الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لماذا ابتلعَ نِتنياهو لِسانهُ وتوقّف عن تهديداته.. هل “أدّبته” صواريخ لبنان وقطاع غزّة المُتزامنة؟ ولماذا لا نستبعد هُجومًا استباقيًّا لمحور المُقاومة؟ وما قصّة اللقاء السرّي الذي عقده رئيس فيلق القدس مع قادة “حماس” و”حزب الله” في بيروت؟
تغيير حجم الخط     

لماذا ابتلعَ نِتنياهو لِسانهُ وتوقّف عن تهديداته.. هل “أدّبته” صواريخ لبنان وقطاع غزّة المُتزامنة؟ ولماذا لا نستبعد هُجومًا استباقيًّا لمحور المُقاومة؟ وما قصّة اللقاء السرّي الذي عقده رئيس فيلق القدس مع قادة “حماس” و”حزب الله” في بيروت؟

مشاركة » الاثنين إبريل 17, 2023 5:18 pm

5.jpg
 
مُنذ انطلاق رشَقات الصّواريخ باتّجاه المُستوطنات اليهوديّة من جنوب لبنان، وجنوب فِلسطين (قِطاع غزّة) في تزامنٍ غير مسبوق لم نسمع حسًّا لبنيامين نِتنياهو، ولا لشريكَيه في التطرّف والتهديد بقتل العرب في الضفّة وضمّها بالكامل، وإلغاء الأردن من الخريطة، ونحن نتحدّث هُنا عن إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ويبدو أن هذه الصّواريخ “أدّبتهم” وأغلقت أفواههم، وأرعبتهم، وجعلتهم، وللمرّة الأولى في تاريخ الصّراع يتّخذون قرارًا بمنع اقتِحام المُستوطنين لباحات المسجد الأقصى طِوال شهر رمضان.
الأهم من ذلك، وبعد الرّد الصّاروخي السوري، توقّفت الهجمات الإسرائيليّة على سورية التي أصبحت شِبه يوميّة أوائل الشّهر الحالي، فما الذي تغيّر، ولماذا اختفى نِتنياهو من المسرح ومعه تهديداته، وجِنرالاته، باجتِثاث حركة “حماس” من جنوب لبنان، ومنعها من إقامة قواعد لها فيه، وتدمير المُنشآت النوويّة الإيرانيّة التي قال إنّها تحظى بالأولويّة بالنّسبة لحُكومته؟
تسريب وثائق أمريكيّة “مُفبركة” ومن قِبَل وسائل إعلام إسرائيليّة، من بينها واحدة تقول “إن المُناورات التي أجراها جيش الاحتلال في شباط (فبراير) الماضي لسلاح الطيران في مُحاكاةٍ لشنّ عُدوان جوّي بعشرات الطّائرات لتدمير البرنامج النووي الإيراني، لم يعد يُعطي ثماره، والهدف من هذا التّسريب هذه الأيّام إرهاب محور المُقاومة، مثلما كان عليه الحال في الماضي، فإنّ هذا المحور بات مُوحّدًا، وفي جاهزيّةٍ كاملةٍ للرّد من عدّة جبهات لتدميرٍ ساحقٍ لدولة الاحتِلال الإسرائيلي.
هُناك عدّة نقاط تؤكّد على حُدوث هذا التحوّل الاستراتيجي، وتقف خلف “ابتلاع” نِتنياهو للِسانه، وعدم مُمارسة “هواياته” وغطرسته بقصف العُمُق السوريّ والتبرّؤ من أيّ مُواجهةٍ مع “حزب الله” في جنوب لبنان خوفًا ورُعبًا:

الأولى: تزامن الرّد الصّاروخي من لبنان لأوّل مرّة مُنذ حرب عام 2006 على مُستوطنات الجليل (34 صاروخًا) مع إطلاق 40 صاروخًا من قطاع غزّة، جاء تأكيدًا عمليًّا لوحدة السّاحات ووحدة الجبَهات، واتّخاذ قرارٍ بردٍّ جماعيٍّ علي أيّ اقتِحامٍ لباحات المسجد الأقصى، أو العُدوان على قِطاع غزّة وسورية.
الثانية: كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكيّة المُقرّبة من البيت الأبيض عن عقد اللواء إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اجتماعًا سِريًّا مع قادة حركة “حماس” (إسماعيل هنية وصالح العاروري) بحُضور السيّد حسن نصر الله في السّفارة الإيرانيّة في بيروت في الضاحية الجنوبيّة، في الوقت الذي انطلقت فيه الصّواريخ من جنوب لبنان إلى مُستوطنات الجليل، هذا الكشف يؤكّد ليس فقط بوجود اتّفاق على ردٍّ مُوحّدٍ على أيّ عُدوانٍ إسرائيليّ، وتفعيل جبهتيّ جنوب لبنان وقطاع غزّة وسورية أيضًا، وقبلها لقاءاته بقادة فُروع المحور في العِراق واليمن وسورية، يؤكّد على احتِمال وضع خطط “مُحتملة” بعدم انتظار العُدوان، وشن هُجوم جماعي استباقي في ظِل هزائم المحور الغربي في أوكرانيا وربّما قريبًا في تايوان.
الثالثة: تأكيد يحيى السنوار قائد حركة حماس في قِطاع غزّة أن الحركة وقيادة محور القدس مُتّفقان على التدخّل فورًا لحِماية المسجد الأقصى، والمُرابطين فيه إذا استمرّ الاحتِلال في اقتِحاماته واعتِداءاته على أهل الرباط، والمُجاهد السنوار ورفيق سِلاحه محمد الضيف القائد العسكري لكتائب القسام هُما اللّذان يملكان “زِر” إطلاق الصّواريخ في القِطاع المُحاصَر تمامًا مثلما حدث أثناء معركة “سيف القدس” في أيّار (مايو) 2021.
الرابعة: تأكيد السيّد نصر الله في خِطابه الأخير بمُناسبة يوم القدس إن أيّ هُجوم إسرائيلي على سورية لن يمر دون رد، وأيّ عُدوان على القدس سيجرّ المِنطقة إلى حربٍ كُبرى فالقدس “خطٌّ أحمر” والضفّة هي درعها.
الخامسة: عودة العرب إلى سورية وانهِيار حِصار “قيصر” وانفِضاض مُعظمهم عن الولايات المتحدة وفُقدانهم الثّقة فيها، والتوجّه إلى الصين وروسيا زعيمتيّ النظام العالميّ الجديد.

المِنطقة تقف حاليًّا على حافّة المُواجهة الكُبرى، ومن غير المُستَبعد أن تكون القدس المحتلّة بانتظار “حماقة” إسرائيليّة ربّما تكون “صاعق التّفجير” لاشتِعال فتيلها وبِما يُؤدّي إلى إعادة رسم خريطة المِنطقة إلى صُورتها الأصليّة، ودُون أيّ وجود لدولة الاحتِلال بالصّورة التي سادت طِوال الـ 75 عامًا الماضية.
المُنشآت النوويّة الإيرانيّة مَحميّةٌ بالجِبال العملاقة أقيمت في باطنها وترسانة الصّواريخ والمُسيّرات، وربّما القنابل النوويّة التي جرى إنتاجها دون ضجيج، وأمريكا الغارقة في حربين، الأولى في أوكرانيا والثانية الوشيكة في تايوان لم تعد قادرةً على حِماية الغطرسة الإسرائيليّة، وباتت تتودّد للعرب وتُغرقهم بالوعود بأسلحةٍ حديثة، ولكن بعد فوات الأوان.
نختم هذا المقال بِما قاله الجنرال المُتقاعد يتسحاق بريك في مقالٍ نشره في صحيفة “معاريف” وقال فيه إنّ الطّائرات الإسرائيليّة قد تقصف مُنشآت نوويّة إيرانيّة، ولكن عليها (إسرائيل) أن تتوقّع الرّد بـ 3500 صاروخ ومُسيّرة وقذيفة في اليوم تصل إلى كُلّ بُقعةٍ فيها، ولعدّة أسابيع أو أشهر، حيث من المُتوقّع أن لا يصمد مخزونها وصواريخ قبب حديدها إلا لبضعة أيّام.
لا نحتاج للجِنرال بريك ليقول لنا هذه التوقّعات، فنحنُ نعرف جيّدًا، ومن مصادرٍ موثوقةٍ ما هو أخطر منها بكثير.. والأيّام بيننا.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء