الوثيقة | مشاهدة الموضوع - العالم يكتفي بالتنديد وإسرائيل تصعّد انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني
تغيير حجم الخط     

العالم يكتفي بالتنديد وإسرائيل تصعّد انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني

مشاركة » الأحد مايو 28, 2023 5:03 am

6.jpg
 
الناصرة ـ «القدس العربي»: منذ مطلع العام الجاري قتلت قوات الاحتلال أكثر من 160 فلسطينيا في الأراضي المحتلة عام 1967 علاوة على إصابة عشرات، فيما اعتقلت 2200 فلسطيني حتى الآن منهم 1200 معتقل في مدينة القدس وحدها، وفي التزامن يواصل العالم المراوحة بين الصمت والتجاهل أو الاكتفاء بانتقادات لفظية دون عقوبات فعلية رادعة. لكن الانتهاكات الإسرائيلية لا تقتصر على جرائم القتل والاعتقال التعسفي والإداري الذي قتل الأسير عدنان خضر داخل سجنه قبل شهر ونيف، بل تشمل الكثير من الأوجه منها التهويد والاستيطان وسلب ونهب مقدرات الفلسطينيين وتقييد حركتهم والمساس بحرياتهم وحقوقهم الأساسية الأخرى. وتدلل التجارب الفلسطينية والعربية والعالمية أن بقاء الاحتلال مصدر الشرور ومستنقع الانتهاكات يعني استمرار النزيف والعكس صحيح. فإسرائيل اليوم في الذات غير مستعدة لتسديد أثمان وتوجعها الخسائر البشرية ولذا فإن تدفيعها الأثمان سيدخل القضية الفلسطينية في مرحلة جديدة ويغيّر المعادلة معها. هذا ما يؤكده النائب العربي في الكنيست رئيس تحالف الجبهة -التغيير أيمن عودة لـ «القدس العربي». وكشف عودة أنه يتجه لرعاية مشروع ميداني لمناهضة الاحتلال من خلال شراكة عربية ويهودية يحاول فيه إيقاظ الساكتين الإسرائيليين على الظلم وعلى الانتهاكات وتشجيع أنصار تسوية الدولتين للنهوض وبدء النضال لإنهاء الاحتلال.

سفح الطفولة

وأعلنت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، قبل أيام عن ارتفاع عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، إلى 24 طفلا، منذ بداية العام الحالي. وزار في الأيام الأخيرة وفد ضم 20 ممثلا دبلوماسيا من دول أوروبية ونشطاء سلام، بلدة سبسطية في نابلس شمال الضفة الغربية للاطلاع على انتهاكات إسرائيل خاصة للمناطق الأثرية. وقال ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، للصحافيين خلال الزيارة، بأن بلدة سبسطية «أرض فلسطينية محتلة بمجملها، وللفلسطينيين الحق في البقاء فيها». ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن بورغسدورف قوله إنه زار هذا الموقع قبل سنوات، وقد «ضم آثارا تاريخية وحضارية، وللأسف بعد كل هذه السنوات، أصبح الوضع أكثر سوءا». وقال إن هناك الكثير من التحديات التي تواجه المجتمع المحلي في سبسطية جراء الآثار المترتبة على الاحتلال الإسرائيلي».
وشدد بورغسدورف على الوقوف مع المواطن الفلسطيني في كل ما يواجهه في جميع المناطق، بغض النظر عن التسميات، وكلها محتلة وللمواطن الفلسطيني الحق في البقاء فيها. مؤكدا أن سبسطية أرض فلسطينية، وإسرائيل بموجب القانون الدولي ملزمة بعدم القيام بأي إجراء مخالف، لافتا إلى «أن أية إجراءات ومخططات إسرائيلية تتم فيها، هي مخالفة للقانون الدولي». واعتبر الدبلوماسي الأوروبي أن شرعنة عودة المستوطنين إلى المستوطنات المخلاة مخالف لقرارات المحكمة العليا الإسرائيلية بحد ذاته، وكذلك للقانون الدولي، وأن الاستيطان بكل أشكاله مخالف. ودعا بورغسدورف إسرائيل إلى «التوقف عن مثل هذه الإجراءات والقرارات وعن العنف، ومنع اعتداءات المستوطنين المرفوض بالنسبة إلينا، وأن إسرائيل كقوة احتلال عليها حماية الفلسطيني من هذه الإجراءات». كما زار الوفد الأوروبي بلدة برقة المجاورة، التي أكد فيها بورغسدورف أن ما يحدث في البلدة غير مقبول من كل النواحي، مطالبا بأفعال لمواجهة الظلم الذي يحدث على الأرض.
وصادقت حكومة الاحتلال ضمن موازنتها العامة الجديدة قبل أيام على تخصيص نحو 10 ملايين دولار لصالح مشروع موقع حديقة سبسطية الأثري، يشمل إقامة مركز سياحي يهودي في المكان. قبل ذلك اقتحم وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال إيتمار بن غفير المسجد الأقصى للمرة الثانية منذ أصبح وزيرًا في الحكومة الائتلافية برئاسة بنيامين نتنياهو في وقتٍ مبكر من صباح الأحد 21 ايار/مايو الجاري، وبعد ثلاثة أيام فقط من مسيرة الأعلام. وشهد اقتحام بن غفير للأقصى أدائه صلواتٍ تلمودية وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي وأفراد من جيش الاحتلال. وانتشر عناصر شرطة الاحتلال بكثافة في المسجد لتأمين زيارة إيتمار بن غفير الذي يسعى لترميم صورته، بين المستوطنين، بعد الانتكاسة منذ أسابيع عقب اتهامه بالفشل في منصبه كوزير للأمن القومي، كما يؤكد محللون ومراقبون. ومنذ صعوده في الائتلاف الحكومي في دولة الاحتلال حرص بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى والمشاركة في المسيرات الاستيطانية.

