الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لقاء البرزاني مع السوداني في بغداد: الظروف والنتائج السفير الدكتور جواد الهنداوي
تغيير حجم الخط     

لقاء البرزاني مع السوداني في بغداد: الظروف والنتائج السفير الدكتور جواد الهنداوي

مشاركة » الأربعاء سبتمبر 20, 2023 8:34 pm

وصلَ السيد مسرور البرزاني رئيس حكومة أقليم كردستان الى بغداد يوم ٢٠٢٣/٩/١٤ والتقى مع كافة رؤساء الكتل السياسية ولم يستثنْ أحد والتقى كذلك مع رؤساء السلطات الدستورية ( مجلس النواب رئاسة الجمهورية وبالطبع رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني ) لم نسمع عن لقاء او زيارة له للسيد مقتدى الصدر.
الزيارة كانت اذاً سياسية وشملت كل قيادات الاطار التنسيقي الذي فاوضَ الكُرد و اتفق معهم على تشكيل الحكومة زيارة كشف حساب وعتاب وتعزيز ثقة و جبر خواطر ويشُعرُ الكُرد و يدّعون ايضاً بأنهم خُدعوا من الاطار الذي لم يفْ بالتزاماته التي تعهّد بها خلال مفاوضاته معهم لغرض تشكيل الحكومة بالمناسبة هذه ليست المّرة الاولى لتذرع الكُرد بخدعة يتكرّر هذا السيناريو بعد تشكيل كل حكومة حيث تتعطل مؤقتاً التزامات كل طرف تجاه الآخر فلا الكُرد يؤدون ما بذمتهم من اموال الى المركز و يتعمّد المركز ( و اقصد الحكومة الاتحادية ) بتعطيل صرف استحقاقات الاقليم مؤقتاً ثّمَ يتحرك الكُرد سياسياً ودبلوماسياً و دولياً و اقليمياً وينالون ما يبتغون و ما شهدناه خلال الاسبوع من تصريحات متبادلة بين الاقليم والحكومة الاتحادية ثم تدخل امريكي ثم زيارة سياسية و واسعة للسيد مسرور البرزاني الى بغداد ولقاءه و الوفد المفاوض مع السيد رئيس الوزراء خير شاهد على ذلك
عادت الامور الى مربعها الاول استحقاقات الاقليم ستستمر وفقاً للموازنة على امل ان يبدأ الاقليم بتسليم ما بذمته بعد ان تنتهي لجنة او لجان من عمل الحساب والتدقيق الخ …
سيناريو يتكرر كل دورة انتخابية و حكومة الاقليم و الحكومة الاتحادية اعتادوا على ما يبدوا على هذا المنوال طالما ينجح الطرفان بالحفاظ على الاستقرار والمصالح المشتركة.
استفهامات واسئلة عديدة تستحق الاشارة و الجواب حول ما تّوصل اليه الطرفان وحول الظروف التي أحاطت اثارة الموضوع او الازمة:
– هل الحلول التي توّصلَ اليها الطرفان تتماشي مع مبادئ و نصوص الدستور وأهمها توزيع عادل لثروات العراق بين ابناء الشعب ؟ هل الحلول تتوافق مع مصالح الشعب ام مع المصالح المشتركة للسلطتيّن الاقليمية والاتحاديّة؟
– تدّخلت امريكا وبشكل واضح و صريح و برسالة رسميه من السيد مسرور البرزاني للرئيس بايدن بتاريخ ٢٠٢٣/٩/٤ يدعوه فيها الى دعم الاقليم الذي يتعرض الى حملة مشينه والضغط على حكومة الاتحاد للايفاء بالتزامتها الدستورية تجاه الاقليم و قامت السيدة سفيرة امريكا في بغداد بزيارة الاقليم و اللقاء بالسيد رئيس وزراء الاقليم ثم تبنى المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الامريكية تصريحاً يدعو فيه الطرفان الى تنفيذ التزاماتهما القانونية و يؤكد على الحكومة الاتحادية بضرورة الحفاظ على الامن والاستقرار و دفع مستحقات الإقليم.
ونعتقد بأنَّ الدور الامريكي في كل خطواته ( رسالة السيد مسرور لقاء السفيرة تصريح المتحدث باسم الخارجية الامريكية ) كان بالتنسيق بين حكومة الاقليم و الخارجية الامريكية او الادارة الامريكية وفيه بالتأكيد مصلحة سياسية و دبلوماسية لامريكا حيث يُظهِر دورها الذي لايزال فاعل في العراق ولدى الكُرد وفي المنطقة.
ولذلك كان الدور وبكل خطواته المذكورة علني و صريح ولم يترّدد لا الكُرد و لا الامريكان من خشيّة الافصاح عن الدور ومن خشيّة ازعاج السيادة العراقية او رُعاة السيادة.
-لماذا لم يكْ لايران دور في الموضوع بدلاً من امريكا لاسيما لها علاقات مميّزة مع الكُرد الاتحاد الوطني) وجيدة مع النصف الاخر (الديمقراطي الكردستاني) ولايران ايضاً علاقات مميّزة مع الحكومة الاتحادية؟
للاجابة على السؤال احتماليّن:
الاول اعتقدَ الكُرد بأنَّ الوساطة الامريكية قد تأتي بنتائج و انجع في الوقت الحاضر من الوساطة الايرانية ثُمَّ لماذا يطلب الكُرد وساطة ايران وامريكا تراقب ولها الاستعداد و ماذا سيكون موقف الخارجية الامريكية او الادارة الامريكية اذا توجهوا الكُرد في طلبهم هذا او غير هذا صوب إيران؟ وقد تكون رسالة السيد مسرور البرزاني الى الرئيس بايدن بطلب المساعدة وبشكل علني شرطا امريكياً للبدء بالوساطة شرطا طُرِحَ للاخوة الكُرد على صيغة نصيحة.
الاحتمال الثاني وهو الاقل حظاً؛ قد فكّر الكُرد بوساطة ايرانية لا سيما لهم الآن مع ايران معضلة الكُرد المسلحين والمعارضين والذين يمارسون نشاطهم انطلاقاً من حدود الاقليم ولعلَ مفاتحة لايران بموضوع وساطة مع حكومة العراق الاتحادية سيسّرُها ويُظهر تعزيز دورها
و ربما استشعرَ السيد بافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني والذي زار ايران والتقى وزير خارجيتها في ٢٠٢٣/٩/١١ بعدم رغبة ايران بالتدخل في امر الموازنة بين الحكومة الاتحادية و حكومة الإقليم.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron