الوثيقة | مشاهدة الموضوع - نازحون من شمال غزة يتحدثون عن سرقة الجيش الإسرائيلي لمجوهرات وأموال من منازلهم
تغيير حجم الخط     

نازحون من شمال غزة يتحدثون عن سرقة الجيش الإسرائيلي لمجوهرات وأموال من منازلهم

مشاركة » الأحد فبراير 25, 2024 3:58 am

2.jpg
 
عبر نازحون من منطقة مخيم جباليا شمال قطاع غزة عن امتعاضهم الشديد بعد أن قام جنود إسرائيليون بسرقة منازلهم خلال العملية البرية في شمال القطاع التي بدأت نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث دفع الاحتلال المواطنين وتحت القصف المدفعي والجوي إلى ترك منازلهم قسراً، تاركين كافة أمتعتهم داخلها على أمل العودة، لكن الجيش الإسرائيلي باغت المواطنين الذين اجبروا على النزوح إلى المدارس ومناطق جنوب غزة، وقام بتفتيش تلك المنازل وسرقة ما بداخلها من مجوهرات وأموال وممتلكات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
وتركزت أغلب عمليات السرقة للمنازل في منطقة بيت لاهيا وجباليا وتل الزعتر شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى سرقة عدد كبير من المنازل في حي الرمال وسط مدينة غزة، حيث نقلت مصادر في الجيش أن جنوداً قاموا بالسطو على بنك فلسطين في حي الرمال، والقيام بوضع اليد على مئات الملايين من الشواكل من البنك كانت مخصصة للسلطة الفلسطينية، عدا عن ذلك أجبر الجيش النساء خلال رحلة نزوحهن إلى جنوب قطاع غزة عبر الحاجز الذي إقامه والذي يفصل الجنوب عن الشمال بإلقاء ما بحوزتهن من أموال ومجوهرات تحت تهديد السلاح.
ولم يكن عناصر من الجيش يخفون جريمة سرقة أموال ومجوهرات الغزيين من منازلهم، بل أن هناك العديد من مقاطع الفيديو التي نشرها جنود يتفاخرون فيها بعمليات الاستيلاء على مقتنيات سكان قطاع غزة، قد وثقت جرائم النهب والسرقة للبيوت، حيث أظهر أحد المقاطع جندياً يعرض قلادة مكتوب عليها صنع في غزة، ويتفاخر بأنه استولى عليها، وفي نهاية المقطع قام بعضها بأسنانه للتأكد ما إن كانت القلادة أصلية، لكن هذه المقاطع أثارت حالة من الجدل داخل الأوساط الإسرائيلية، إذ تصفه تلك الأوساط بعمل غير أخلاقي، وعلى إثر ذلك قام الجيش بحضر نشر تلك المقاطع.
وفي محاولة منه للتغطية على الفضيحة الأخلاقية للجيش، قال المتحدث باسمه دانيال هاليفي في تصريحات صحافية، إن القوات الإسرائيلية تتمتع بأعلى الأخلاق على مستوى العالم، ولا يمكن أن يقوموا بعمليات مثل هذه والادعاءات غير مقبولة، مشيراً إلى أنه إذا ثبت ذلك فهذه تصرفات غير مسؤولة من بعض الجنود، وسنعمل على معاقبة المتورطين لأننا نخوض قتالاً ونلتزم بالقانون الدولي وقواعد القتال.
من جهتها ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية، أن الجيش الإسرائيلي استولى على مصاغ يقدر بخمسة ملايين دولار من قطاع غزة وسلمه الجنود إلى وحدة الغنائم في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات بالجيش الإسرائيلي، كما ذكرت الصحيفة أن الجيش استولى أيضاً على خمسة ملايين شيكل إسرائيلي وتم تحويلها إلى القسم المالي في وزارة الدفاع، وادعى الجيش أن عمليات الاستيلاء تركزت على معاقل حركة حماس ومنازل العناصر والقادة.

الاستيلاء بالقوة
على مصاغ النساء

من جهته يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، هناك أوجها عديدة سلكها الجيش الإسرائيلي خلال عمليات السرقة لمنازل المواطنين في مناطق شمال قطاع غزة، حيث جاء من بين الطرق الاستيلاء بالقوة على مصاغ النساء، والسطو على المنازل التي تركها سكانها قسراً تحت القصف والدخول فيها وتفتيشها وجمع ما بداخلها من أموال ومجوهرات وغير ذلك، ويضيف الثوابتة أن عمليات السرقة الممنهجة لها دلالات واضحة على أن قيادة الجيش أطلقت العنان للجنود من أجل الإقدام على مثل هذه الممارسات غير أخلاقية.
ورصد المركز الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، سلسلة من حالات تكشف عن تورط جنود إسرائيليين في سرقات ممنهجة لأموال وممتلكات السكان في غزة، بما يشمل الذهب والأموال والهواتف المحمولة والآثار، حيث قدر المركز حصيلة المسروقات بعشرات ملايين الدولارات، واعتبر المركز أن الفعل الإسرائيلي هو التفاف على القانون الدولي، بعد الادعاء أن الأموال المصادرة تخص تمويل الإرهاب دون أي أدلة أو إثبات على ذلك.