ازدواجية المعايير

وسلط وزير العدل الفلسطيني، محمد الشلالدة، الضوء على ازدواجية المعايير الدولية وقال إن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والمتزايدة بحق المدنيين الفلسطينيين تمثل انتهاكا صارخًا لمبادئ وقواعد القانون الدولي والإنساني، ولكافة قرارات الأمم المتحدة، بيد أن ازدواجية المعايير والانحياز الأمريكي الدائم يدفع الاحتلال للاستمرار في سياساته العنصرية والتمييزية. وأضاف في مقابلة مع موقع «سبوتنيك» أن «هناك 3 ملفات رئيسية مطروحة أمام القضاء الدولي، وهي الحرب على قطاع غزة عام 2014 وملف الاستيطان، والأسرى بالإضافة لملفات تكميلية أخرى، حيث تزود فلسطين المحكمة والمدعي العام كل شهر بكافة التقارير التي تتضمن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني كضحايا وننتظر وصول هؤلاء القادة للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية». مؤكدا أن الدعم العربي للقضية الفلسطينية والذي ظهر في قمة جدة الأخيرة مقدّر، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى قرارات مصيرية ومواقف عملية وليست نظرية تقف عند حد الشجب والإدانة والاستنكار. ورحب الوزير الفلسطيني بالجهود التي تبذلها روسيا لإحلال السلام في العالم، مؤكدًا أن موسكو ليست دولة استعمارية كبقية الدول الأوروبية، حيث تقف دائما ضد الاحتلال والتمييز والعنصرية.

كيف ينظر القانون الدولي إلى إسرائيل؟

عن هذا السؤال قال الوزير الفلسطيني إن القانون المطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية هو القانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م، وكافة اتفاقيات حقوق الإنسان ذات الصلة، المركز القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م تعتبر هذه الأراضي محتلة بما فيها القدس الشرقية، وتنطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة، وهذا مدعم من خلال القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، والرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية لعام 2004م، الذي أكد على انطباق اتفاقية جنيف على الأرض الفلسطينية.
و»على درب شيرين أبو عاقلة» مبادرة أطلقها المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث «إعلام» ومقرّه في مدينة الناصرة في الداخل وهي الأخرى تفضح الانتهاكات اليومية للاحتلال بحق الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر. وقالت مديرة «إعلام» خلود مصالحة لـ «القدس العربي» إن المركز لم يكتف برصد انتهاك الصحافيين هذا العام بل أعلن عن جائزة لتخليد ذكرى الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة. وتابعت «يُطلب من الصحافيين المتقدمين للجائزة طرح مقترح لتحقيق استقصائي مرتبط بقضايا الشعب الفلسطيني، في الداخل خاصة». منوهة أن «إعلام» يقوم برصد ومتابعة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافيين الفلسطينيين، وفي حالات معينة استغلال الأدوات المتاحة في محاولة للتأثير، رغم تعامل إسرائيل مع الإعلام غير المتماهي مع روايتها والمروج لها بعدائية كبيرة. ويؤكد المشرف على مبادرة «على درب شيرين أبو عاقلة» الكاتب والباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أهمية الإبقاء على ملف استشهاد شيرين مفتوحا. وقال إن «هذا الملف يجب ألا يطوى، ويجب الإبقاء عليه متفاعلا بالذات في إسرائيل، والأهم استخلاص العبر منه». وأوضح شلحت أن المبادرة لتخليد ذكرى شيرين أبو عاقلة من خلال العمل الصحافي الاستقصائي، تشكل رافعة لمواجهة الرواية والسياسات الإسرائيلية التي تنظر للفلسطيني عامة والصحافي خاصة على أنه عدو يجب قمعه أو قتله، دون وجود خيار ثالث.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron