودة مجالس المحافظات التي جرى تعليق اعمالها إثر تصاعد وتيرة الفعاليات الاحتجاجية خلال تظاهرات تشرين التي انطلقت نهاية عام 2019 وتواصلت لنحو عام ونصف العام.

وكانت مجموعة من المتظاهرين قد لوحت في وقت سابق من الشهر الجاري بالتظاهر امام دور اعضاء مجلس النواب ومنعهم من دخول محافظة ذي قار في حال تصويتهم على عودة مجالس المحافظة واقرار نظام سانت ليغو.

وشهد مجلس النواب العراقي خلال الاسابيع والايام الاخيرة أزمة مستعرة على خلفية مشروع قانون انتخابات “سانت ليغو المعدل”، اذ انقسم المجلس ما بين مؤيد ومعارض.

ومشروع القانون الذي اقره البرلمان يتعلق بعودة العمل بنظام “سانت ليغو” الانتخابي المعدل وفق قاسم انتخابي بنسبة 1.7 والذي سيعود بالعراق إلى العمل بنظام دائرة انتخابية واحدة لكل محافظة وإلغاء صيغة الدوائر المتعددة المعتمدة في القانون الساري.

وسانت ليغو طريقة ابتكرت عام 1912 على يد عالم الرياضيات الفرنسي أندريه سانت ليغو، والغاية من هذه الصيغة هي توزيع الأصوات على المقاعد الانتخابية في الدوائر متعددة المقاعد، غير ان تحفظات المعارضين لسانت ليغو تتمثل بكونه يهدر اصوات ملايين الناخبين الذين صوتوا للقوائم الصغيرة التي لم تبلغ العتبة الانتخابية المقررة لاحتساب المقعد الانتخابي في المحافظة او الدائرة الانتخابية، واقتصار توزيع تلك المقاعد على الاحزاب الكبيرة او تلك التي تمكنت من بلوغ العتبة الانتخابية، وهو ما يعدونه مصادرة لإرادة الناخب.