الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إردوغان.. “مراحل فاصلة” رسمت حياة “بائع خبز غيّر وجه تركيا” ضياء عودة – إسطنبول
تغيير حجم الخط     

إردوغان.. “مراحل فاصلة” رسمت حياة “بائع خبز غيّر وجه تركيا” ضياء عودة – إسطنبول

مشاركة » الأربعاء مايو 10, 2023 2:03 am

إردوغان يواجه محطة مفصلية جديدة ستحدد مستقبله السياسي
يواجه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، يوم 14 مايو المقبل، محطة “مفصلية” ستحدد مشواره السياسي الطويل، وما إذا كان سيستمر على كرسي الرئاسة ويمضي به في القرن الثاني للجمهورية من عدمه.

ورغم أنه تمكن من الخروج من ثلاث “محطات فاصلة” خلال العقدين الماضيين، إلا أن ما يواجهه الآن لا يقل بتداعياته كثيرا عن السابق، كونه سيواجه معارضة متحدة من كافة الانتماءات والمشارب والخلفيات، وتتحد على هدف “إسقاطه”، وفق ما يراه مراقبون.

وفي 14 مايو، عندما تُجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، يسعى إردوغان، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية السابقتين في عامي 2014 و2018، إلى أن ينتخب رئيسا للجمهورية التركية لولاية أخرى، بدعم من “تحالف الجمهور”.

ويضم التحالف الذي ينخرط فيه كل من حزبه، “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية” و”حزب الوحدة الكبرى” و”حزب الرفاه من جديد” وحزب “هدى بار” الكردي ذو التوجه الإسلامي.

“غيّر وجه تركيا”
ومنذ انتخابه رئيسا لبلدية إسطنبول الكبرى، في 1994، وهي النقطة التي انطلق منها سياسيا، “غيّر الرئيس التركي من وجه البلاد بشكل كبير”، سواء من الداخل أو الخارج، وفق تقرير نشرته رويترز سابقا، ما كوّن له قاعدة كبيرة في البلاد، بينما واجه انتقادات من جانب أحزاب المعارضة، وخاصة العلمانية منها.

وبينما يرى إردوغان وحزبه الحاكم أنهم حجزوا كلمة لتركيا في العالم، وقادوا البلاد إلى “نهضة اقتصادية أولا ومن ثم عسكرية” وحافظوا على بنية المجتمع التركي، يرى منتقدوه المشهد مغايرا لذلك، وخاصة نظراؤه من السياسيين في البلاد، إذ يقولون إنه “قيّد الحريات” وعمل على الخروج عن “مبادئ أتاتورك العلمانية”.

ولد إردوغان، الذي تعود أصوله إلى ريزه، في 26 فبراير عام 1954، وهو يقل عمرا عن منافسه زعيم “حزب الشعب الجمهوري”، كمال كليتشدار أوغلو.

وذكرت رويترز أن إردوغان ولد لأب من منطقة البحر الأسود يعمل ربان زورق وهاجر حين كان طفلا إلى إسطنبول. ويقول كاتبون للسير إنه كان يبيع لفافات الخبز وعصير الليمون ليتمكن من دفع تكاليف مدرسته الدينية، وفق ما نقلته الوكالة.

تخرج من مدرسة “قاسم باشا” الابتدائية في إسطنبول، عام 1965، ومن ثانوية الإمام الخطيب، عام 1973.

وفي 1981، حاز على شهادة جامعية، بعدما درس في كلية الاقتصاد والعلوم التجارية بجامعة مرمرة.

خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كان إردوغان ناشطا في الأوساط الإسلامية، وانضم إلى حزب، نجم الدين أربكان، الذي يوصف بـ”أبو الإسلام السياسي وراعيه” في تركيا.

ومع ازدياد شعبية هذا الحزب في التسعينيات، انتُخب إردوغان كمرشح عنه لمنصب عمدة إسطنبول في عام 1994 وأدار المدينة على مدى السنوات الأربع التالية.

لكن فترة حكمه انتهت عندما قادته أبيات من الشعر إلى السجن، بينما كان رئيسا لبلدية إسطنبول، في عام 1997.

وقبل 26 عاما ألقى، إردوغان هذه الأبيات: “مساجدنا ثكناتنا.. قبابنا خوذاتنا.. مآذننا حرابنا.. والمؤمنون جنودنا.. هذا هو الجيش المقدس.. الذي يحرس ديننا” من قلب ولاية سيرت شرقي تركيا.

وعلى إثرها اتهم بالتفريق بين الأديان ومعاداة العلمانية، ليدخل في السجن، في ديسمبر 1999 حتى عام 2000، ثم عاد إلى السياسة ليؤسس فيما بعد مع رفاقه “حزب العدالة والتنمية”، والذي يحكم تركيا، منذ 2002.

في عام 2002، فاز “حزب العدالة والتنمية” بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية وفي العام التالي، تم تعيين إردوغان رئيسا للوزراء.

ولا يزال إردوغان رئيسا لحزب “العدالة والتنمية” حتى يومنا هذا، فيما اعتبر سجنه أولى المحطات الفاصلة التي واجهها.

“محطة غيزي والانقلاب”
منذ عام 2003، أمضى ثلاث فترات كرئيس للوزراء، وترأس فترة من النمو الاقتصادي، بعد سلسلة أزمات عاشتها البلاد، وأدخلت شريحة واسعة من سكانها في بوتقة الفقر.

بحلول عام 2013، واجه محطة “مفصلية” ثانية ونقطة تحول في حكمه، تمثلت بمظاهرات حديقة غيزي بارك في تقسيم بمدينة إسطنبول، والتي لا تزال المعارضة تحييها حتى اللحظة وفي كل عام، بالإضافة إلى منظمات مجتمع مدني، وأخرى نسوية.

كان الانقلاب الفاشل، الذي نجا منه في عام 2016، واتهام الداعية المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن بالوقوف وراءه، نقطة تحول في حكمه.

فقد قُتل ما يقرب من 300 مدني أثناء قيامهم بعرقلة تقدم مدبري الانقلاب، بينما أدت الحملات الأمنية التي أطلقتها السلطات إلى إقالة حوالي 150 ألف موظف عام واعتقال أكثر من 50 ألف شخص، من بينهم جنود وصحفيون ومحامون وضباط شرطة وأكاديميون وسياسيون أكراد.

“الانتخابات الأصعب”
وينتقد المعارضون إردوغان “لاستغلاله الحكم في تركيا بهدف تركيز السلطة في يديه”، وفي المقابل يقول الرئيس التركي إن “فوز المعارضة في رئاسة البلاد يعتبر كارثة”.

وكان قد أطلق حملته الانتخابية قبل قرابة شهرين من الانتخابات تحت شعار “قرن تركيا”، كما دشن العديد من المشاريع، مثل حاملة الطائرات المسيرة، وطائرات حربية أخرى، فضلا عن قروض وإعفاءات ومشاريع اقتصادية كثيرة.

وتتوقع استطلاعات الرأي أن يكون سباق الرئاسة محتدما في الانتخابات الأصعب منذ 2003.

وكان إردوغان قد فاز بفارق ضئيل في استفتاء 2017 الذي منحه سلطات رئاسية كاسحة.

وفي عام 2018، تمكن من الفوز بمنصب الرئيس بعدما كان بمواجهته مرشح “تحالف الأمة” المعارض، محرم إينجه.

لكن حزبه كان قد خسر في رئاسة بلدتي إسطنبول وأنقرة في الانتخابات البلدية السابقة، ليذهب نصيبهما إلى “حزب الشعب الجمهوري”، بأكرم أمام أوغلو ومنصور يافاش.

وتبدو منافسة أحزاب المعارضة لإردوغان في هذه الانتخابات “استثنائية”، من زاوية كم الأحزاب التي تتموضع ضده، سواء المشكلة لـ”تحالف الأمة” وعددها ستة أو بإعلان “حزب الشعوب الديمقراطي” الموالي للأكراد اصطفافه إلى جانب كليتشدار أوغلو.

وفيما يتعلق بسياسته الخارجية كان الرئيس التركي قد اتجه استعدادا للانتخابات إلى انعطافة على صعيد سياسته مع الكثير من الدول، إذ أعاد العلاقات مع السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل.

في المقابل، اتجه للعب دور الوساطة في الحرب الروسية والأوكرانية واتفاق الحبوب، بينما وافق على عضوية فنلندا في حلف الناتو مؤخرا، مع تحفظه حتى الآن على الطلب السويدي.

ولا يزال إردوغان يؤكد على ضرورة “إنهاء ممر الإرهاب” في إشارة منه على مواصلة العمليات العسكرية ضد “حزب العمال الكردستاني” في سوريا والعراق، ويعد بإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم “بصورة آمنة وطوعية”، وبعد تشكيل حدود المنطقة “الآمنة”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات