الوثيقة | مشاهدة الموضوع - خصوم الصدر يضربون خاصرته بـ«أصحاب القضية»: هل تنجح المعارضة الشعبية في قلّب موازين الحكم في العراق؟ مشرق ريسان
تغيير حجم الخط     

خصوم الصدر يضربون خاصرته بـ«أصحاب القضية»: هل تنجح المعارضة الشعبية في قلّب موازين الحكم في العراق؟ مشرق ريسان

مشاركة » الأحد مايو 28, 2023 5:00 am

5.jpg
 
كثّف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأسبوع الماضي، من دعواته لمقاطعة جماعة «أصحاب القضية» الذين يعدّوه «المهدي» الإمام الثاني عشر لدى الشيعة، وحثّ أتباعه على إعلان البراءة منهم في أكثر من مناسبة، ملمّحاً في الوقت عينه بتورط خصومه من السياسيين الذين يصفهم غالباً بـ«الفاسدين» و«جهات خارجية» بالوقوف خلف ظهور هذه الجماعة.

الصدر الذي أعلن اعتزال العمل السياسي نحو 10 مرات طوال مسيرته السياسية منذ 2003 يبدو إنه يحاول إبعاد «شبهات» ارتباطه أو تياره «العقائدي» بجماعة «أصحاب القضية» وما يقودونه من تحركات مُعلنة، تمهد للإطاحة بالحكومة الاتحادية، برئاسة محمد شياع السوداني، قبل أن «يبايعوا» الصدر على زعامتهم في «طريق الإصلاح» حسب مقطع فيديو تناقلته مواقع إخبارية ومنصّات التواصل الاجتماعي، ظهر فيه «ثلاثة ملثمين» يتلون بياناً تحدث عن تلك الخطوات.
والجمعة الماضية، هدد خطيب صلاة الجمعة للتيار الصدري في مسجد الكوفة، هادي الدنيناوي، من وصفهم بـ «الفاسدين الوقحين وأصحاب القضية».
وذكر في خطبته التي ألقاها أمام حشّدٍ غفير من أتباع الصدر: «أقول للقوم الفاسدين الوقحين وأصحاب القضية. أقول لهم لا تصريحاً بل تلميحاً، والحرب أصبحت عقائدية، وأقول عن مقتدى الصدر لهم: إذا رأيت نيوب الليث بارزةً. فلا تظنن بأن الليث مبتسمُ».
وأضاف مخاطباً محمد محمد صادق الصدر، والد مقتدى، الذي مرّت الأسبوع الماضي الذكرى السنوية الـ25 على اغتياله ونجليه: «سيبقى أبناؤك في خدمته وتحت طاعته (في إشارة إلى مقتدى الصدر) وهل يكرم المرء إلا في ولده، فلا نسلمه والله إلا ونحن تحت التراب، قد وفينا لك بدمائنا وأرواحنا وهو أقل القليل».
الخطبة الدينية ـ السياسية تلك، جاءت على وقع دعوة الصدر أتباعه إلى مقاطعة «الفاسدين والمفسدين» و«ذوي العقائد المنحرفة» حاثّاً إياهم على توحيد صفوفهم لـ«أجل الإصلاح».
وجدد في «تدوينة» له الأسبوع الماضي بذكرى اغتيال والده وشقيقيه، تأكيده لأتباعه أن «يقاطعوا كل الفاسدين والمفسدين وذوي العقائد المنحرفة، وأن يوحدوا صفوفهم لأجل الإصلاح الذي سار عليه السيد الوالد».
يأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة على دعوة الصدر- وجهها أثناء زيارة مرقد والده في النجف- إلى البراءة من «أصحاب القضية» وفيما عدّ أن الحرب السياسية مع الفاسدين ‏تحوّلت إلى «حرب عقائدية» ألمح إلى ضلوع «الفاسدين» والمنشقين من ‏تياره بالوقوف خلف ظهور هذه الجماعة، بالاستعانة بـ«أيادٍ خارجية». ‏
ويثير ظهور «أصحاب القضية» في هذا التوقيت الذي تترقب فيه الأوساط السياسية موقف الصدر من انتخابات مجالس المحافظات المقرر عقدها نهاية العام الحالي، إمكانية عودته لممارسة العمل السياسي من عدمها. في هذا الشأن، يرى المحلل السياسي العراقي، محمد علي الحكيم، أن ظهور هذه الجماعة يمثّل ضربة لخاصرة الصدر، وإشغاله بأمور داخلية في التيار عن بقية الملفات الأخرى.
ويقول الحكيم لـ«القدس العربي»، إن «الصدر بخطابة الأخير بذكرى استشهاد والده وجه ضربة قاضية وجلد التبعية وأسقط مخطط جماعة القضية، وأكد بصريح العبارة لا لتسيس العقائد ولا مكان المنحرفين» لافتاً في الوقت عينه إلى أن الهدف من ظهور «أصحاب القضية» يراد منه أن تكون «خنجراً لضرب خاصرة التيار الصدري، وتوليد انشقاقات في هذا الوقت بالتحديد، والانشغال بحرب داخلية (في التيار) لإبعاد الصدر وإشغاله عن السياسة».
ورأى الحكيم أن «هناك أطرافا خارجية وداخلية تدعم الجماعات المتطرفة داخل التيار لشق صفوفه بأي وسيلة ممكنة والتخلص من ثقله الجماهيري» غير أنه تساءل قائلاً: «لماذا هذه الجماعات المتطرفة نشطت الآن رغم انسحاب التيار من الحكومة والبرلمان؟ وإذا الصدر نوى أن ينخرط مرة أخرى في حكومة توافقية، هل ستبقى هذه التشكيلات المنحرفة أم تذوب في الشارع؟».
وحسب رؤية الحكيم فإن هذه الجماعات «ستذوب ولا يبقى أثر لها» مشيراً إلى أن ذلك يؤكد أن ظهور هذه الجماعات «لإشغال الصدر ليكون خصماً سهلاً يمكن السيطرة عليه في حال صمم الانخراط في العمل السياسي مرة أخرى».
وأضاف: «الصدر فهم اللعبة جيداً وكانت له مناورات وخطب وبيانات ليضع النقاط على الحروف. الصدر في خطبته الأخيرة عاد بقوة وأرسل رسائل مفاجئة وحازمة واتهم جماعات وجهات خارجية بالوقوف خلف جماعة أصحاب القضية، لكنه يمتلك شارعاً لم ولن يتأثر لو تفتت عشرات بل مئات المرات بسبب الرمزية التي يحظى بها، وخير دليل على ذلك شاهدنا في السنوات السابقة حصلت بعض الانسحابات من قادة التيار، لكن التيار في كل الانتخابات كان الرقم الأصعب والفائز الأول رغم خروج بعض الزعامات من صفوفه».
ولم يستبعد الحكيم وجود أطراف قال إنها «تسعى بشتى الطرق أن تقطع الطريق أمام الصدر» معتبراً أنه في حال عودة الصدر إلى العمل السياسي فإن العراق سيشهد «نهوضاً بالواقع العراقي، وهذا لا يروق للعوامل والقوى السياسية الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية وستكون الخاسر الأكبر بالتحديد العوامل الإقليمية».
وبشأن إمكانية عودة الصدر إلى العمل السياسي، أفاد الحكيم أن «لا نجاح يلوح في الأفق بغياب الصدر، بسبب ثقله الجماهيري ونوعية جمهوره، لذلك الصدر فضل المعارضة الشعبية بدل المعرضة البرلمانية، لكي تتم تشكيل معارضة من قبل أنصار التيار وقوى تشرين وبعض الأطراف السياسية».
ورجّح أن تشهد المرحلة المقبلة «تشكيل التيار الصدري وقوى تشرين ورئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، وزعيم القائمة الوطنية أياد علاوي والمستقلين وبعض الأطراف السياسية السنية والكردية، وكذلك بعض الأطراف الإطار التنسيقي، كتّلة موحّدة» مبيناً أن الصدر «سيسعى جاهدا لتشكيل حكومة أغلبية بأي طريقة ممكنة، وان لم يتمكن، لا أعتقد سيشارك في أي حكومة عبارة عن خلطة عطار» في إشارة إلى حكومة المحاصصة.
وتابع: «انسحاب التيار الصدري من العمل السياسي وقتي؛ ورجوعه حتمي دون أدنى شك، لكن هناك خشية من قبل بعض الأطراف من عودة التيار وقلب الطاولة على الجميع» منوهاً بأنه «رغم أن التيار الصدري انسحب 9 مرات من العمل السياسي، لكن أعتقد رجوع التيار هذه المرة يختلف عن المرات السابقة وسيكوّن تحالفاً قوياً مكوّن من السنة والشيعة والكرد».
وعلى رغم ذلك، غير أن المحلل السياسي العراقي استبعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات، المقررة في كانون الأول/ديسمبر المقبل، عازياً السبب في ذلك إلى وجود «خلافات عميقة حول إجراء الانتخابات بين مؤيد ورافض، وبالتحديد حول تغيير أعضاء المفوضية» لافتاً إلى أن «هناك من يرغب ببقاء المفوضية وهناك من يرغب بتغييرها بحزبيين أي بمعنى (5 من الشيعة و2 من الكرد و2 من السنة) ناهيك عن أن هناك مخصصات بنحو 150 مليار دولار للمفوضية في حين أقل تقدير هناك حاجة إلى 300 مليار».
ومضى يقول: «إجراء الانتخابات المحلية في هذا العام أمر يحتاج إلى معجزة إلهية» معتبراً أن الحديث عن الانتخابات «للاستهلاك الإعلامي لا أكثر من قادة الأحزاب والقوى السياسية لإلهاء الشارع» حسب قوله.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron