الخرطوم – «القدس العربي»: اندلعت اشتباكات أمس الأربعاء، بين طرفي الصراع في العاصمة السودانية، مما يهدد بانهيار وقف إطلاق نار هش يهدف للسماح بوصول المساعدات وتمهيد السبيل لهدنة تدوم لفترة أطول.
ويدور القتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” وأدى إلى تفاقم أزمة إنسانية، كما يهدد بزعزعة استقرار المنطقة ووفق وزارة الصحة السودانية، تم تسجيل 709 وفيات و5 آلاف و424 إصابة في المستشفيات في كل الولايات. كما أوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من مليون نزحوا داخل السودان حتى الآن وفر 319 ألفا إلى دول مجاورة.
وقال شهود إن اشتباكات وقعت في عدة مناطق في العاصمة أمس. وأضافوا أنه أمكن رؤية أعمدة دخان أسود تتصاعد إلى السماء في غرب وسط الخرطوم وسماع دوي قصف بالقرب من معسكر للجيش في جنوب المدينة. وسمعت أصوات اشتباكات ونيران مدفعية في بحري، إحدى المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم.
وأفادت لجان مقاومة “الشجرة والحماداب” بأنها ساهمت بصد الجيش لمحاولة قوات “الدعم السريع” ومحاصرة سلاح المدرعات الواقع على امتداد الحي،
وسقطت في الخرطوم أمس طائرة حربية، تتبع سلاح الجوي التابع للجيش. ووفقاً للمتابعات، استطاع طاقم القيادة القفز منها بالمظلات قبل تحطمها في حي أمبدة في أمدرمان، وتباينت الروايات حول سبب سقوطها، فقد أكد “الدعم السريع” إصابتها عبر المضادات الأرضية، بينما قال البعض إنها تحطمت إثر عطل فني.
وفي نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، بيّن اثنان من السكان أن الاشتباكات المستمرة منذ أيام بين الجيش وقوات الدعم “السريع” أدت إلى التهام النيران لمعظم أقسام السوق الرئيسية.
فيما أوضح نشطاء في زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، أن جماعات مدعومة من قوات “الدعم السريع” حاصرت المدينة، وبدأت في نهب المنازل والشركات.
إلى ذلك، هددت الحركة الإسلامية “الدعم السريع” بالمواجهة، مؤكدة أنها “لن تذل أو تستباح”، وذلك بعد نشر القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، فيديوهات لقيادات إسلامية تقر بمشاركتها في الحرب. وقالت الحركة في بيان إن “الدعم السريع اختطف هذه القيادات وأرغمها على تسجيل الفيديوهات”.
وكانت صفحات قوات “الدعم السريع” قد نشرت مقاطع مصورة لرئيس التيار الإسلامي، محمد علي الجزولي، والقيادي الإسلامي وضابط الأمن السابق، أنس عمر، وذلك بعد أيام من اعتقالهما من قبل الدعم.