طهران – الزمان
كشف الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني عن كواليس خروج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي ودور السعودية وإسرائيل في ذلك، مشيرا الى أن رئيس وزراء العراق آنذاك، نوري المالكي قال بعد زيارته الى واشنطن، ان تل أبيب والرياض ومجاهدي خلق، لن يسمحوا بتمرير اتفاق نهائي.
وقال الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني في تصريح مع صحيفة “اعتماد” الإيرانية، إن ترامب لم يرسل أي رسائل إلى إيران قبل انتخابه، ولم يكن هناك أي علاقة له مع إيران. وأوضح روحاني: في إيران، كان التصور السائد هو أن كلينتون هي الفائزة في الانتخابات، وليس ترامب، وخلال الحملة الانتخابية، كان أحد الأشياء التي ذكرها ترامب هو أن خطة العمل الشاملة المشتركة كانت ضارة بالولايات المتحدة أو كانت أسوأ صفقة، وقال إنه إذا فاز في الانتخابات، فسوف يترك خطة العمل الشاملة المشتركة. وعندما فاز، استمر بهذا الموقف وشدد روحاني على ان الإشارات في الداخل الامريكي، كانت مدمرة لايران، وكان ترامب مستعدا لتعطيل كل ما حققه أوباما. وأضاف: كما كانت المملكة العربية السعودية وإسرائيل نشطتين للغاية خلال مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة ضدنا، في تلك المرحلة، اختلفنا مع مجموعة 5+1 حول ثلاث قضايا، وفي إيران، كانت هناك حساسية بشأن هذه القضايا الثلاث، لكننا استقرنا داخليا بطريقة يقبلونها، وأعطينا وزير الخارجية الصلاحيات اللازمة. واستطرد: كنا على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي عندما طار وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من المملكة العربية السعودية إلى فيينا وتفاوض على متن الطائرة مع جون كيري (وزير الخارجية الأمريكي أنذاك) وكانت إسرائيل تضغط أيضا عبر فرنسا والولايات المتحدة. وأضاف: عشية الاتفاق النهائي، أرسلوا رسالة إلى كيري من الولايات المتحدة لوقف المفاوضات والعودة. وقال كيري لظريف إنني لا أفهم ما يحدث. كل ما كان قد انتهى! لهذا السبب تأخر الاتفاق لمدة 7 أشهر. وكشف روحاني عن أن رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي، جاء إلى طهران بعد زيارته إلى الولايات المتحدة. وقال: «كنت في الكونغرس، و السعوديون والإسرائيليون و مجاهدي خلق، يأتون ويذهبون، و إنهم لن يسمحوا لكم بالتوصل إلى اتفاق نهائي». واعتبر روحاني أن العوامل الأجنبية الى جانب العوامل الداخلية، شجع ترامب على الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، وفي الداخل اتفقنا أول الأمر أنه بمجرد مغادرة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، سننسحب نحن أيضا من الاتفاق، لكننا لم ننسحب وأعطينا مهلة لقوى 4 + 1 (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا).
وبشأن رسائل ترامب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية قال روحاني: في عام 2017، بعد أشهر من انتخاب ترامب والانتخابات الرئاسية في إيران، ذهبت إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ طلب ترامب عقد اجتماع لأول مرة هناك، ورسالة ترامب هذه لم تكن لاجتماع لمرة واحدة، بل تكررت عدة مرات، ثم أرسل رسائل بطرق وبلدان مختلفة، في العام 1997، عندما وصلت إلى نيويورك، مرت أربعة أشهر على انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة. وأضاف: في أول يوم لي في نيويورك، أرسل ترامب ثماني رسائل للقاء والتفاوض، و أرسلت له رسالة مفادها أنك ألقيت خطابا ضد إيران في الصباح في الجمعية العامة، وانسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة، فلماذا يجب أن التقي بك؟.
وقال أن ترامب توسط لدى ماكرون، ونقل ماكرون عن ترامب قوله: أنا مستعد لعقد اجتماع مع الرئيس الإيراني الآن، وأعلن أنني سأعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة إذا أضفنا بندين إلى نهاية خطة العمل الشاملة المشتركة: الأول هو أننا، الولايات المتحدة وإيران، مستعدون للتفاوض مع بعضنا البعض حول القضايا الإقليمية، وثانيا، نحن مستعدون لمناقشة قضية الصواريخ الإيرانية.
وتابع روحاني: لقد رفضته هناك، وقلت إنه لا يمكن أن يكون، و لن نغير كلمة واحدة في الاتفاق النووي.