تكسير المنازل
وتدمير الأثاث وحرقه

وفي شهادات عدة أدلى بها نازحون لـ«القدس العربي» عبروا من خلالها عن بالغ استيائهم من ممارسات الجيش الإسرائيلي القذرة، بعد فقدانهم مبالغ مالية كبيرة تركت داخل منازلهم، بالإضافة إلى مجوهرات وأوراق رسمية لأراضي وعقارات وغيرها من المقتنيات الأخرى، عدا عن تعمد الجيش تكسير المنازل وتدمير الأثاث وحرقه، لإلحاق المزيد من الحسرة والألم على سكان قطاع غزة. يقول المواطن رامي زياد والذي يواصل النزوح داخل إحدى مدارس الأونروا في شمال قطاع غزة، إن الجيش سرق من منزله مجوهرات كان قد قام بشرائها قبل الحرب بأيام لابنته التي كان من المفترض أن يحتفل بزفافها الشهر الماضي، حيث يقدر مبلغ مصاغ الذهب بـ4 ألاف دينار أردني، بالإضافة إلى حرق الشقة السكنية بشكل كامل لإخفاء جريمة السرقة.
وأوضح لـ«القدس العربي» أن منازل عدة في المنطقة التي يسكنها شمال قطاع غزة، تعرضت للسرقة من قبل الجيش والتخريب بالتكسير والحرق خلال العملية البرية، وهو الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين، الذين عولوا وفي ظل الظروف الصعبة وغياب السيولة النقدية، على بيع ما هو متوفر لديهم من مصاغ ذهبي والحصول بدله على الأموال لشراء ما يلزمهم من مواد غذائية وغيرها.
إبادة بكافة الأشكال والأنواع

أما أم علام فقد أجبرها أحد الجنود على التفتيش وسرقة قطع ذهبية وأموال كانت بحوزتها أثناء النزوح من منطقة الكرامة شمال قطاع غزة نحو الجنوب ومرورها على الحاجز العسكري الذي نصبه الجيش على شارع صلاح الدين، حيث قام الجندي بسرقة قطع من الذهب تنوعت ما بين خواتم وسلاسل وأساور، بعد أن أجبرها على إخراج ما تحمله داخل ملابسها من مقتنيات بالقوة، عدا عن سرقة مبلغ مالي يقدر بألفي دولار أمريكي.
وأشارت في حديثها لـ«القدس العربي» إلى أن الجيش يقوم بجرائم إبادة بكافة الأشكال والأنواع، من خلال قتل المدنيين وسرقة وحرق البيوت، ومحاولة تكبيد المدنيين خسائر فادحة وصعوبة استمرارية حياتهم وعودتها لطبيعتها حتى بعد الحرب، من خلال نهب ما لديهم من أموال ومجوهرات إلى جانب تدمير المنازل وحرقها، وهذه الإجراءات تزيد من معاناة المواطنين بشكل أكبر، في ظل صعوبة الأوضاع المعيشية مع اشتداد الحصار والتضييق على السكان في غزة.
ويزداد القلق والخوف لدى بقية المواطنين الذين تمكنوا من تهريب ما لديهم من مدخرات، في ظل حالة النزوح المستمرة لهم بفعل عمليات الجيش المتواصلة، خاصة من هم في جنوب قطاع غزة، والذين يواصلون التنقل من محافظة لأخرى في ظل تهديدات الجيش بشن عملية برية على مدينة رفح التي يقطن فيها قرابة مليون ونصف نازح من مناطق شمال ووسط قطاع غزة.
تقول أم وائل «أواجه خوفا وقلقا كبيرا من فقدان مجوهرات وبعض من الأموال التي كان زوجي يدخرها طوال السنوات الماضية في ظل حالة النزوح المستمرة» حيث تشرح السيدة في حديثها لـ«القدس العربي» أنها عانت من رحلات نزوح قاسية، بدءاً من شمال غزة ومن ثم إلى وسط القطاع مروراً بمدينة خانيونس ومن ثم إلى مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، والخوف يهددها من النزوح مرة أخرى في ظل تهديد الاحتلال باجتياح مدينة رفح وفقدان ممتلكاتها، وهذا الحال بات يقلق مئات الآلاف من النازحين الذين خرجوا من بيوتهم ويعولون على ما لديهم من مقتنيات ثمينة كالمجوهرات والأموال، بعد فقدانهم منازلهم التي دمر بعضها بشكل كلي أو جزئي.
يشار إلى أنه ووفق القانون الدولي، فإنه يمنع على القوات أثناء النزاع الاستيلاء على ممتلكات المدنيين، وكذلك يعاقب القانون الإسرائيلي على هذه العمليات، إذ تعد عمليات نهب مخطط لها وليست غنائم خلال المعركة الجارية في قطاع غزة.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير