الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ناسا ترصد أصواتا قادمة من الفضاء (استمع)
تغيير حجم الخط     

ناسا ترصد أصواتا قادمة من الفضاء (استمع)

مشاركة » الأربعاء إبريل 19, 2023 12:00 am

12.jpg
 
تمتلئ البيئة المغناطيسية للأرض بسمفونية صوتية لا يمكننا سماعها، لأن الفضاء الخارجي -كما هو معروف- عبارة عن فراغ تنعدم فيه الوسائط التي يسير عبرها الصوت.

لكن مشروعًا علميًّا جديدًا تموله وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) يسمى “هارب” (HARP) قام بتحويل تلك الموجات المنخفضة التردد التي لم تُسمع من قبل إلى صفارات مسموعة وأزيز يمكن سماعه.

وحققت الاختبارات المبكرة بالفعل اكتشافات مفاجئة، أمكن للعلماء من خلالها الانضمام إلى رحلة استكشاف الفضاء الصوتي لفك رموز الاهتزازات الكونية التي تساعد على أداء “أغنية الشمس والأرض”.

وفي المناطق المرتبطة بالحقول المغناطيسية كالبيئة الفضائية المحيطة بكوكبنا، تُقذَف الجسيمات ذهابًا وإيابًا باستمرار بسبب حركة الموجات الكهرومغناطيسية المتنوعة المعروفة باسم موجات البلازما، وحين تتكسر هذه الموجات تصدر أصواتًا كتلك التي تصدرها أمواج المحيطات المزمجرة، فتُحدث نشازًا إيقاعيًّا يمكن أن نسمعه عبر الفضاء باستخدام الأدوات المناسبة.

وقال مايكل هارتينغر الباحث الرئيسي في المشروع وعالم الفيزياء الشمسية في معهد علوم الفضاء في كولورادو “إن أكثر ما يثيرني في مشروع “هارب” هو قدرة العلماء على تحقيق اكتشافات جديدة في أبحاث الفيزياء الشمسية عبر التحليل الصوتي”، وأضاف “نحن بحاجة إلى مساعدتهم لفهم الأنماط المعقدة في بيئة الفضاء القريبة من الأرض”.

وعلى ما يبدو، فإن الفضاء ليس حيّزًا خاليًا تمامًا، على الرغم من كون مساحات واسعة منه كذلك، إذ يُستخدم الغاز بين النجميّ والغبار الناتج عن النجوم القديمة في بعض الأحيان في إيجاد نجوم جديدة، وقد يتمتع بالقدرة على نقل موجات صوتية لا نستطيع الاستماع إليها، حيث إن الجسيمات متفرقة جدًّا وتنتج موجاتٍ صوتيّة بتردّد منخفض يكون أدنى من القدرات السمعية للبشر.
اصطدام الجسيمات الشمسية بالغلاف المغناطيسي يسبب اهتزاز خطوط المجال المغناطيسي والبلازما حول الأرض (ناسا)

وقال روبرت ألكسندر عضو فريق “هارب” في ميشيغان “إن عملية تحديد الميزات الجديدة من خلال الاستماع العميق تشبه إلى حد ما البحث عن الكنز”، وأضاف “أنا متحمس لأن يتمكن الأفراد العاديون حول العالم من الاستمتاع بهذه التجربة”.

وبدوره قال عضو الفريق مارتن آرتشر من إمبريال كوليدج بلندن “إن حاسة السمع البشرية أداة رائعة، لقد تم تدريبنا منذ الولادة على التعرف على الأنماط واختيار مصادر الصوت المختلفة، ويمكننا بالفطرة إجراء بعض التحليلات التي تتفوق حتى على بعض خوارزميات الكمبيوتر الأكثر تقدمًا”.

وتتكون الموجات الصوتية بشكل أساسي من ذبذبات في الضغط تنتقل خلال البيئة التي توجد فيها. وفي معظم الحالات، تكون عبارة عن سلسلة من الانضغاطات تتقارب فيها الجزيئات، في حين تتباعد الفصائل النقية منها التي تسببها الجزيئات نفسها عبر حركتها الذاتية ذهابًا وإيابًا.
الدوامات والأنماط النبضية في الشفق القطبي لها اتصال مباشر بموجات البلازما قرب الأرض (ناسا)

وتجدر الإشارة إلى أن الغلاف الجوي المحيط بالأرض “الماغنتوسفير”، وهو الفقاعة المغناطيسية التي نعيش فيها، يتولى حمايتنا من مختلف أشكال مخاطر الإشعاع، وأن الموجات الصوت مغناطيسية تستطيع نقل الطاقة حولنا.

فعلى سبيل المثال، هذه الموجات يمكن أن تتعاطى مع الأحزمة المشعة والدوائر الإشعاعية المحيطة بكوكب الأرض، مما يؤدي إلى إيجاد “إلكترونات قاتلة” بطاقات قصوى، وقد يؤدي ذلك إلى تدمير الأقمار الصناعية ما لم نتوخَّ الحذر.

وهذا ما يفسر أهمية هذا المشروع؛ فإذا أمكن التنبؤ بمتى وأين ولماذا تحدث هذه الموجات في الفضاء المحيط بالكرة الأرضية، فإننا يمكن أن نتوقع متى يمكن أن تكون أقمارنا الصناعية عرضة لمواجهة متاعب وبالتالي نحولها إلى الوضعية الآمنة.
المصدر : ناسا
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى علوم الفضاء

cron